تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية للكاتب إسحق عظيموف، وتم العمل على نشرها سنة 1952م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول إمبراطورية مقامة على واحدة من المجرات دارت بها العديد من الصراعات والمشاحنات من قِبل العديد من حكام المجرات من أجل السيطرة عليها، وتوسعة إمبراطوراتهم المقامة بأي طريقة كانت.
الشخصيات
- السيد ترانتور
- سارك
- فلورينا
- السيد ريك
رواية تيارات الفضاء
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى ترانتور، حيث أنه في يوم من الأيام كان ترانتور يقيم على إحدى المجرات، يمتلك السيطرة على نصف تلك المجرة ومنصب نفسه حاكم عليها، وذات يوم قرر ترانتور أن يقوم برحلة صعود إلى أعلى المجرة، والهدف من تلك الرحلة هو أن يحوّل القوة الإقليمية الكبيرة التي يسيطر عليها إلى إمبراطورية تضم المجرة بأكملها، والسعي من أجل توحيد الملايين من العوالم، وقد كانت تلك الأحداث تدور في المستقبل بحوالي عام 11000 ميلادي أي ما يشير إلى منتصف الألفية الثالثة، وأشار ترانتور ذات مرة أنه يحلم بأن يؤسس إمبراطورية يطلق عليها اسم ترانتوريان تشمل كامل المجرة.
وأول ما بدأ ترانتور برحلته فكّر بالسيطرة على أحد الكواكب وهو ما يعرف باسم كوكب السيد سارك، وهو من الكواكب المستقلة بنفسها، بالإضافة إلى كوكب آخر تعود ملكيته لشخص يدعى السيد فلورينا، وقد كان ذلك الكوكب هو من أهم الكواكب؛ وذلك لأنه يدور حول النجم الأقرب إلى شمس كوكب السيد سارك، حيث أن السيد سارك يستمد الثروة الكبيرة التي يمتلكها من مادة الكيرت، وتلك المادة عبارة ألياف نباتية طبيعية مفيدة للغاية ومتعددة الاستخدامات، ولكن لا يمكن زراعة تلك الألياف النباتية على الكوكب الذي يمتلكه السيد سارك أو على أي كوكب آخر غير كوكب فلورينا.
وقد كانت العلاقة بين هذين الكوكبين تتشابه مع الوضع بين القوى الإمبريالية الأوروبية ومستعمراتها خلال القرن التاسع عشر، وفي تلك الفترة يتم إجبار إحدى القبائل والتي تعرف باسم قبيلة الفلورنسيون وهم من السكان الأصليين على ذلك الكوكب على العمل في حقول الكيرت وتتم معاملتهم كمستوى طبقي أدنى من قِبل شعوب ساركيتس المقيمين على ذلك الكوكب، وما يميزهم هو أنهم أفتح بشرة من معظم البشر الموجودين في العوالم أخرى، ولكن هذا الأمر لم ينظر إليه على أنه مهم، لقد ضاعت ذكريات العنصرية على كوكب الأرض.
وعلى الرغم من محاولات ترانتور العديدة إلا أنه لم ينجح في كسر احتكار سارك وزراعة الكيرت في عوالم أخرى غير فلورينا، لأن نباتات الكيرت التي تزرع على كواكب أخرى لا تنتج الكيرت، بل هي شكل رديء وعديم الفائدة من السليلوز، ولكن لم يكن أحد قد توصل إلى السبب في ذلك، لذلك فإن ثروة سارك تعتمد على هيمنتها الاستعمارية على كوكب فلورينا، وهنا أشار ترانتور أنه يرغب بطبيعة الحال في إضافة العالمين إلى إمبراطورته المتنامية.
وفي تلك الأثناء ظهر رجل يدعى ريك وبدأت الأحداث تتمحور حوله، إذ كان ريك رجل يعاني من فقدان الذاكرة الشديد وضعف الذهن الواضح، وذات يوم بدأ ريك في استعادة ذكريات ماضيه بشكل تدريجي، وفي تلك اللحظات نشبت أزمة كبيرة شارك فيها كل من سارك وفلورينا وترانتور، وفي غضون ذلك كان ينبغي على ريك القيام بتنفيذ القانون على العملاء بكلا الكوكبيين والجواسيس بين النجوم وفي ذات الوقت يحاول معرفة تاريخه وهويته، ولكن أمر تطبيق القانون هو ما حاولت حكومة السيد سارك منعه، وفي نهاية الأزمة علم أنه قبل أن يفقد ذاكرته كان واحد من المحللين الفضائيين.
وبالفعل حيث كان ريك رائد فضاء متخصص يقوم بجمع عينات من الغازات المتناثرة جدًا بين النجوم في الفضاء الخارجي ويحدد تركيبها، والشعار الذي كان يتميز به المحللين الفضائيين هو لا نحلل شيئًا، كما اكتشف ريك في تلك الفترة أن شمس كوكب فلورينا على وشك الانفجار إلى نحو كوكب يعرف باسم نوفا؛ وذلك لأنها تتعرض لتيار من ذرات الكربون الغازية المعزولة التي تتدفق عبر منطقتها من الفضاء، وذرات الكربون إلى جانب تسببها في اقتراب شمس كوكب فلورينا في المرحلة الجديدة، هي كذلك السبب خلف نمو الكيرت في كوكب فلورينا بالتحديد دون غيره.
إذ أنها تتسبب في إطلاق شمس فلورينا لطول موجي خاص من الضوء تحتاجه نباتات الكيرت من أجل التخليق الحيوي لألياف الكيرت، وتيارات ذرات الكربون أو ما تعرف باسم التيارات الكربونية، هي من الأمور النادر جداً تواجدها في الفضاء، كما تم اكتشاف أن السبب في العديد من أنواع النباتات حينما يتم زراعتها لا تنتج مادة الكيرت عند نموها على الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى هو أن فلورينا هو الكوكب الوحيد المعروف للسكن الذي تقع شمسه في مسار تيار الكربون.
وفي النهاية تم التوصل إلى أن الخسارة الحقيقة في الفضاء يكمن سرها في خسارة كوكب فلورينا، إذ أن خسارة المصدر الرئيسي لتلك الثروة الهائلة التي يمتلكها السيد سارك، وهذا يشير إلى فقدان الثروات بالكامل على الكوكب الذي يقع تحت سيطرة السيد سارك، وهذا ما دفع السيد سارك يقوم بالنداء إلى شعبه بأن يشكل حصن منيع ضد أي هجوم على كوكبه، كما كانت هناك مقاومة قوية من قِبل حكومة السيد سارك من أجل قبول ما توصل إليه ريك.
ومن أكثر الأشياء التي تسببت بالصدمة للجميع هو أنه تبين أن السبب خلف فقدان السيد ريك للذاكرة هو القيام بسوء استخدام الحكومة لأحد أنواع الأجهزة الحديثة والذي بدوره يقود إلى تغيير العقل ويطلق على هذا الجهاز اسم جهاز التحقيق النفسي، والسبب الذي دفع بمجموعة من رواد الفضاء والمحللين الفضائيين للقيام بذلك هو في محاولة منهم لقمع رسالة السيد ريك، ولكن على الرغم من كل ما قاموا به وبمجرد أن استعاد السيد ريك ذاكرته واكتشافه لتأثير ذرات الكربون، أصبح بإمكانه بكل سهولة تكرار الظروف التي تمكن مادة الكيرت من النمو في أي مكان وعلى أي أرض من أي كوكب من الكواكب.
وأعظم ما توصل إليه السيد ريك هو أنه علم أنه في الحقيقة لم يولد بالأصل على أحد تلك الكواكب، بل ولد على أحد الكواكب والذي يطلق عليه كوكب الأرض، وهو من الكواكب المشعة في الوقت الحاضر، وهنا أشار للرواد الذين معه ورؤساء الكواكب أنه من المحتمل أن يكون كوكب الأرض هو الكوكب الذي نشأت فيه البشرية لأول مرة، لكن هذه الفرضية لا تزال مثيرة للجدل فيما بينهم.
العبرة من الرواية هي أنه لا يمكن للإنسان أن يحصل على كل ما يريد في هذه الحياة، فهناك الكثير من الأمور التي يحلم الإنسان في تحقيقها ولكنها لا تكون من الأمور المقدرة له.