تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب أنتوني ترولوب، وتم العمل على نشرها عام 1974م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول ثلاث قصص لحياة سيدات تربطهن صلة قرابة مع بعضهن البعض.
الشخصيات
- السيدة أليس فافاسور
- السيدة جلينكورا باليزر
- السيدة أرابيلا غرينو عمة أليس
- جون جراي زوج أليس
- جورج ابن عم أليس
- كيت بنت عم أليس
- المزارع تشيزاكري
- الكابتن بيلفيد
- جلينكورا ميلوسكي
- بلانتاجنيت باليزر
- بورجو فيتزجيرالد
رواية المتسكعون
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في ثلاثة أجزاء يتبع كل جزء منها أحداث قصة متوازية حول الخطوبة والزواج وقرارات لثلاث من النساء، السيدة الأولى تدعى أليس فافاسور، والسيدة الثانية تدعى جلينكورا باليزر وهي ابنة عم أليس، والسيدة الثالثة عمة أليس وتدعى أرابيلا غرينو، حيث أنه في يوم من الأيام قامت أليس بطرح السؤال يتضمن: ماذا تفعل المرأة بحياتها؟ ويتكرر موضوع هذا السؤال في المعضلات التي تواجهها النساء الأخريات في الحياة بشكل عام.
وفي تلك الفترة كانت أليس فافاسور فتاة في مقتبل العمر وتبلغ أربعة وعشرين عامًا، تم عقد قرانها منذ فترة قصيرة على أحد الشباب ويدعى جون جراي، وما هو معروف عن السيد جون هو أنه ممن يمتلكون الكثير من الأموال والممتلكات في أشهر المدن البريطانية وهي مدينة لندن التي يقيمون بها، كما كان جون من الأشخاص الذين يتميزون بمكانة متميزة بين أفراد المجتمع ومحط ثقة الجميع، لم يكن جون من الشباب الطموحين، ولكنه مع ذلك كان شاب لطيف، وقبل ارتباط أليس بجون كانت تم عقد خطوبها في السابق على ابن عمها ويدعى جورج، ولكنه في يوم من الأيام كان قد مرّ جورج بأيام عصيبة، وعلى إثرها انفصلت عنه أليس.
وبعد مرور فترة وجيزة ارتبطت بجون، والذي كانت تثق به كثيراً، كما أن جون كان يثق في محبة أليس له ثقة عمياء، وذات يوم لم يقوم جون بأدنى احتجاج على جولة كانت أليس قد خططت لتقضيها في دولة سويسرا مع ابنة عم لها تدعى كيت، وهي من كانت شقيقة جورج، حتى عندما علم أن جورج سوف يذهب معهم كحامي لهم في تلك الجولة، وأول ما وصلت أليس إلى سويسرا بدأت تتأثر بالرومانسية، حتى أن كيت بدأت في محاولة إعادة أليس لخطيبها السابق شقيقها جورج، ويوماً بعد يوم كانت تقوم بتخويف أليس من عيوب جون، وبسبب كيت تخلت أليس عن خطيبها الثاني.
ومنذ ذلك الوقت صدمت أليس الجميع بالعلاقات النبيلة التي كانت تقيمها، ولكنها أصبحت فتاة محتقرة في نظر الجميع، ومع ذلك فإن احتجاجات الجميع من حولها عززت بداخلها الإصرار والعزيمة في المضي قدماً، وعادت واستأنفت خطبتها من جورج، والذي يبدو أنه ذو شخصية كاريزمية وطموحة على عكس شخصية جون، ولكن ذات يوم قام جورج بإرسال رسالة لها طلب منها أن يعتمد على أموالها من أجل الوصول إلى طموحاته البرلمانية، وقد كان رد أليس على جورج أنها تحترم صدقه في طلبه وأخبرته أنه يمكنه الاعتماد على أموالها حتى قبل أن يتم الزواج بينهما، وفي ذلك الوقت حينما سمع جون بذلك، والذي كان باستمرار يهتم برفاهية أليس، قام بدفع المال سراً بدلاً منها.
وحينما جاء وقت الانتخابات فاز جورج بأول انتخابات أجريت له، ولكن في وقت الانتخابات الثانية خسر، وأول ما حصلت خسارته دخل في حالة من الاكتئاب واليأس، ويوماً بعد يوم أصبح جانبه المظلم مرئيًا بشكل متزايد، فتظهر لديه تخيلات حول أنه قام بقتل جده، وكسر ذراع شقيقته كيت، وفي يوم من الأيام حينما توفي جده العجوز لأسباب طبيعية، أنكر جورج أنه قد تم منحه ميراثه، بسبب حالة اليأس التي يعيشها، وذات يوم وبعد أن علم بتدخل جون في حملته الانتخابية ومشاركته فيها، كاد أن يقوم بقتل جون، ولكن جون هرب على الفور إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الجزء الثاني من الرواية تم التطرق للحديث حول التنافس بين كل من سيد يدعى تشيزاكري، وهو ما كان مزارع ثري وبين الكابتن ويدعى بيلفيلد وهو من كان جندي فقير من أجل الحظي بمحبة سيدة أرملة تدعى السيدة أرابيلا غرينو والحصول على ميراثها، ولكن تزوجت السيدة غرينو وهي من كانت عمة أليس وجورج وكيت شابًا ثريًا للغاية، ولكن لم تستمر معه طويلاً، إذ سرعان ما توفي، وبقيت فترة في حالة حداد عليه، وبعد مرور فترة من الوقت قررت أخيراً الخروج من حالة الحداد والزواج من الكابتن بيلفيلد وهو ما كان الأكثر جاذبية بالنسبة لها، مع العلم أنه بإمكانها إبقائه تحت سيطرتها بسبب أموالها.
وفي الجزء الثالث من الرواية تم التطرق للحديث عن زواج سيد يدعى بلانتاجنيت باليزر الثري من سيدة أغنى منه وتدعى السيدة جلينكورا ميلوسكي، وقد كانت ليست مناسبة له، إذ إنه كان ذو شخصية متصلبة، بينما تتمتع جلينكورا بشخصية مفعمة بالحيوية ومحبة للمرح وروح دعابة، كما أنها كانت صريحة للغاية وفي أغلب الأوقات كانت تصدم أليس بصراحتها، وبعد مرور فترة قصيرة على الزواج أصبحت الحياة الزوجية بينهما أكثر توتراً بسبب فشل جلينكورا في إنجاب طفل، في السابق كانت جلينكورا مخطوبة لشاب يدعى بورجو فيتزجيرالد، وهو ما كان من الطبقة الأرستقراطية.
ولكن العلاقات النبيلة ذاتها التي احتجت في السابق على هجر أليس لجون نجحت في مرة أخرى كذلك في الضغط على جلينكورا للتخلي عن بورجو والزواج من بلانتاجنيت، ولكن حتى ذلك الوقت كانت جلينكورا لا تزال واقعة في حب بورجو، وذات يوم خطط بورجو من أجل الهروب معها، وهذا الأمر قد أثار استياء أليس، وعلى وجه الخصوص حينما جادلت جلينكورا، والتي أوضحت أنه سوف يكون من الأفضل لها إذا هربت مع بورجو حيث يمكن أن يطلقها بلانتاجنت ويتزوج من سيدة أخرى يمكن أن تمنحه أطفالًا، وفي إحدى الاحتفالات رقصت جلينكورا علنًا مع بورجو في كموافقة منها على الذهاب معه، وقد خاطرت بثروتها وسمعتها.
ولكن بعد أيام قليلة ضحى بلانتاجنيت بطموحاته السياسية لإنقاذ زواجه من خلال أخذه لجلينكورا بجولة أوروبية بصحبة أليس، وبعد التجوال في العديد من المدن اكتشفت جلينكورا ذات يوم أنها حامل، مما يعزز زواجها واستكمال حياتها مع بلانتاجنيت، وفي تلك الأثناء بدأ يلاحق جون جراي أليس إلى دولة سويسرا؛ وذلك في محاولة منه لتجديد خطوبته بها، وبالفعل تكللت محاولاته بالنجاح وفاز بها مرة أخرى في النهاية.
وعلى الرغم من أن أليس تحبه، إلا أن قبولها له بدا أنه ليس صريحًا ووصف بأنه من باب الاستسلام، إذ أنها بعد أن هجرته في السابق بدأت تكافح من أجل مسامحة نفسها وشعرت أنها لا تستحقه، ولكنها أشارت إلى أنه في الحقيقة لم يترك لها أي بديل سوى السعادة، كما أقنع بلانتاجنيت صديقه الجديد جون بالترشح للبرلمان، وهذا الأمر أسعد أليس إلى حد ما؛ وذلك لأنها كانت غير راضية عن افتقار جون السابق إلى الطموح، وفي النهاية عادوا جميعهم إلى إنجلترا وتزوجت السيدة غرينو من بيلفيلد، وأنجبت جلينكورا ولداً، وتزوجت أليس أخيرًا من جون.
العبرة من الرواية هي أنه من أجل تحقيق السعادة للإنسان، لا بد أن يتم التخلي عن الكثير من الأمور والطموحات التي تقف عائق أمام تلك السعادة.