رواية بعد كثير من الصيف After Many a Summer

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب ألدوس هكسلي، وقد تم العمل على نشرها عام 1939م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رجل ثري ومليونير يخشى من الموت، ولذلك حاول كثيراً من أجل إبعاده عنه، ولكنه في النهاية الموت هو أمر مقدر ولا يمكن الفرار منه.

الشخصيات

  • السيد جو ستويت
  • فرجينيا
  • الطبيب أوبسيو
  • المساعدة بيتي
  • جيريمي بورداج
  • السيد بروتر
  • بيت
  • أوبيسيو
  • العجوز إيرل

رواية بعد كثير من الصيف

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المقاطعات والتي تعرف باسم مقاطعة هوليوود والتابعة إلى ولاية لوس أنجلوس كان هناك شخص يدعى السيد جو ستويت، قام السيد جو بالاجتماع مع مجموعة من الشخصيات من تلك التي تمتلك كل واحدة منهن موقف مختلف تجاه الحياة، وفي ذلك الوقت كان السيد جو ستويت في الستينيات من عمره، والهدف من الاجتماع هو أن السيد جو أدرك أن وفاته قد اقتربت، مما جعله يدخل في حالة من اليأس والإحباط جراء عدم مقدرته على دفع الموت عنه، وفي ذلك الاجتماع الذي عقد مع كل من طبيب ويدعى أوبسبو والمساعدة الخاصة للسيد جو وتدعى بيتي.

وأشار السيد جو لهما أنه يرغب من ذلك الاجتماع البحث في أسرار الحياة الطويلة لمجموعة من الحيوانات من كارب وتماسيح وببغاوات، وقد توصلوا ثلاثتهم إلى أنه ينبغي الاستعانة بواحد من خبراء أرشفة الكتب، وبالفعل وصلوا إلى شخص يدعى جيريمي بورداج وهو ما كان من أبرز الخبراء في الأرشفة الإنجليزية، بالإضافة إلى أنه كان خبير في الأدب، وبالفعل لم يمضي طويلاً حتى تم إحضاره لأرشفة مجموعة نادرة من الكتب، وأول ما قام به الخبير هو أنه سلط الضوء على موقف السيد جو والذي وصفه بالضحل تجاه الأعمال الفنية الثمينة التي يقدمها لنفسه.

وبعد أيام قليلة انضم إليهم فتاة تدعى فرجينيا وهي ما كانت شابة في مقتبل العمر وعشيقة السيد جو وسيد يدعى بروتر وهو أحد معارف السيد جو منذ الطفولة يعيش في مزرعة صغيرة قريبة من منزل السيد جو ويعمل على تحسين ظروف الكثير من العمال الذين يعانون من سوء المعاملة والذين يتقاضون أجوراً زهيدة والذين كان السيد جو من بينهم في يوم من الأيام، وأول ما انضم إليهم بروتر تحدث حول وجهة نظره وقال:

إن كل فرد مدعو لإظهار ليس فقط حسن النية، ولكن أيضًا الذكاء الساكن والكامن بداخله، وهذا ليس كل شيء؛ لأنه إذا لم تكن الفردية مطلقة، وإذا كانت الشخصيات عبارة عن أشكال وهمية من إرادة ذاتية عمياء، فهذا الأمر يعتبر كارثي ينتج من واقعه التفكير السلبي، فالوعي الشخصي هو الذي بإمكانك تقييده أو إنكاره، فيجب إذن أن تكون كل جهود كل إنسان موجهة إلى الملاذ الأخير، ومن أجل أن تقود تفكيرك إلى تحقيق ذلك الوعي الأكثر من الشخصي، بحيث لا يكفي حتى الذكاء كعامل مساعد للنوايا الحسنة، يجب أن يكون هناك أيضًا التذكر الذي يسعى إلى تحويل الذكاء وتجاوزه.

بينما فرجينا فقد توجهت بحديثها للسيد جون وأشارت إليه أنه لا ينبغي عليه التفكير في مثل تلك الأمور، وأنه يننغي أن يتركها تأتي كما تأتي، ولكن على الرغم من أنها نهرته عن التفكير في ذلك وغضبت منه وتقاتلت معه وخدشته بكلامها، إلا أنه ضحك قليلاً ومن ثم استمر في التفكير، وهذا الأمر جعلها متعبة للغاية لدرجة أنها لم تعد قادرة على النقاش معه، وبدا أنه متعب وبائس جداً، ولكنه رأى أنه حصل على ما يريد؛ ولكنه هنا تحدث السيد جو في نفسه وقال: ولكن الشيء المروع هو أن يبدو أن هذا هو ما أرادته وهو تعاستها، ومع ذلك فقد ارتاح لديه البؤس لبعض الوقت من حديثها.

وفي تلك الأثناء بدأ السيد جون يشعر أن فيرجينيا بدأت تتصرف بشكل مختلف، وأخذ يعتقد أنها على علاقة غرامية مع شخص يدعى بيت، وهو الشخص الوحيد الأعزب الذي يقيم في ذات العمارة التي تقيم بها فرجينيا والتي تعود ملكيتها للسيد جو وهو قريب من عمرها، وقدم قبل فترة وجيزة من إحدى الولايات التي تعرف باسم ولاية فرجينيا، ومع مرور الوقت اكتشف السيد جو الحقيقة حينما شاهد بعينه كل من شخص يدعى أوبيسبو وفيرجينيا يجلسان سوياً، فاعتقد أنه بيت، وفي تلك اللحظة قام السيد جو بتناول مسدسه بنية إطلاق النار على أوبيسبو، ولكنه وجدهما غيرا مكان اللقاء، مما دفع بالسيد جو بالتوجه نحو شقة بيت وقتله.

وفي تلك الأثناء بدأت أفكاره وأخلاقه تتوسع ببطء تحت وصاية السيد بروتر، وهنا عرف أوبيسبو أن السيد جو كان ينوي في الحقيقة قتله، إذ اعتقد أنه بيت، لكن ما كان صادم هو أنه تم التستر على جريمة القتل تلك مقابل مبلغ من المال على الرغم من القيام بالبحث المستمر عن قاتل بيت، ومنذ ذلك الوقت رأى السيد جو أنه من الأفضل له ولفرجينيا أن يقوم بالهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية.

وبالفعل هذا ما حدث، وأول ما وصلا إلى هناك التقيا مع رجل عجوز يدعى إيرل، والذي كان حينها يبلغ من العمر مائتان عام وعام واحد، كان العجوز إيرل يقيم في منزله بمفرده مع مدبرة المنزل، وما كان غريب في الأمر هو أن السيد إيرل على الرغم من كبر سنة، إلا أنه في الكثير من الأحيان كان يقوم بضرب مدبرة المنزل، وبعد الجلوس لفترات طويلة مع ذلك العجوز أصبح السيد جو وكأنه شخص آخر، وبعد أيام قليلة لحق بهما أوبيسبو، وأول ما التقى مع السيد جو توجه له بسؤال ويبدو أن أوبيسيو كان يسخر منه، والسؤال حول فيما إذا السيد جو يرغب في الخضوع للعلاج من تلك الأفكار التي تسيطر على تفكيره، وختمت الرواية برد السيد جو فقال:

كم من الوقت تعتقد أن الأمر سوف يستغرق قبل أن يذهب الشخص إلى عالمه الآخر؟ وهنا أخفق صوته بعض الشيء وبدأ يتحدث بشكل بطيء وقال: أعني لن يحدث ذلك دفعة واحدة، بل سوف يكون هناك وقت طويل، ولكن الشخص كما تعلم في حين أنه لن يغير أي شيء وبمجرد أن يتغلب على الصدمة الأولى يبدو أنه يقضي وقت ممتع وينبغي أن يستمتع به، فإذا تجاوز الصدمة الأولى بطريقته الخاصة بالطبع، فإنه قادر على طرد أي أفكار من رأسه ألا تعتقد ذلك يا دكتور أوبيسبو؟ وهنا غادر الدكتور أوبيسبو وهو ينظر إليه بصمت.

العبرة من الرواية هو أن هناك أمور مقدرة من عند الله سبحانه وتعالى ولا يمكن لأحد أن يتمكن من إلغائها أو إبعادها عنه، فما بالك بمحاولة إبعاد أعظم قدر محتوم على البشر وهو الموت.

مؤلفات للكاتب ألدوس هكسلي

  • رواية العالم الطرف
  • رواية الجزيرة

شارك المقالة: