رواية اند كويت فلوس ذا دون – Don Flows Home to the Sea

اقرأ في هذا المقال


تُعرف رواية اند كويت فلوس ذا دون أنه من أروع الروايات التي كتبت في الأدب الروسي على يد المؤلف والأديب العالمي (ميخائيل أليكساندروفيتش شولوخوف)، تم العمل على نشر الرواية ما بين الأعوام 1928م، و 1940م، تمّ ترجمة الجزء الأول من الكتاب إلى اللغة الإنجليزية سنة 1934م، ثم بعد ذلك تم ترجمة الجزء الثاني من الرواية سنة 1940م. قدمت القصة العديد من الأحداث التاريخية عبر التاريخ، فقد تناولت الحديث عن وقائع الحرب والأحداث الثورية التي كانت تقع في ذلك الوقت، كما تناولت العلاقات العاطفية التي وقعت بين الأبطال، كما تأخذ القارئ في رحلة حياة رجل بسيط.

الشخصيات في الرواية

  •  جريجور ميلكهوف
  • بيوترا ميليكوف الأخ الأكبر لجريجور
  • ناتاليا مليخوفا
  • زوجة جريجور
  • أكسينيا أستاكوفا  عشيقة جريجور
  • إليا بنشوك إليا وهو زعيم ثوري

أحداث الرواية

في البداية كانت تدور وقائع الرواية في الفترة الأولى من القرن العشرين، وعلى الأغلب ذكر أنها في سنة 1912م، قبل بدء الحرب العالمية الأولى، عن إحدى العائلات وتدعى عائلة ميلكهوف، فهي من العائلات التي انحدرت من القوازق والتي اتخذت قرية تاتارسك الصغيرة كمكان للعيش والاستقرار فيها، وهي من القرى التي تقع على ضفاف حوض نهر الدون في دولة روسيا، وقد كان يكن لهم أهل القرية كل الاحترام والتقدير.

إذ كان جريجور ميلكهوف يقطن مع عائلته والتي تتكون من والديه وشقيقته وشقيقه المتزوج، وهو كان الابن الأكبر في الأسرة، كما كان من الشباب الذين يتميزون بالوسامة، كما كان يعيش علاقة غرامية مع جارته وهي امرأة متزوجة، والتي تسمى أكسينيا أستاكوفا، وهي زوجة صديق العائلة أيضاً الذي يسمى ستيبان أستاخوف، فقد كان يمضي فترة ولايته في الجيش، وأكسينيا أستاكوفا وزوجها ستيبان أستاخوف لم تكن العلاقة الزوجية بينهم يتخللها الحب، بل كانا يعيشان حالة من الفتور والاضطراب.

كان والد جريجورميلكهوف يسعى على الدوام ليجعل ابنه مستقر في حياته، ومنع حدوث أي شبهه حوله وعلى أثر ذلك عمل على ترتيب زواج لابنه مع أحد الفتيات من العائلات الثرية والتي تدعى ناتاليا كورشينوف، وعلى الرغم من  أنّ جريجور ميلكهوف لم يقع في حب نتاليا إلّا أن وافق على الزواج منها، لكنه لم يشعر بالسعادة على الإطلاق ومع أنها كانت سيدة صالحة ومطيعة، إلا أن علاقتهما كانت يتخللها البرود العاطفي، وبعد مرور عدة سنوات، رجع جريجور ميلكهوف إلى جارته أكسينيا أستاكوفا مرة ثانية.

وبما أنّ سكان القرية ناس محافظين فقد أثارت العلاقة العاطفية ما بين جريجور وأكسينيا حفيظة الناس من حولهم، حتى بدت الأخبار تصل إلى مسامع والد جريجور فقد كثرت الأقاويل حول علاقتهم، حينها قام والد جريجور بمشاجرة مع ابنه، مما وصل به حد الضرب بالسوط، وعلى أثر ذلك غضب جريجور، وعزم على مغادرة المنزل والفرار من القرية بأكملها، وقد أخذ معه عشيقته أكسينيا أستاكوفا، وبعدها عملوا سويًا كخدم في حقل أحد  الضباط العسكريين المتقاعدين الأثرياء.

في ذات الوقت بدأ شخص من أنصار الشيوعيين يظهر في القرية، فقد كانوا ينادوا من أجل المساواة والعدل، حينها كانت زوجته  ناتاليا كورشينوف حامل بطفل منه، وبعدما أنجبت الطفل طالبت بأن يترك عشيقته أكسينيا، والرجوع إلى بيته والاهتمام بهما لكن لم يقبل، هنا عزمت ناتاليا على الانتحار؛ لأنها فقد الأمل برجوع زوجها إليها، وفي تلك الأثناء طلب منها الوالد ميلكهوف، أن تبقى في بيتها، إلّا أنها رفضت ذلك الأمر وعادت لبيتها الخاص حامله معها طفلتها الصغيرة.

ثم بعد ذلك بدأت الحرب، وهي من أكثر الحروب التي سالت بها دماء الناس خلال تاريخ روسيا، وتمت تعبئة جريجور في الجيش، هنا شعر جريجور بالمرض، جراء مناظر التي يراها من القتل وسفك الدماء، ولكنه سرعان ما اعتاد على رؤية تلك المناظر، حتى أنه تعرض للجروح مرات عديدة، وقد تم فيما بعد تكريمه من قبل الجيش نظراً لشجاعته العالية، وقد حصل التكريم من خلال تسليمه صليب القديس جروج، وهنا أصبح جريجور أول شوفالييه في القرية، وبينما هو ما زال يعمل في الجيش، التقى بأخيه بيوترا ميليكوف، وعدوه ستيبان أستاخوف الذي أصبح قائد عليه في الكتيبة.

وفي أحد المرات ذهب جريجور ميلكهوف من أجل أداء الخدمة العسكرية، وفي تلك الأثناء توفيت تانيا، وهي ابنة أكسينيا أستاكوفا، وقد دخل أستاكوفا في حالة من الوحدة واليأس والإحباط، مما جعلتها في تلجأ إلى يوجين ابن أحد العائلات الثرية، والتي كانت تعمل لديها، فاكتشف جريجور ذلك عند عودته من أول إجازة أنّ حبيبته أكسينيا أستاكوفا، لم تكنفي يوم من الأيام مخلصة، بل إنها خانته مع يوجين ليستنيتسكي ابن العائلة الثرية، والتي كانوا يعملون خدم عندهم، وعلى الفور أنهى علاقته بأكسينيا إلى الأبد، بعد ما تم مواجهة يوجين ليستنيتسكي بذلك ثم رجع إلى زوجته والتي كانت حاملاً منه بطفلين.

ومع كل تلك الأحداث، كانت الحرب لا تزال مستمرة، وكان الجيش غير راض بما يحصل، وجراء كل ما تم ذكره في السابق، أصبحت المنطقة بأكملها أرض خصبة للدعاية الثورية، والتي كانت قد تفشت عبر روسيا، حيث قال أحد البلاشفة آنذاك أنّ الحرب ضد الألمانيين، سوف تتحول إلى حرب أهلية.

وخلال تلك الأحداث جميعها، أنجبت ناتاليا توأم صبي وفتاة، وهنا بدأ الجيش يشعر بالتعب أكثر فأكثر، فقد أهلكته الحرب التي خاضها  ضد الجيش الأحمر، وحينما اعتقد الجميع أنّ الحرب كانت من الممكن أن تتحول إلى حرب أهلية، حدثت ثورة أكتوبر، مما جعل جريجور ميلكهوف ينضم إلى البلاشفة، فقد كان لديه الكثير من الأهداف وعلى رأسها محاربة الظلم وعدم المساواة، وبالرغم من أنه يؤمن بأنهم سوف ينهارون في القريب العاجل.

وأخيراً تزوج يوجين ليستنيتسكي ابن العائلة الثرية، وقام بالتخلي عن أكسينيا، مما أرغمها على العودة لزوجها ستيفان، إذ تم تحريره من الأثر، وحينها ناتاليا حاملاً مرة ثانية بطفل آخر من جريجور ميلكهوف، لكنها لم تكن لديها رغبة في الحمل، إذ حاولت مراراً أن تتخلص من ذلك الحمل بطريقة عنيفة، مما انتهى بها الأمر وتوفيت.

وفي نهاية الرواية تم الاستغناء عن خدمات جريجور ميلكهوف في الجيش فرجع إلى بيته وحينما التقى بصهره إليا بنشوك إليا، الذي كان أحد قادة الثورة البلشفية في مدينته، وفي تلك الأثناء قام جريجور ميلكهوف بالانضمام إلى إحدى العصابات، ولكن لم يلبث طويلاً، فسرعان ما تخلى عنها، وأخذ بالهروب مع عشيقته أكسينيا مرة ثانية، بينما هذه المرة، تم عمل كمين وتوفيت أكسينيا، وحيث كان يدفن جريجور ميلكهوف جسدها، شعر كيف أنّ الحياة غير عادلة وأليمة.

المصدر: Don Flows Home to the Sea


شارك المقالة: