تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب إمبرتو إيكو، وتم العمل على نشرها عام 2000م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول العديد من الصعوبات التي واجهها فلاح إيطالي في الوصول إلى واحدة من الجزر القديمة ومعرفة كيفية وفاة حاكمها.
الشخصيات
- الشاب باودولينو
- المنقذ نيكيتاس شوناتس
- الإمبراطور فريدريك الأول
- البارون روبرت صديق بودولينو
- كيوت صديق بودولينو
- شاعر القوس صديق بودولينو
- أيدول صديق بودولينو
- فريدريك بارباروسا مساعد بودولينو
- الرجل العجوز
رواية باودولينو
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في القرن الثاني عشر في دولة إيطاليا، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك شاب يدعى بودولينو قدم من واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة أليساندريا إلى مدينة القسطنطينية، وفي ذلك الوقت لم يكن بودولينو مدرك ما قامت به الحملة الصليبية الرابعة، والتي أحدثت بالمدينة حالة عارمة من الفوضى، وأول ما وصل بودولينو ونظر إلى حال المدينة أصبح في حيرة من أمره، ولكن لم يمضي الكثير حتى التقى بشخص يدعى نيكيتاس شوناتس، والذي انقذه من تلك الحالة، وبعد حديث نيكيتاس مع بودولينو اندهش من عبقرية اللغة التي يحدث بها، حيث أن بودولينو يتحدث بالعديد من اللغات التي لم يسمع بها نيكيتاس من قبل، وهنا بدأ بودولينو في سرد قصة حياته لنيكيتاس.
وأول ما تحدث عن فترة منتصف القرن الحادي عشر، حيث أنه في تلك الفترة تم بيع بودولينو وهو ما كان صبي فلاح من أصول إيطالية ومن الموهوبين للغاية إلى إمبراطور يدعى فريدريك الأول، وأنه في تلك الفترة بعد أن حصل عليه الإمبراطور خاض في العديد من المعارك، وخلال تلك الفترة تلقى تعليمه في القراءة والكتابة باللغة اللاتينية، كما أنه تعلم الكثير حول صراعات القوة والمعارك، وفي يوم من الأيام أوعز الإمبراطور بمنزل لبودولينو في المناطق الشمالية من دولة إيطاليا، وبعد فترة وجيزة تم إرساله إلى إحدى المدن الفرنسية والتي تعرف باسم مدينة باريس؛ وذلك حتى يتلقى التعليم هناك ويصبح باحثًا.
وأول ما وصل إلى مدينة باريس كون العديد من علاقات الصداقة مثل صداقة مع أحد الشعراء والذي يعرف بلقب شاعر القوس وشخص يدعى أبدول وآخر يدعى البارون روبرت وأخيراً شخص يدعى كيوت، وهو من كان المصدر المزعوم لشخص يدعى بارزيفال وآخر يدعى فرام فون إشنباخ، وهناك تعلم بودولينو الكثير عن واحدة من الممالك والتي تعرف باسم مملكة بريستر جون الأسطورية، ومنذ ذلك الوقت بدأ يحلم بودولينو بالوصول إلى هذه الأرض الأسطورية.
وفي تلك الأثناء كان قد بدأ التركيز بشكل خاص على جهود الإمبراطور فريدريك والتي كانت غير المجدية من أجل إخضاع دول المدن المستقلة والحازمة بشكل متزايد في شمال إيطاليا إلى حكمه، وحينما سمع بودولينو بذلك وهو الابن المحبوب بالتبني حاول إقناع الإمبراطور بأن أليساندريا هي الموطن المخلص له، وأنه ينبغي الاعتماد عليها في تأسيس إمبراطورته، وعلى الرغم من أن تلك المدينة كانت متمردة وبشدة، إلا أن بودولينو لعب دورًا رئيسيًا في المصالحة بين الإمبراطور وسكان مدينة أليساندريا، والذين كانوا يقودهم والد بودولينو البيولوجي.
وبعد العديد من المباحثات تم العثور على طريقة للإمبراطور للاعتراف باستقلال أليساندريا دون أن يتسبب ذلك في خسرانه لثقة باقي سكان إمبراطورته به، وأثناء حصار المدينة عمل بودولينو إلى جانب شخص يدعى فريدريك بارباروسا على وضع خطة من أجل المساعدة في كسب استقلال سكان مدينة أليساندريا، وهنا على الفور توجه نحو قوات الإمبراطور وحاول إقناعهم بأن سكان مدينة أليساندريا أكثر استعدادًا للحصار، حيث أنهم قاموا بحشو العديد من الأبقار في المدينة بالقمح، وحينما تم إرسال واحدة من الأبقار إلى قوات الإمبراطور وتم قطع البقرة، بالفعل تم الاكتشاف بأن بطن البقرة مليء بالقمح، وهنا اقتنعوا قوات الإمبراطور بأنه لا فائدة من محاصرة مدينة أليساندريا، وبالتالي غادروا المدينة.
وبعد مرور فترة من الوقت توفي الإمبراطور فريدريك، وقد حدث ذلك أثناء الحملة الصليبية، وتبين فيما بعد أن حادثة وفاة الإمبراطور هي عنصر أساسي من مؤامرة، حيث أنه أول ما شاع خبر وفاته تم إصدار بيان يفيد بأن الإمبراطور تعرض لحادثة غرق وهي ما تسببت في وفاته، ولكن في وقت لاحق تبين أن الإمبراطور توفي في ظروف غامضة في ليلة من الليالي حينما تمت استضافته في واحدة من القلاع والتي تعرف باسم قلعة بريستر جون، وهي ما كانت تعود ملكيتها لشخص من طبقة النبلاء من أصول أرمينية شرير.
وبقيت كيفية وفاته في تلك القلعة يشكل لغزًا مباحثًا تاريخيًا، وتم تخصيص الحديث عن الحادثة على أنها لغز تاريخي حدث في غرفة مغلقة، وفي تلك الأثناء كان هناك العديد من المشتبه بهم الذين تم اقتراحهم على بودولينو، ولكن كان لكل منهم وسيلة ذكية لقتل الإمبراطور، ومنذ ذلك القوت وبدأ يعمل بودولينو كمحقق ليصل إلى الجاني.
إذ أن بعد وفاة الإمبراطور انطلق بودولينو ومجموعة من أصدقاؤه في رحلة طويلة استغرقت ما يقارب على الخمسة عشر عامًا، وقد كان الهدف من الرحلة هو العثور على مملكة بريستر جون، ومنذ تلك اللحظة التي يغادرون فيها إلى الجهة الشرقية من البلاد، بدأ الكاتب في توظيف الخيال، إذ بدت الأراضي التي سافرت عبرها تلك الفرقة لا تشبه على الاطلاق قارة آسيا، كما تم وصفها أنها عبارة عن أراضي تشبه تماماً الأساطير القديمة المختلفة، والتي كانت يمتلكها الأوروبيون حول آسيا، بما في ذلك الأسطورة المسيحية المذكورة أعلى جزيرة بريستر جون، بالإضافة إلى الأسطورة اليهودية والتي كانت تتمحور بحديثها حول القبائل العشر المفقودة ونهر ساباشن وبعض الروايات السابقة التي قدمها هيرودوتوس.
وفي إحدى المدن التقى بودولينو بمجموعة من الحيوانات الغريبة كوحيد القرن والبليميين وقام بالتزلج مع الأقزام، وبعد مرور وقت قصير وقع في حب مخلوق يشبه الساتير، والذي بدوره يروي له أسطورة الخلق الغنوصية الكاملة وتمتزج المناقشات الفلسفية بالكوميديا والمغامرة الملحمية والمخلوقات المستمدة من الحيوانات الوحوش في العصور الوسطى.
وفي النهاية بعد العديد من المغامرات الكارثية تم تدمير مملكة بريستر جون على يد العديد من أصحاب البشرة البيضاء ثم بعد فترة طويلة قضاها بودولينو من العبودية على يد رجل عجوز يقيم في الجبل، عاد باودولينو والأعضاء الباقون على قيد الحياة من فرقته ومن أصدقائه إلى القسطنطينية وهم يعانون من عذاب الحملة الصليبية الرابعة، يساعد من نيكيتاس بودولينو في اكتشاف الحقيقة حول كيفية وفاة الإمبراطور فريدريك مع تقديم نتائج محطمة لبودولينو وأصدقائه.
العبرة من الرواية أن هناك الكثير من الحوادث حينما نكتشف حقيقتها تتسبب لنا بالصدمة، ونتمنى لو أننا لم نعرفها على الإطلاق.