رواية النفوس الميتة

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من روائع الأدب الروسي وقد صدرت عن الأديب نيكولاي غوغول، وقد تطرق من خلال محتوى الرواية للحديث حول ملاكي الأراضي في حقبة من الزمن، والذين كانوا يمتلكون الأراضي مضموم إليها العمال العاملين فيها، حيث أنه لا يسمح لهؤلاء العمال بمغادرة تلك الأراضي ولا الزواج إلا بإذن من مالك الأرض، وقد كان أغلب العاملين في الأرض تساء معاملتهم، وكان يتم الطلب منهم العمل ليس فقط في حقول مالك الأرض، وإنما كذلك في المناجم والغابات وأي عمل آخر يكلفهم به الإقطاعيين.

قصة النفوس الميتة

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية فيها وهو رجل يدعى السيد بافل، وقد كان السيد بافل رجل في منتصف العمر وهو من الطبقة الاجتماعية المتوسطة، حيث أنه في يوم من الأيام وصل إلى إحدى القرى الصغيرة  والتي كان قد أطلق عليها هو اسم قرية وجول، وفي تلك الفترة كانت الحكومة قد فرضت العديد من القوانين على مالكي الأراضي، ومن أبرز تلك القوانين الجديدة هو ما نص على فرض ضرائب عليهم، وقد كانت تلك الضرائب بناء على العدد الذي يملكه مالك الأرض من الأقنان، وما يقصد بالأقنان هو عدد العاملين في الأرض، وهذا الأمر كان يتم تحديده من قِبل دائرة الإحصاءات.

وفي تلك الأثناء لم يتم تعداد العاملين، وهذا ما جعل أصحاب الأراضي يدفعون الضرائب في الكثير من الأحيان عن العاملين الذين لم يعودوا على قيد الحياة، وهنا فكر السيد بافل بالاستفادة من ذلك الأمر من الأرواح المتوفية الذين كانت أسمائهم موثقة على الأوراق فقط، ومنذ ذلك الوقت كان يسعى على الدوام من أجل الحصول على شرائها من ملاك في تلك القرية وعدد من القرى المحيطة، وبهذا الأمر كان يزيل عن المزارعين عبء دفع ضرائب عن هؤلاء الأموات.

وأول ما وصل السيد بافل إلى تلك القرية كان برفقته مجموعة من الخدم يلتفون من حوله، وقد اختار أحد الفنادق من أجل الإقامة بها لبضعة أيام، ولكن لم يكن ذلك الفندق من الفنادق الفخمة، كما أن منظر الخدم من حوله كان مزيف، وحينما حلّ المساء خرج السيد بافل من أجل تناول وجبة العشاء في الخارج، وأول ما وصل إلى أحد المطاعم وبدأ بتناول الطعام استدعى أحد الحراس في المطعم وطلب منه أن يخبره حول كل ما يدور في تلك القرية، ومن هم المسؤولون الأكثر نفوذاً وشهرة بين ملاك الأراضي.

وبعد مرور عدة أيام نظم العمدة في القرية حفل استقبال دعا إليه فيه جميع ملاك الأراضي وكذلك دعا السيد بافل، وفي هذا الحفل تعرف السيد بافل على الملاكين بنفسه، وقد كان من بين هؤلاء الملاكين كان فلاح يدعى كفيتش وآخر يدعى مانيون، وبعد أن تبادل الحديث معهم دعوه إلى زيارتهم مع مساعد العمدة ومدير الشرطة ومسؤول الضرائب.

وبعد تلك الزيارة جاء أحد الأيام الذي قام السيد بافل به في زيارة إلى مزرعة مانيون، وهناك عرض السيد بافل عليه أن يشتري منه أرواح الفلاحين المتوفيين منه، وعلى الرغم من أنه اندهش السيد مانيون من ذلك الأمر، إلا أنه وافق على ذلك الأمر، وحين سأل سبب رغبة السيد بافل في ذلك، أجاب أن تلك الأرواح سوف يحققون منفعة من تلك الصفقة.

ومن تلك المزرعة غادر بافل وتوجه نحو مزرعة كفيتش، ولكن جراء الأحوال الجوية السيئة السائدة انحرفت عربته عن الطريق، فقرر أن يتوقف لحين تهدأ الأحوال قليلاً، وحين التفت من حوله شاهد مزرعة ريفية من على جانبيه، وقد اتضح أن مالك المزرعة هي سيدة كورو وشكا وقد كان قد سمع عنها من قبل أنها من ملاكي الأراضي، وحين رآها تصول وتجول في المزرعة تقدم نحوها وعرض عليها شراء الأرواح منها، وحين سمعت السيد بهذا الطلب أصيبت بالدهشة، ولكنها مع ذلك وافقت وكل ما كانت تخشاه هو أن يعرض عليها سعر منخفض، إلا أنها في النهاية توصلت معها لاتفاق.

ولكن بعد ذلك الاتفاق حاول السيد بافل التملص من صاحبة المزرعة، إذ وصفها بأنها شخصية صعبة، وقد غادر بعدها وتوجه نحو المطعم الذي تناول به الطعام في البداية، وهناك التقى مع مالك أرض أخر يدعى السيد نزدري، والذي كان من الأشخاص المشهورين في المنطقة في الغش ولعب الورق، وبعد أن عرض عليه بافل شراء الأرواح رفض ذلك رفضاً تاماً، وهنا  عرض عليه أن يلعب معه مقابل الأرواح، وفي النهاية انتهت اللعبة بينهم بعراك مما دفع بافل إلى المغادرة سريعاً.

ومن هناك توجه السيد بافل إلى كفيتش، إذ لاحظ أن كفيتش من أصحاب الشخصيات القوية والصلبة، وقد تحدث معه حول اقتراح بيع الأرواح بشكل جدي في مختلف مزارع القرية، وبالفعل عزم على عقد اجتماع لجميع المزارعين ومساومة الجميع على ذلك الأمر.

إلا أنه قبل الاجتماع قرر أن يعمل زيارة لقرية مجاورة كانت تعود ملكيتها لسيد يدعى بلي وشكين، ولكن حينما وصل إلى تلك القرية رأى أمامه مظهر فظيع، حيث كان هناك خراب ودمار في كل مكان، وفوق ذلك كله كان مالكها رجل جشع وطماع للغاية، وهذا ما جعله بسرعة يوافق على بيع الأرواح بكل سرور، إذ اعتقد أن السيد بافل رجل أحمق، ومن هنا عاد بافل إلى الفندق وهو يشعر بكامل الراحة والاطمئنان.

وفي صباح اليوم التالي التقى السيد بافل مع كل من كفيتش وبلي وشكين وأتم معهم كافة أمور البيع، وهنا طلب منهم أن يتم الأمر بسرية تامة لوقت لاحق، ولكن سرعان ما انتشرت تلك الأخبار في مختلف أرجاء القرية، وهذا ما دفع بالجميع إلى السؤال والاستفسار حوله وحول مدى ثرائه، وقد وصل الخبر إلى السيد نزدري، والذي بدوره صرح بسر الأرواح.

ومنذ ذلك الوقت بدأت الإشاعات تنتشر بسرعة في القرية عن بافل، وقد شاع حوله أنه ينوي أن يقوم باختطاف ابنة العمدة، وذلك ما جعل العمدة يمنعه من دخول منزله، كما شاع حوله أن نابليون ولكن متخفي، وهذا ما دعا جميع سكان القرية يخبرون الشرطة للتحري حول أمره.

وفي النهاية تم التوصل إلى أن السيد بافل ما هو إلّا مجرد موظف حكومي متوسط المستوى سابق، وقد تم طرده من عمله بتهمة الفساد ومع الوقت أصبح يجول بفكره في شراء النفوس؛ وذلك من أجل أن يحقق الثراء السريع عن طريق أخذ قروض بمبالغ كبيرة مقابل تلك الأرواح، وقد انتهت القصة بصدور مذكرة اعتقال بحق السيد بافل.


شارك المقالة: