رواية المتجر السحري The Magic Shop Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الإنجليزي هربرت جورج ويلز، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول حلم أحد الفتية بدخوله إلى متجر يتضمن ألعاب وأعمال سحرية ولكن بعد أن طغت على الدهشة من هول ما رأى صرخ ليجد نفسه أنه كان مجرد حلم، وقد تم العمل على إصدار الرواية عام 1903م.

الشخصيات

  • الفتى غيت
  • الفتى جيبلز
  • والد جيبلز
  • صاحب المتجر
  • المساعد ذو المظهر الغريب

رواية المتجر السحري

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الفتية ويدعى جيبلز إذ كان يتجول في يوم من الأيام في أحياء المدينة، ولمرتين متتاليتين كان يرى هناك يافطة فوق أحد المحلات مكتوب عليها المتجر السحري، وفي إحدى المرات التقى ذلك الفتى مع أحد أصدقائه المقربين ويدعى غيب في الحي، وأخبره غيب عن ذلك المتجر أنه يحتوي على أشياء صغيرة مغرية وسحرية، ومع كل المغريات التي تحدث بها غيب للفتى لم يفكر في أن يدخله، ولكن ودون سابق إنذار أخذ غيب بيده وتوجه به إلى نافذ المتجر، فرآه الفتى أنه أشبه بالمكان الذي تخرج منه براءات الاختراع، ولكن كان ذلك الأمر حقيقي هنا، وفي لحظة من اللحظات قام غيب بالإمساك بيد الفتى والدخول إلى داخل المتجر بقصد اللعب بتلك الألعاب السحرية.

وبين اللحظة والأخرى أمسك غيب بإحدى تلك الأشياء السحرية، وتوجه نحو الفتى جيبلز وقال: إنه أقل من مائة يوم على عيد ميلادك يا جيبلز، وإنني أفكر في أن أحضر لك هدية من هذا المتجر، ولكن جيبلز كل ما يشغل فكره هو ذلك المتجر، إذ كان متجر صغير وضيق، ولم يكن مضاء بشكل جيد، وقال في وصف المكان: كان هناك ورق معجن في العلبة الزجاجية الموجودة على المنضدة، كما كان هناك نمر لطيف العينين يهز رأسه بطريقة منهجية؛ كما كان هناك العديد من كرات الكريستال وصينية تحمل بطاقات سحرية، ومخزون من أوعية السمك السحرية بأحجام مختلفة وقبعة سحرية.

وبالإضافة إلى ذلك كانت هناك مرايا سحرية مرمية على الأرض، واحدة تظهر بها طويلًا ونحيفًا، وواحدة تظهر بها منتفخ الرأس ودون ساقين، وأخرى تجعلك قصير وسمين وبينما كنا نضحك ونسخر من تلك الأشكال التي نبدو بها، وفي لحظة ما جاء صاحب المتجر وجلس خلف المنضدة ويبدو أنه رجل فضولي وذو بشرة شاحبة، وأول ما تحدث مع صاحب المتجر كان والد جيبلز وقال: أريد أن أشتري لابني أي شيء مسلي، فكر صاحب المتجر للحظات، وقام بوضع أربع كرات أخرجها من أماكن مختلفة ووضعها أمام والد جيبلز على المنضدة.

واتكأ صاحب المتجر على المنضدة وأنتهج أسلوب الساحر المعتاد، وتناول ورقة وسحب من فمه خيط ثم أشعل شمعة في أنف إحدى دمى المتكلمة، وغرز أحد أصابعه في اللهب، وبدأ الأمر وكأنه سحر حقيقي، وهنا تحدث جيبلز قائلاً: في تلك اللحظة أدركت أن هناك شيئًا ما يتحرك في قبعتي، وحينما قمت بالإمساك به لأرى ما هذا الشيء وجدت أنها حمامة وعلى الفور طارت على المنضدة، ومن ثم ذهبت إلى صندوق من الورق المقوى واختفت بداخله خلف النمر، وهنا تحدث صاحب المتجر وقال: إنه طائر مهمل، وبعدها تناول صاحب المتجر قبعتي وأخذ يعمل بها حركات بهلوانية، ولكنني على الفور سأله والدي: أريد الفاتورة وقبعة ابني، ولكن صاحب المتجر قال لنا: دعونا ننظر خلف المنضدة، للحظة ما اعتقدنا إنه يسخر منا.

قال غيب لجيبلز: وماذا تعتقد أنه كان هناك خلف المنضدة؟ فأجابه جيبلز: من المؤكد قبعتي، ولكنهم شاهدوا أرنب أبيض ذو أذنين متدليتين ويبدو أنه أرنب المشعوذ، فاستأنفت قبعتي، وبدأت أتأمل في ذلك الأرنب، وهنا تحدثت إلى والدي وقلت: أنني أحببت هذا المتجر يا أبي.

وفي تلك اللحظة قال صاحب المتجر: أتود أن ترى صالة العرض يا سيدي، فأشار بإصبعه إلى المنضدة وحينما نظرت إلى هناك قال صاحب المتجر: لا شيء في المكان ليس سحر حقيقي، وفي تلك الأثناء سحب شيئًا ما كان يتشبث بأكمام المعطف، ثم رأيته يحوله إلى عفريت أحمر صغير يتلوى من ذيله، وفي لحظة ألقى به دون مبالاة خلف منضدة، وهنا توجهت بنظري لغيب، لكن غيب كان ينظر إلى حصان هزاز سحري، كنت سعيدًا لأنه لم يرى هذا الشيء خشية أن يرتعب منه، ومن ثم التفت التاجر وهو تملئه الثقة وقال: هل ترى هذا سيف سحري؟ فهو لا ينحني أو يكسر أو يقطع الأصابع، ولكنه يجعل حامله لا يقهر في المعركة ضد أي شخص آخر، ووضع بجانبه درع أمان وحذاء سريع وخوذة غير مرئية للمقاتل المقابل.

وهنا أعجب جيبلز بهذا السيف كثيراً، وسأل التاجر عن ثمنه، ولكن البائع لم يجيب، وبعدها أخذهم التاجر إلى مكان طويل وتجولوا به، كان به غرفة العرض ومعرض مقسوم إلى أجنحة وأكشاك والأعمدة، مع مداخل مقوسة تؤدي إلى أقسام أخرى، وكان المساعدون ذوو المظهر الغريب يتسكعون ويحدقون بهم، مع مرايا محيرة وستائر، فقال جيبلز: لقد كان الأمر محيرًا للغاية حقًا، لدرجة أنني لم أتمكن حاليًا من الخروج من الباب الذي أتينا منه.

وفي ذلك الممر أظهر صاحب المتجر قطارات السحرية تعمل بدون بخار ثم بعض الصناديق القيمة تحتوي جنود عادوا للحياة بعد موتهم، وهنا خلع جيبلز القبعة وقال: هذا جميل، بعدها قام صاحب المتجر بوضع الجنود داخل صندوق وسلمهم إلى غيب، ثم بعد ذلك قام ببعض الحيل الغريبة أمام غيب، وما كان أكثر دهشة هي تلك الطريقة التي يصنع بها السحر، إذ يخرج الجنود من الصندوق ويدخلهم إلى الداخل والصندوق محكم الإغلاق.

ثم قدم لي صاحب المتجر معزوفة صغيرة، على الرغم من أنها جميلة جداً وسحرية، إلا أن فكري كان مشتت ومعجب بأشياء أخرى كثيرة، كما أن كافة الأشياء من كراسي وجدران وأرض كان بشكل مال وليس مستقيم وحينما أحاول النظر إليهم بشكل مستقيم، فإنهم كانوا يتحركون وينحرفون كذلك.

ثم فجأة لفت انتباهي أحد المساعدين ذوي المظهر الغريب، لقد كان بعيدًا بعض الشيء، ومن الواضح أنه غير مدرك لوجودي كان يتكئ على عمود ويبدو أنه في وضع خمول تام، وفجأة قام بأكثر الأشياء فظاعة بملامحه، وهو أنه أطلق أنفه مثل التلسكوب، ثم طار وأصبح مثل السوط الطويل الأحمر المرن، وأخذ يصطاد الذباب.

كان تفكيري الفوري هو أن غيب يجب ألا يراه، استدرت فرأيت غيب منشغلًا بالتاجر، حيث كان صاحب المتجر يحمل نوعًا من الطبلة الكبيرة في يده، إذ اعتقدت أن مثل ذلك الشيء الشرير من المحتمل أن يأتي على شكل يد من الغيب ويمسك بقلبه، فغيب يخاف كثيراً، وإنني كنت أعلم أن مثل تلك الأشياء تترك النفس في حالة التوتر والخوف.

ومن هنا عدنا وصعدنا إلى ذلك المتجر في الأعلى وصرخت بأعلى صوتي وقلت: أوقفوا تلك الحماقة، بينما التاجر استمر في عرض الجزء الداخلي من الطبلة، حينها مدت يدي وأمسكت بالطبلة وذرفتها جانباً، وهنا ثم استدار غيب وجاء إلي بابتسامة صغيرة مشرقة، كما لو كان قد افتقدني للحظة، وكان يحمل في ذراعه أربعة طرود، وفي تلك الأثناء حدقت في جولة لأرى باب متجر السحري، وإذ بي أكتشف أنه ليس هناك باب ولا حتى متجر ولا شيء، حينها سرت إلى جهة وأشرت إلى سيارة أجرة وعدت إلى منزلي.

العبرة من الرواية أنه مهما كان الإنسان يقوم بدمج بين الواقع والسحر، إلا أنه لا بد وأن يأتي ذلك اليوم الذي يفيق به على الحقيقة التي تحيط به.


شارك المقالة: