رواية الموت السعيد - Happy Death Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والفيلسوف ألبير كامو من مواليد دولة الجزائر، لكن أصوله تعود إلى دولة فرنسا، وهو من أبرز وأهم الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث لاقت مؤلفاته الأدبية انتشار واسع حول العالم؛ وذلك لأنه كان بعضها يعتمد على حقائق وأحداث تنبع من تجاربه وحياته الشخصية، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي رواية الموت السعيد، حيث أنه تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية، كما تم تناولها في العديد من الأفلام السينمائية.

نبذة عن الرواية

كانت الرواية تتناول موضوع كيفية تحقيق السعادة للفرد، وأن السعادة هي الهدف الأساسي من وجود الإنسان، كما تحدث الكاتب في الرواية عن المقومات التي تحقق تلك السعادة من وجهة نظره وهي المال والوقت، كما أشار الكاتب إلى كيفية توجيه وعي الفرد من أجل الوصول إلى السعادة وتحقيقها في الحياة، فمن وجه نظر ألبير كامو أنه إذا توافرت مقومات السعادة وتوجه الإنسان بكامل إرادته وعزيمة، فإنه سوف يتحقق له مبتغاه في هذه الحياة، وقد كانت تعتمد الرواية بشكل كبير على ذكريات المؤلف بما في ذلك المنصب الذي كان يشغله في اللجنة البحرية في دولة الجزائر، والمعاناة التي واجهها جراء مرض السل، والرحلات التي كان يقوم بها إلى الدول الأوروبية.

وأول ما قام الفيلسوف ألبير كامو بكتابة والعمل على إعادة صياغة الرواية كان ما بين عامي 1936م و1938م، لكنه في ذلك الوقت لم يرغب في إصدارها، وبعد مرور ما يقارب عشرة أعوام على وفاة الفيلسوف كامو تم نشر الرواية في نهاية عام 1971م، وقد كان ذلك بعد مرور ما يقارب العشرة  سنوات من وفاته، كما ظهرت فيما بعد ترجمة للرواية باللغة الإنجليزية للمترجم العالمي ريتشارد هوارد في سنة 1972م.

وقد اكتشف الأدباء أن ألبير كامو كان قد كتب الرواية كمقدمة للعمل الأكثر شهرة للكاتب والذي جاء فيما بعد الرواية ألا وهو الغريب، والذي تم نشره في سنة 1942م، فقد كانت الشخصية الرئيسية في الفيلم الذي تم تجسيده لرواية الموت السعيد والذي يحمل اسم باتريس ميرسول، على عكس الشخصية في رواية الغريب والتي تدعى ميرسولت، فكلا منهما كانا جزائريان فرنسيان يقومان بقتل رجلاً آخر، بينما رواية الموت السعيد كانت مكتوبة في الشخصية الأولى.

رواية الموت السعيد

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الجزء الأول حول حياة البطل باتريس ميرسول والذي كان يعيش بمفرده مع وظيفته الخاوية والمملة ضمن مكتب، كما كان يربطه علاقة ليس لها معنى مع صديقته والتي تدعى مارتي، وفي أحد الأيام يتعرف ميرسول على شخصية تدعى رولاند زاجروس، وقد كان رجل ثري جداً، ولكنه مع ذلك رجل غير صالح، وقد كان زاجروس هو أحد رموز الأساطير اليونانية.

وفي تلك الأثناء أشار ميرسول وقال: من أجل أن يكون المرء سعيداً لا يستغرق الأمر سوى الوقت، وليس القليل من الوقت وإنما الكثير من الوقت، كما أوضح أنّ السعادة تحتاج كذلك إلى صبر طويل، ومع كل ذلك نبقي حياتنا في جمع المال، وحينها يتعين علينا استعمال أموالنا من أجل كسب الوقت، وقد كان يشير من خلال ذلك أن حياة زاجروس مضيعة بلا معنى، ولذلك قرر ميرسول أن يقوم بقتل زاجروس من أجل خلق السعادة لنفسه من خلال أموال الرجل الغني.

وفي الجزء الثاني من الرواية والتي تحمل عنوان (الموت الواعي)، يتبع برحلة ميرسول التالية والتي تكون إلى دولة أوروبية، وحين يقوم بالسفر عبر القطار من مدينة إلى أخرى، لم يتمكن من أن يجد السلام، وفي تلك الأثناء عزم على العودة إلى العاصمة في الجزائر؛ وذلك حتى يتمكن من اكمال حياته البائسة، حيث أنه أقام في بيت يقع فوق البحر مع ثلاث فتيات شابات، فالجميع كان لديهم غاية واحدة فقط، ألا وهو السعي من أجل تحقيق السعادة والتخلي عن العالم الخارجي بأكمله.

وعلى الرغم من أن ميرسول كان يفضل العزلة، إلا أن الأقدار شاءت به للزواج من امرأة هادئة ولطيفة تدعى لوسيان، ولكنه لا يكن لها أي محبة، كما اشترى بيت في منطقة قريبة من البحر، وفي أحد الأيام بينما كان يتمشى بمفرده في ساعة متأخرة من الليل بدأ يفكر في أن حياته بعيدة جدًا عن طموحاته وأحلامه، فقد كان منعزل وغير مبالي بكل شيء من حوله وحتى عن نفسه أيضًا، حتى انتابه الشعور بأنه قد حقق أخيرًا ما كان يبحث عنه، ألا وهو السلام الداخلي الذي ولد من هذا التخلي عن الرغبة في الحياة.


شارك المقالة: