رواية تيس سليلة دربرفيل Tess of the d'Urbervilles Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب توماس هاردي، وتم العمل على نشرها عام 1891م، تناولت في مضمونها الحديث عن فتاة من سلالة إحدى العائلات تعرضت في حياتها إلى الكثير من المعاناة والمآسي، إلا أنها في النهاية قتلت من تسببت بمعاناتها وامتثلت لحكم الإعدام.

الشخصيات

  • الفتاة تيس دربرفيل
  • الأب جوان دربرفيل
  • الشقيقة ليزا لو 
  • السيدة ستوك
  • السيد سيمون ستوك زوج السيدة ستوك
  • القس جون
  • أليس ابن السيدة ستوك
  • المزارع كلير

رواية تيس سليلة دربرفيل

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول فتاة تدعى تيس دربرفيل، وهي فتاة ريفية تبلغ من العمر ستة عشر عامًا، وقد كانت من أكبر أبناء والدها ويدعى السيد جوان دربرفيل، كان السيد جوان يعمل كمساوم في أراضي المدينة، وفي يوم من الأيام أخبر القس المحلي ويدعى السيد جون أن عائلته دربرفيل تنحدر من إحدى عائلات النورمان القديمة، ومن شدة فرح جوان بذلك الخبر توجه نحو أحد المقاهي وأخذ بشرب كميات كبيرة من الكحول.

وفي صباح اليوم التالي كانت تقود تيس العربة متوجهة إلى السوق حيث يعمل والدها، ولكنها أثناء الطريق غطّت في النوم وقد كان ذلك حينما وصلت إلى منطقة تعرف باسم منطقة المقاليد، مما تسبب في تحطم العربة وموت الحصان، وهو حصان العائلة الوحيد، وفي تلك الأثناء شعرت تيس بالذنب، فقررت اللجوء لامرأة في المنطقة تدعى السيدة ستوك، وهي أرملة ثرية؛ وذلك خشية ادعاءات الأهل والأقارب وإلقاء اللوم عليها بسبب وفاة الحصان، وفي ذلك الوقت لم تكن تيس مدركة أن زوج الأرملة الراحل ويدعى سيمون ستوك قد تبنى فقط لقب عائلته ذلك من أجل إبعاد نفسه عن جذور عائلته والتجارة بكل أمان دون تضدد أحد له، بينما في الحقيقة هو من ذات عائلة تيس.

وأول ما وصلت تيس إلى تلك السيدة انجذب إليها ابن السيدة ستوك ويدعى أليس إلى تيس وسرعان ما وجد لها وظيفة كمربية دواجن لوالدته، كانت تيس تقاوم اهتمام أليس بها، إذ كانت تشعر أنه شخص لعوب، ولكن صغر سنها وقلة خبرتها يحجبان عنها التهديد الحقيقي لفضيلتها، وفي إحدى الليالي بحجة إنقاذها من شجار أخذها أليس على حصانه إلى مكان بعيد.

وبعد مرور ما يقارب على العام أنجبت تيس صبياً مريضاً لم يعش طويلاً، ولكن قبل أن يموت الطفل قامت تيس نفسها بتعميده؛ وذلك لأنه لا يمكن للقسيس أن يفعل ذلك بسبب ولادة الطفل قبل الزواج وأطلقت عليه اسم الحزين، وبعد مرور عدة سنوات وجدت تيس عملاً أخر كخادمة حليب في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة تالبوثيز ديري، وقد رأت أنه من الأفضل لها الانتقال إلى تلك القرية، بسبب أن ماضيها لن يكون معروف فيها، وأول ما وصلت تيس إلى هناك بفترة قصيرة وقعت في حب رجل يدعى كلير، وهو مزارع نبيل متمكن من عمله، ويدرس إدارة منتجات الألبان.

وفي يوم من الأيام تفاجأ والد كلير، وهو رجل دين من أن ابنه يرغب في الزواج من خادمة حليب، لكنه لا يعترض على ذلك؛ وذلك لأنه اعتقد أن تيس فتاة نقية ومتدينة ولم يعلم أنه تم الاعتداء عليها من قبل، وفي تلك الأثناء شعرت تيس أنه ليس لديها خيار سوى إخفاء ماضيها، إذ كانت مترددة في قبول عرض الزواج من كلير، لكنها توافق في النهاية، كما أنها حاولت في وقت لاحق عدة مرات أن تخبر كلير عن تاريخها، لكنه قال إنه يمكنهم مشاركة أسرارهم بعد حفل الزفاف.

وبعد أن انتهى حفل الزفاف قضى الزوجان ليلة زفافهما في أحد القصور في المدينة والذي يعرف باسم قصر دربرفيل القديم، وفي تلك الليلة اعترف كلير أنه كان على علاقة لفترة قصيرة مع امرأة أكبر سنًا، وهنا تشجعت تيس وأخبرته عن اعتداء أليس عليها، إذ اعتقدت أنه من المؤكد أنه سوف يتفهم تلك الحادثة ويغفر لها.

ولكن ما حدث هو أن كلير بدا وكأنه مرعوب، فقد أدرك أن تيس ليست فتاة نقية كما اعتقد، وبدأ يشعر بالندم على زواجه منها، وأشار إلى أن خطأه لا يعتبر خطيئة، وإنما خطأها هي خطيئة كبيرة، وأنه كان ينبغي عليها أن تقوم بإخباره عن تلك الحادثة قبل الزواج، ولم تمضي أيام حتى شعر بافتقارها إلى الحزم بحالها، وقد رأى أن ذلك يعود إلى عيب في شخصيتها، فقرر هجرها، وقبل أن يهجرها قدم لها كلير مبلغ من المال وعادت به إلى منزل عائلتها؛ وذلك لتعويضهم إلى عن العربة والحصان، بينما سافر كلير إلى دولة البرازيل لمحاولة استثمار الزراعة هناك.

ولم تمر فترة طويلة حتى استنفدت عائلة تيس الأموال التي قدمتها لها كلير، وأجبرت على تولي العمل الميداني في واحدة من المزارع والتي تعرف باسم مزرعة فلينكومب-آش، وهي من المزارع التي تفتقر إلى الكثير من العمل الشاق.

وذات يوم قدم أليس إلى القرية التي تقيم بها تيس وبدأ في متابعتها، بالرغم من أنها لا تزال متزوجة من كلير ولم يحدث انفصال بينهما، وذات مرة بينما كانت تيس في عملها بالمزرعة جاءت إليها شقيقتها الصغرى وتدعى ليزا لو وأخبرتها أن والديها مريضان، وهنا هرعت تيس إلى المنزل، وأول ما وصلت إلى هناك توفي والدها وتعافت والدتها، ولم تمضي أيام قصيرة حتى تم طرد أسرتها من منزلها، وهنا على الفور تقدم أليس وأشار إليها إلى أن زوجها ليس من الممكن أن يعود، وعرض عليها أن تقيم مع بقية عائلتها في أحد الإسكانات والذي يعرف باسم إسكان دوربي فيلدز وهو ما كان تعود ملكيته له، ولكن تيس رفضت.

وبعد مرور فترة من الوقت فشل مشروع كلير الزراعي في البرازيل، وحينها كان يشعر بالندم على هجرانه لتيس ومعاملته في السابق معها، وقرر العودة إلى إنجلترا، وبعد أن بحث عنها طويلاً عثر كلير على تيس، وفي تلك الأثناء كانت ترتدي ملابس أنيقة وتعيش في منزل داخلي في أحد المنتجعات والذي يعرف باسم منتجع ساندبورن الساحلي الأنيق تحت اسم السيدة دربرفيل، وحينما التقى بها أخبرته أن وصل بعد فوات الأوان، شعر كلير بالحزن الشديد وغادر المدينة.

وذات يوم حدثت مجادلة بين تيس وأليس، وعلى إثر تلك المجادلة غادرت تيس المنزل، وبينما كانت تجلس صاحبة الصالون والذي كان يوجد أسفل غرف دربرفيل المستأجرة، لاحظت وجود بقعة حمراء منتشرة وتبدو أنها بقعة دماء على السقف، وقد تبين أن تيس طعنت أليس حتى الموت في سريره.

ومن هنا على الفور لجأت تيس إلى كلير وأخبرته بما حدث معها، وسرعان ما فرّ بها من المدينة وعثر الزوجان على منزل فارغ وبقيا هناك لمدة خمسة أيام في عزلة بسعادة ومحبة قبل إلقاء القبض على تيس، وفي إحدى الليالي حينما عثرت عليهما عناصر الشرطة، وحينما تم إلقاء القبض على تيس طلبت من كلير أن يتزوج من أخرى ويعتني بشقيقتها ليزا لو بعد رحيلها، واستدارت نحو عناصر الشرطة وقالت كلماتها الأخيرة: أنا جاهزة.

وانتهت الرواية بنظرات كلير وليزا لو في الساعة الثامنة صباحًا من تل قريب فوق بلدة وينشستر حيث يتم رفع العلم الأسود الذي يشير إلى إعدام تيس فوق السجن، يسير كلير وليزا لو في طريقهما جنبًا إلى جنب.

العبرة من الرواية هي أن الانتقام عند الشخص الذي تعرّض للمعاناة يصبح غريزة لا يقوى على اقتلاعها من داخله.

مؤلفات الكاتب توماس هاردي


شارك المقالة: