تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب والأديب فرنسوا مورياك الفرنسي، صدر عنه العديد من الأعمال والمؤلفات الأدبية المميزة، وقد تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، وتم العمل على نشرها للمرة الأولى سنة 1927م.
رواية تيريز ديكيرو
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مجموعة من الأجزاء، حيث بدأ الفصل الأول في لحظة خروج الشخصية الرئيسية في الرواية وهي فتاة تدعى تيريز من قاعة إحدى المحاكم في مساء أحد الأيام، إذ تم الإفراج عنها بعد الاشتباه بها في جريمة قتل، وقد كان سبب الإفراج عنها هو عدم وجود أدلة تدينها، ولم يكن هناك أي شيء يثبت الجريمة عليها، أي أنه لن يتم فيما بعد مقاضاتها من قبل العدالة مرة أخرى.
ولكن على الرغم من ذلك كان جميع الناس من حولها يدركون تماماً أنها فتاة جانية ومتهمة بتلك الجريمة، وفي لحظة خروجها قدم من أجل اصطحابها والدها برفقة محاميه، وفي تلك الأثناء كان زوجها ينتظرها قدومها في إحدى الممتلكات التابعة لهم في واحدة من المدن التي تعرف باسم مدينة أرجلوز، ولكن من وجهة نظر القارئ كان يشعر على الدوام أنها فتاة بريئة وضحية، ولا يمكن أن تكون لديها أي صلة بالجريمة.
وفي تلك الليلة وأثناء رحلتها من مدينة بوردو متوجهه إلى مدينة أرجلوز، كان يدور في ذهن تيريز مجموعة من الذكريات حول الحياة التي عاشتها في السابق، كما كانت تفكر فيما سوف تخبر به زوجها والذي يدعى برنارد حين تلقاه، وكيف لها أن تدافع عن نفسها وهي في الحقيقة كانت ترغب في إرداء المجني عليه قتيلاً من خلال وضع أحد أنواع السموم القاتلة له في الطعام، ولكن ليست هي من قامت بقتله.
وطوال رحلتها كانت تجهز وتحضر ماذا سوف تقول لزوجها وكيف سوف تشرح له ما حدث بكل صدق، وكيف أنها في الواقع كانت تنوي قتله، لكن سبقها شخص أحد آخر في ذلك، وحين وصلت وقابلت زوجها تم التطرق إلى الجزء الثاني من الرواية والذي دارت أحداثه حول العقاب الذي وقع على تيريز من قِبل زوجها برنارد، حيث أنه عزم على حبسها في إحدى غرف المنزل، كما قرر عزلها عن المجتمع كله منها ولم يعد يسمح لها بالخروج ومقابلة الناس، ولكن الشيء الوحيد الذي كان يفعله من أجل المظهر الاجتماعي لهم أمام عامة المجتمع من حولهم والتي تعرفهم عن قرب، هو أنه يسمح لها بالذهاب يوم الأحد إلى الكنيسة.
ولكن لم يلبث هذا الأمر طويلاً، إذ أنه في أحد الأيام توقف عن السماح لها بالذهاب يوم الأحد من كل أسبوع، والسبب في ذلك هو خجله من ماضيها واتهامها بجريمة قتل أمام المجتمع السوي، وبعد مضي فترة قصيرة أعلن الزوج أن تيريز أصيبت بالجنون؛ وذلك من أجل أن يتمكن من حبسها بالمنزل فترة طويلة، وقد بقيت على هذا الحال إلى أن جاء اليوم الذي كان فيه حفل زفاف شقيقة برنارد، إذ أن بعد ذلك الحفل تم إطلاق صراح تيريز، ومن هنا انطلقت بعيداً عنهم لتنعم بالحرية، وبقي برنارد يهتم بابنته، ولكنه لم يخبرها في أي يوم أن والدتها لم تتوفى.