تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية للأديب جوزيف كونراد، وتم العمل على نشرها عام 1899م، تناولت في مضمونها الحديث حول لورد هجر سفينة ركاب في محنة طاقمها، وبعد أن تم لومه علناً، دخل في حالة من الحرب النفسية ولم يقوى على نسيان ذلك التصرف الشنيع له.
الشخصيات
- اللورد جيم
- جويل حبيبة جيم
- الكابتن غوستاف
- الضابط البحري بريرلي
- تشارلز مارلو مساعد جيم
- بوغيس شتاين صديق تشارلز
- راجا تونكو ألانغ زعيم شعب الملايو
- دورامين صديق بوغيس شتاين
- داين واريز ابن دورامين
- براون المخادع
- واريس أحد رجال جيم
- تامب إيتام مساعد جيم
رواية اللورد جيم
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك شاب يدعى جيم، كان جيم يسعى جاهداً للحصول على منصب على إحدى البواخر والتي تعرف باسم باخرة باتنا، وتلك الباخرة تخدم ما يقارب على الثمانمائة من الحجاج الذين لديهم اعتقادات راسخة حول طقوسهم، وذات يوم بينما كانت الباخرة متوجهة إلى ميناء على البحر الأحمر تم تعيينه كمساعد أول للقبطان، وبعد مرور بضعة أيام من الإبحار الهادئ تعرضت السفينة إلى حادثة ارتطام بشيء ما في ساعات متأخرة من الليل، فبدأ الحاجز بالانتفاخ تحت خط الماء.
وفي تلك الأثناء اعتقد الكابتن ويدعى غوستاف أن السفينة سوف تغرق بسرعة وافقه جيم باعتقاده، لكنه أراد وضع الركاب على القوارب القليلة قبل أن يحدث ذلك، بينما القبطان إلى جانب اثنان آخران من أفراد الطاقم كانوا يفكرون فقط في كيفية إنقاذ أنفسهم واستعدوا لإنزال قاربهم، بينما بقي رجال الدفة على متن السفينة، حيث لم يصدر أي أمر لقيامهم بأي شيء، في لحظة ما قفز جيم إلى القارب مع القبطان.
وبعد مرور بضعة أيام التقطتهم باخرة متجهة إلى جهة مقابلة، وعندما وصلوا إلى الميناء علموا أن السفينة باتنا وركابها تم إحضارهم بأمان من قبل طاقم سفينة تابعة للبحرية الفرنسية، وفي ذلك الوقت كانت تصرفات القبطان في التخلي عن كل من السفينة والركاب تتعارض مع قانون البحر، مما شوه سمعة الطاقم في كافة أرجاء الميناء، وحينما غادر الرجال المطلوبون إلى البلدة قبل عقد جلسة لمحكمة الصلح، بقي جيم هو العضو الوحيد المتبقي من الطاقم للإدلاء بشهادته، وبهذا فقدوا شهاداتهم في السماح لهم بالإبحار مرة أخرى، وعلى إثر تلك الحادثة كان هناك ضابط بحري يدعى بريرلي وهو ما يحمل رتبة نقيب وذو سمعة ممتازة وعضو في لجنة المحكمة انتحر لسبب غامض بعد أيام من المحاكمة.
وفي ذلك اليوم الذي سوف تعقد به المحاكمة حضر كابتن يدعى تشارلز مارلو المحاكمة والتقى بجيم، وقد أدان الكابتن تشارلز سلوك جيم، لكن جيم بدا أنه أثار فضول الكابتن بعد أن شعر بالذنب، إذ اعترف له بما حدث بالتمام، وبعد الانتهاء من المحاكمة بحث جيم في تلك المنطقة عن منزل يأوي إليه، وبالفعل لم يمضي الكثير حتى وصل إلى منزل أحد الأصدقاء، تم السماح لجيم بالبقاء في ذلك المنزل، ولكنه غادر فجأة حينما علم أن مهندسًا ترك السفينة في عز محنتها يعمل في ذلك المنزل، وبعد مرور فترة وجيزة وجد جيم عملاً كموظف تموين في موانئ جزر الهند الشرقية، ونجح في عمله، إلا أنه غادر مرة أخرى بشكل مفاجئ بسبب ملاحقة ذكرى حادثة السفينة باتنا له.
وذات يوم وصل إلى مدينة بانكوك، وأول ما وصل إلى هناك دخل في مشاجرة بالأيدي، وفي تلك الأثناء أدرك الكابتن تشارلز أن جيم يحتاج إلى بداية جديدة تأخذه بعيدًا عن الموانئ الحديثة، ويحاول تشارلز أن يبقيه مشغولاً حتى يتمكن من نسيان ذنبه، وذات يوم لجأ تشارلز إلى استشارة أحد أصدقائه المقربين ويدعى بوغيس شتاين، والذي من وجهة نظره رأى أن جيم شخص رومانسي ويفكر في وضعه باستمرار، وفي إحدى المرات عرض شتاين على جيم أن يكون ممثله التجاري لدى المحال التجارية أو عامل لديه في إحدى القرى والتي تعرف باسم قرية باتوسان، وهي قرية تقع على جزيرة نائية معزولة عن معظم أنواع التجارة، وهنا وجدها جيم أنها بالضبط ما يحتاجه.
وبعد التحدي الأولي الذي واجهه جيم بدخوله مستوطنة خاصة بشعب الملايو الأصليين، تمكن جيم من كسب احترامهم من خلال إعفائهم من عمليات النهب التي قام بها اللصوص وحمايتهم من زعيم الملايو المحلي الفاسد ويدعى راجا تونكو ألانغ، كما قام جيم بإقامة علاقة قوية مع شخص يدعى دورامين وهو ما كان صديق بوغيس شتاين، وابنه ويدعى داين واريز، وبسبب قدرة جيم على القيادة أطلق عليه الناس في تلك المستوطنة لقب اللورد جيم.
وبعد مرور فترة من الوقت فاز جيم بحب فتاة تدعى جويل، وهي فتاة شابة من أعراق مختلطة، ولم يكن ذلك الأمر يشكل عائق في العلاقة لدى جيم، وذات يوم زار الكابتن تشارلز مدينة باتوسان، وقد كانت تلك الزيارة الأولى له بعد عامين من وصول جيم إلى هناك، رأى النجاح الذي حققه جيم، فشعر بسعادة عارمة، وهنا اعتقدت جويل أن جيم من المحتمل أنه لن يبقى معها في تلك المستوطنة، حيث انفصل والدها والدتها في السابق.
وهذا الأمر كان يمسكها كهاجس، ولم تكن مطمئنة إلى أن الكابتن تشارلز أو أي شخص خارجي آخر لن يأتي ليأخذ جيم منها، كانت والدة جويل قد تزوجت قبل وفاتها من شخص يدعى كورنيليوس، وقد كان كورنيليوس رجل كسول وغيور ووحشي يعامل ابنة زوجته بقسوة ويسرق الإمدادات التي يرسلها بوغيس شتاين للبيع؛ ولذلك لقد تم تهجيره من قِبل جيم، وهذا ما جعل كورنيليوس يستاء بسبب ذلك.
وفي يوم من الأيام أبحر شخص يدعى براون وهو ما كان قبطان مشهور بطرقه الشريرة إلى باتوسان، كان طاقم القبطان براون الصغير على شفا المجاعة، وفي تلك اللحظات تمكن الدفاع المحلي بقيادة شخص يدعى واريس من منع اللصوص والذين كان من ضمنهم جماعة براون من نهب القرية وإبقائهم راسخين في مكانهم، بينما يكون جيم بعيدًا في داخل الجزيرة، وحينما عاد جيم فاز براون بشكل مخادع برحمة جيم، والذي بدوره تفاوض بتردد للسماح لهم بمغادرة مدينة باتوسان دون عائق، لكنه ذكر براون بأن الممر الطويل أسفل النهر إلى البحر سوف يحرسه رجال مسلحون.
وهنا رأى كورنيليوس أن تلك الفرصة المناسبة للتخلص من جيم، فأخبر كورنيليوس براون عن قناة جانبية بإمكانها أن تتجاوز معظم الدفاعات التي سوف يتنقل عبرها براون، وبعدها توقف براون في المدينة لفترة وجيزة؛ وذلك من أجل نصب كمين للمدافعين الذين اكتشفهم بدافع الانتقام وقد كان واريس من بينهم، وأبحر براون تاركًا كورنيليوس خلفه، وحينما سمع جيم بمخطط كورنيليوس أمر مساعده ويدعى تامب إيتام بأن يقوم بقتل كورنيليوس بسبب خيانته، وبتلك الجريمة ألقي اللوم والخزي على جيم.
وأخيراً استسلم لالتزامه السابق بعدم تعرض أي قرويين للأذى ويختار عدم الفرار، وفي ذلك الوقت كانت جويل والتي أرادت من جيم مهاجمة براون وسفينته في حالة ذهول وتوسل إليه أن يدافع عن نفسه وألا يتركها أبدًا، ثم ذهب جيم مباشرة إلى من يدعى دورامين وأمام القرية بأكملها تحمل مسؤولية وفاة ابنه الوحيد، ولكن دورامين قام باستخدام مسدساته التي منحها إياه شتاين، وقام بإعدام جيم من خلال إطلاق النار عليه في صدره.
العبرة من الرواية أن هناك الكثير من الأخطاء التي يرتكبها الفرد تبقى عالقة في ذاكرته ويلوم نفسه عليها مدى الحياة.