تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب العالمي الشهير والتر سكوت، وتم العمل على نشرها عام 1832م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول أحد الفرسان الذي قام ذات يوم بالوصول إلى منصب بسبب العديد من الممارسات الظالمة التي يقوم بها من يتولى ذلك المنصب، وعلى الرغم من العديد من المحاولات للقضاء على الفارس، إلا أنه لم يتمكن أحد من قتله بسبب جرأته وشجاعته.
الشخصيات
- السيد برينيوس
- الأميرة آنا
- الحارس الإفرنجي ساكسوني هيريوارد
- السير بوهيموند
- سيباستيس
- الضابط الإفرنجي تاتيوس
- الفارس الفرنسي روبرت
- برينهيلدا زوجة الفارس الفرنسي
- الحكيم أقلياستس
- أورسيل
- أغلاستس
- ديوجين
- الكونتيسة
- ابنة الإمبراطور
- بيرثا حبيبة الحارس الإفرنجي
- الدوق دي بوالون
- الطبيب دوبان
رواية الكونت روبرت من باريس
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في نهاية القرن الحادي عشر، حيث أنه في يوم من الأيام تعرضت العاصمة البيزنطية والقسطنطينية للتهديد من قبل مجموعة من القبائل البدو الرُّحل منهم من الترك من المناطق الشرقية من البلاد ومنهم من الفرنجة من المناطق الغربية من البلاد، وفي ذلك الوقت كان الإمبراطور لا يمكنه الاعتماد على رعاياه من الجنود المحليين من أجل التصدي لغاراتهم، وهذا الأمر اضطر الإمبراطور إلى الحفاظ على مجموعة من الحراس الشخصيين والذين كان من أصول إفرنجية أول ما كان يطلق عليهم حينها في العديد من الدول الأخرى المرتزقة.
وهؤلاء الفرنجة كان المواطنون والجنود الأصليون يشعرون بالغيرة الشديدة منهم؛ وذلك لصلابة وقوة أجسادهم، إذ تضاهي قوة واحد منهم عشرات أضعاف قوة واحد من الجنود المحليين، ومن بين هؤلاء الحراس كان واحد يدعى الأنجلو ساكسوني هيريوارد، والذي قبل فترة قصيرة كان قد تعرض للهجوم من قِبل شخص يدعى سيباستيس، وفي أحد الأيام قام أحد الضباط الإفرنجيين ويدعى تاتيوس بالإمساك به من يده واصطحابه إلى القصر، وهناك تم تقديمه إلى العائلة الإمبراطورية والذين كانوا محاطين بالعديد من المرافقين.
ومن بين تلك العائلة الإمبراطورية كانت هناك أميرة تدعى آنا، وفي تلك الأثناء كانت آنا تقوم بقراءة مجموعة من القوائم التاريخية التي كتبتها بنفسها عن عدد كبير من الدول، وفي ذات اللحظة دخل زوجها ويدعى برينيوس وأعلن عن اقتراب الجيوش التي شكلت الحملة الصليبية الأولى، ومن مبدأ أن السيد برينيوس كان على قناعة تامة بأنه ليس بمقدوره ولا بإمكانياته أن يمنعهم من التقدم، أمر مجموعة من أتباعه أن يقوموا باستقبالهم بحسن الضيافة، ومن شدة احترام الإمبراطور لهم وافق القادة على الاعتراف بسيادته على تلك البلاد، وبعد ذلك القرار سار برينيوس أمام الحشود بموكب وأحاط به الجيش من الجانبين.
وحينها تقدم الإمبراطور برينيوس إلى الأمام قليلاً من أجل تلقي تحية من كونت يدعى بوهيموند، والذي كان في ذلك الوقت قد أزاحه كونت يدعى روبرت قدم من مدينة باريس عن كرسي منصبه بكل جرأة وشجاعة، بعد أن تمت ممارسة كافة الضغوطات عليه إلى أن قدم استسلامه، وفي أحد الأيام التقى الفارس روبرت الجريء وزوجته التي تدعى برينهيلدا مع أحد الحكماء ويدعى الحكيم أقلياستس، والذي بدوره روى على مسامعهما قصة أميرة ساحرة، وقام بإخداعهما إلى أن أوصلهما إلى صومعته المطلة على أحد المضايق ويعرف باسم مضيق البوسفور.
وهناك تم تقديمهما إلى الإمبراطورة وابنتها اللتين أحضرهما برينيوس في زيارة الحكيم، وهناك دعتهم الإمبراطورة إلى العودة معهم إلى القصر من أجل تقديمهما إلى الإمبراطور، وفي مأدبة عشاء تمت إقامتها في تلك الليلة تعهد المضيف الملكي بالاهتمام بكافة الضيوف بمن فيهم السير بوهيموند، وحثهم على شرب الكؤوس الذهبية التي قدمت لهم، وفي صباح اليوم التالي وجد الكونت روبرت نفسه في زنزانة مع نمر، وكان شخص يدعى أورسيل محصوراً في زنزانة مجاورة، وبعد لحظات قليلة دخل الزنزانات إنسان عدواني متوحش وسرعان ما تبعه سيباستيس ومجموعة من المسلحون في محاولة منهم في السيطرة عليه، ولكن ما تفاجأ به الجميع هو أن كلاهما تغلب عليهما الكونت روبرت، وفي تلك الأثناء ظهر الحارس الإفرنجي ساكسونيوتعهد بالإفراج عن خصمه النورماندي وهو أورسيل.
في غضون ذلك كان يتم عقد مؤتمر يتخلله الخيانة بين كل من تيتوس وآخر يدعى أغلاستس، وكلاهما فشلا في محاولة العبث مع الحارس الإفرنجي ساكسوني، وفي ذلك الوقت قد تم نقل واحدة من الكونتيسات عن غير قصد من قبل شخص من العبيد يدعى ديوجين إلى حديقة المنزل من أجل إجراء مقابلة سرية مع برينيوس، بعد إخفاء الكونت التقى ساكسوني بفتاة تدعى بيرثا وهي ما كانت تربطه بها علاقة حب وطلب منها أن تقوم بوضع زوجة الفارس الفرنسي تحت حمايتها.
ومن هنا بدأت بيرثا في تتبع حركات برينهيلدا وعملت كمرافقة لها، وخلال تلك الفترة كانت برينهيلدا قد حصلت على إعجاب من قِبل العديد من العائلة الإمبراطورية، وفي إحدى المرات كانوا أفراد العائلة يناقشون معها الأحداث الأخيرة، بما في ذلك مؤامرة كان برينيوس يخطط لها، حيث كان يصب اهتمامه بالاستيلاء على العرش، وأخيراً تمكن برينيوس من الحصول على إذن للتواصل مع دوق يدعى دي بوالون، وهنا تطوعت بيرثا لتكون رسوله للدوق، وبعد أن حصلت المقابلة مع مجلس الصليبيين في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة سكوتاري، حثتهم بيرثا على التعهد بخمسين فارساً، ولكل فارس منهم عشرة أتباع، وجميعهم ينبغي عليهم أن يحضروا المعركة من أجل تقديم الدعم لبطلهم وإنقاذ حياته من يد الإمبراطور.
وما حصل بعد ذلك هو أن أغلاستيس قام بإدلاء العديد من الاعترافات أمام البطريرك، ولم تمضي فترة وجيزة حتى قُتل أغلاستيس على يد الإنسان الغاب المتوحش والذي بعد ذلك حدثت بينه وبين برينهيلدا مجادلة، ولكنه لم يقوم بإيذائها، وفي اليوم التالي قام الإمبراطور بقيادة ابنته إلى الزنزانة التي كان أورسيل محتجزة فيها؛ وذلك بهدف أن يزفها إليه، بدلاً من أن تتزوج من الضابط الإفرنجي تاتيوس، وكل ذلك حدث رغماً عن ابنة الإمبراطور، ولكن قامت والدتها بأقناعها بالتوسط من أجل معرفة الخائن.
ومنذ ذلك اليوم وقد تم وضع أورسيل تحت رعاية أحد الأطباء ويدعى العبد دوبان؛ وذلك حتى يستعيد صحته بعد أن قضى فترة طويلة في السجن، وفي النهاية قرر برينيوس أن يقوم بقتال كونت باريس وقد تم اتخاذ جميع الاستعدادات للقتال، وأخيراً عندما كانت السفن التي تنقل الصليبيين في الأفق وبعد هزيمة الأسطول اليوناني هبطوا على مرأى الجميع على شكل قوائم، في غضون ذلك تم العفو عن برينيوس رداً على صيحات السخط من الحشد المجتمع، كما تم توجيه أورسيل ليعلن عن استعادته للحرية والتصالح الإمبراطوري، وتم سحق المؤامرات بشكل نهائي، ثم بدأت معركة بين ساكسوني والكونت روبرت، وبعد أن أنقذته بيرثا من فأس الفارس، انضم إلى حشود الصليبيين،
العبرة من الرواية هي أن الإنسان الذي يكون هدفه نبيل في الحياة، لا يمكن أن يؤثر على تحقيقه لهدفه أي شيء، مهما واجهته صعوبات وعثرات.