تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الألماني هيرمان هيسه، وتم العمل على نشرها عام 1904م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول مجموعة من الموضوعات، ومن أبرزها حياة شاب انخرط في تصوير الأرواح بالاعتماد على أشكال الأطفال.
الشخصيات
- بيتر كامينزيند
- إرمينيا أغليتي حبيبة بيتر الأولى
- إليزابيث حبيبة بيتر الثانية
- والد بيتر
- ريتشارد صديق بيتر
- بوبي صديق بيتر
رواية بيتر كامينزيند
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة ألمانيا، في واحدة من القرى النائية الألمانية كان يقيم شاب يدعى بيتر كامينزيند، كان ذلك الشاب في بداية العشرينات ويتميز بصفة انفرد بها عن غيره، إذ أنه كان ينغرس بداخله التفكير في مدى الإبداع في هذا الكون والودائع التي وضعها الله به، ومن شدة التفكير في تلك الأمور نمت الموهبة بداخله إلى أن انخرط في التفكير بالذات الإنسانية، وكيفية تغييرها تبعاً لما هو محيط بها من ظروف، ولم يتوقف بيتر عند ذلك الحد من التفكير، بل تطور الأمر معه إلى أصبح يعبر عن أرواح العديد من الشخصيات المشاهير من قسيسين ورهبان.
كما أنه لم يقتصر بذلك على دولته الأصل ألمانيا، بل أنه كان يعبر عن أرواح من الهندوسيين في مختلف أرجاء العالم كما تطرق للمشاهير في دولة اليونان، والطريقة التي يتبعها بيتر في التعبير عن تلك الأرواح هي من خلال نظم القصائد الشعرية، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان ما يميز التصوير الشعري لبيتر هو أنه يقوم بذلك التصوير من خلال الاعتماد على استخدام أرواح الأطفال وأجسادهم، كما كان يستمر في استثمار روح كل طفل بالشعر بشكل يومي، وهذا ما جعل حياة بيتر شاعرية بحتة.
وما كان يطمح إليه بيتر في حياته مع مرور السنوات هو أن يصبح شاعراً يستثمر حياة الإنسان بالواقع ويصوره بأجمل صوره، وما كان يميز هذه الرواية عن غيرها هو أن الكاتب جعل بيتر يقوم بتجسيد حياة الأبطال الذين اختارهم في مجموعة من الروايات التي كتبها، على سبيل المثال تم تجسيد روح بطل روايته من أطلق عليه اسم سيدهارتا ومن يطلق عليه اسم غولدموند وآخر أطلق عليه اسم هاري هالر.
ومن يرى ذلك التصوير بشكله النهائي يرى أنه من السهل جداً القيام بمثل ذلك التصوير، ولكن لم يكن أحد يعلم أن بيتر قد واجه خلال حياته الفكرية تلك العديد من الصعوبات، كما أنه عانى كثيراً عند خوضه في الرحلات الفكرية والجسدية والروحية، وفي يوم من الأيام من خلال رحلاته العديدة قرر بيتر أن يطور من تلك المهارة التي أصبح متميز بها ويخوض في تجربة تصوير المناظر الطبيعية المتنوعة في كل من دولة ألمانيا ودولة إيطاليا ودولة فرنسا ودولة سويسرا.
وعلاوة على ذلك كله تطرق بيتر إلى تصوير مجموعة واسعة من المشاعر والأحاسيس التي تكمن داخل البشر في مراحل متعددة ومختلفة من حياتهم، وبعد مرور العديد من السنوات قام بتصوير تمثال لأحد القسيسين المشاهير ويطلق عليه اسم القديس فرنسيس؛ وقد اختاره دون غيره من التماثيل في مجموعة الدول تلك لأنه يعتني برجل يعاني من مشكلة في قدميه تسببت له بالشلل، وقد كسب بيتر من ذلك التجسيد لذلك التمثال بقدر تلك التصورات البديعة التي وضعها عليه.
ومن هنا تطرق الكاتب للحديث عن الحياة التي عاشها بيتر في السابق، إذ أشار إلى أن بيتر كامينزيند عندما كان في مرحلة الشاب قرر ذات يوم أن يقوم بترك القرية التي يعيش بها وهي ما كانت على أحد قمم الجبال، وقد كانت غايته من ترك القرية هو أنه يحقق الطموح الكبير الذي يحلم به والخوض بتجارب في ذلك العالم الكبير الذي طمح بأن يكون أحد أشهر سكانه، كما تمت الإشارة إلى أنه على الرغم من أن بيتر كانت قد بدأت تلك الميزة تظهر عليه منذ فترة مبكرة من الطفولة، إلى أنه فكر في تحقيقها في مرحلة الشباب.
حيث أنه ذات يوم فقد والدته، وقد كان ذلك الحدث قد أثر به إلى حد كبير، وأحدث بداخله معاناة كبيرة تسببت في صراع بداخله، وما زاد ذلك الصراع بداخله هو أن والده كان رجل عنيف جداً ويتصف بالقسوة والوحشية، ولم يتعامل في يوم من الأيام مع بيتر على أنه ابنه الوحيد، وهذا ما جعل بيتر يفكر في الهروب من تلك الحياة والمعاناة التي يعيشها ويسعى لتنمية موهبته وتحقيق حلمه، وأول ما خرج بيتر من تلك القرية انتسب إلى واحدة من أشهر الجامعات في المدينة وعام بعد عام كان يتقدم على جميع زملائه بدراسته.
وذات يوم التقى بيتر مع واحدة من أشهر الفنانات في مجال الرسم في ذلك الوقت وتدعى إرمينيا أغليتي، وبعد العديد من اللقاءات بينهما وقع بيتر في حبها، كما أنه ذات يوم تعرف على شاب ويدعى ريتشارد، وهو ما كان يتعلم العزف على واحدة من الآلات الموسيقية والتي تعرف باسم آلة البيانو، والذي أصبح مع مرور الوقت من أكثر الأصدقاء المقربين منه، وقد كان يقوم بيتر في الكثير من الأحيان يقوم باستشارة كل من إرمينيا وريتشارد في بعض الأمور بالتصوير التي تواجهه مشكله بها.
وبعد مرور عدة سنوات توفي ريتشارد، وقد كان ذلك الحدث قد أدخل بيتر في حالة من الحزن الشديد، وما زاد من حزنه هو أن إرمينيا قطعت علاقتها به، إذ أرادت التفرغ لعملها، وهنا اعتكف عن تصوير الأرواح لفترة من الوقت، وفي تلك الفترة أخذ بيتر يتجول في شوارع المدينة في محاولة منه لامتصاص تجارب الحياة المتنوعة، لعل ذلك يخرج الحزن من داخله.
وفي تلك الفترة بينما كان بيتر في مواجهة مع تقلبات الحياة، بدأ في تناول المشروبات الممنوعة بشكل مستمر؛ وذلك في محاولة منه لمواجهة قسوة الحياة التي لا يمكن تفسيرها، وذات يوم قرر السفر إلى دولة إيطاليا، وهناك التقى بيتر بفتاة تدعى إليزابيث ووقع في حبها، وعلى الرغم من أنها تزوجت في وقت لاحق من رجل آخر، إلا أن تلك الرحلة عبر إيطاليا غيرته في كثير من النواحي وتعزز قدرته على حب الحياة ورؤية الجمال في كل شيء.
وقد ازداد ذلك الأمر بداخله حينما تعرف على شخص يدعى بوبي، وهو رجل يعاني من إعاقة جسدية، وخاض معه بعلاقة صداقة قوية، ومن هنا بدأ يصور بيتر ما يعنيه حب إنسان آخر، ومع مرور الوقت رأى في بوبي انعكاسًا رائعًا للإنسانية في أنبل أشكالها، ويكوِّن الاثنان صداقة لا تمحى على مر التاريخ، وبعد وفاة بوبي، عاد بيتر إلى قريته وأخذ بالاهتمام بوالده والذي أصبح رجل مسن ومنهك، ويخطط لإكمال عمله الرائع في حياته.
العبرة من الرواية هي أن كل إنسان في هذه الحياة موهبة وميزة ينفرد بها عن غيره، وسعيد الحظ من يكتشف تلك الميزة ويستغلها في الطريق الصحيح ويطور منها.
مؤلفات الكاتب هيرمان هيسه
- رواية دميان Demian Novel
- رواية سيدهارتا Siddhartha Novel
- رواية لعبة الكريات الزجاجية Glass Bead Game Novel