تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب دافني دو مورييه، وتم العمل على نشرها عام 1936م، وتناولت في مضمونها الحديث حول فتاة انتقلت للعيش مع عمتها بعد وفاة والديها، ولكن وجدت أمامها عكس كامل توقعاتها، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية.
الشخصيات
- الفتاة ماري يلان
- السيدة باشينس ميرلين خالة ماري
- السيد جوس ميرلين زوج باشينس
- جيم شقيق جوس
- المدرب فرانسيس ديفي
- العمدة سكوير باسات
- السيدة باسات زوجة العمدة
- القس
رواية جامايكا إن
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول فتاة تدعى ماري يلان، تبلغ ماري في ذلك الوقت ثلاثة وعشرون عاماً، وقد نشأت في واحدة من المزارع والتي تتبع لواحدة من المدن تعرف باسم مدينة هيلفورد مع والدتها التي لم يكن لها سواها من عائلتها، وفي يوم من الأيام توفيت والدة ماري، ولم يعد لماري بعد وفاة والدتها أحد، ويوماً بعد يوم بدأت أحوال المزرعة التي تقيم بها تتدهور شيئاً فشيئاً، وعلى إثر ذلك قررت ذات يوم ماري بأن تعرض المزرعة للبيع مع مجموعة من الحيوانات الأليفة التي كانت تمتلكها هي ووالدتها.
وبعد أن انتهت من مهمة بيع كافة ما تمتلكه ذهبت ماري في يوم كان يصادف نهاية شهر نوفمبر في رحلة بالحافلة مع ممتلكاتها البسيطة والتي وضعتها في صندوق واحد، وقد كانت وجهتها للعيش مع أحد أقاربها وهو من كان الوحيد المتبقي من أقاربها على قيد الحياة وهي شقيقة والدتها وتدعى باشينس ميرلين، والتي كانت تقيم في نزل يطلق عليه اسم نزل جامايكا إن، وفي ذلك الوقت كان زوج خالتها ويدعى جوس ميرلين، وما هو معروف عنه أنه رجل متنمر ومن سكان تلك المنطقة التي يوجد بها النزل منذ صغره، وهو رجل ذو مظهر موحش يبلغ طوله ما يقارب على السبعة أقدام ومدمن على تناول الكحوليات.
وفي اللحظة التي وصلت بها ماري إلى ذلك النزل الكئيب والمثير للدهشة حسب نظرة ماري الأولى له، وجدت ماري خالتها والتي كانت في السابق فتاة يتحدث الجميع عن جمالها وباستمرار كانت مرحة وودودة، كان جميع شبان القرية يتمنون الزواج منها باتت تشبه الأشباح إلى حد كبير تحت سيطرة جوس الشرير عليها، وسرعان ما أدركت أن هناك شيئًا غير عادي يحدث في هذا النزل، والذي كان مثير للرعب؛ وذلك بسبب عدم وجود نزلاء على الإطلاق، وهو مفتوح فقط للمارة من أجل تقديم الطعام والشراب لهم والاستراحة لبضع ساعات.
وذات يوم حاولت ماري معرفة حقيقة الحياة التي يعيشونها من السيد جوس أثناء استغلالها لفرصة إفراطه في تناول الكحول، ولكن ما أثار دهشة ماري هو رده، إذ أوضح أنه ليس فاقداً للوعي بما يكفي ليخبرها لماذا يعيش في هذه البقعة المنسية والمقطوعة، وكيف امتلك ذلك النزل.
وذات يوم غادر الشقيق الأصغر لجوس ويدعى جيم برفقة ماري عشية عيد الميلاد النزل من أجل جلب الأغنية التي تم تجهيزها لاحتفال عيد الميلاد، وقضيا يومًا بأكمله في واحدة من البلدات والتي تعرف باسم بلدة لونسيستون، وفي تلك البلدة قام جيم ببيع حصانًا سرقه ذات مرة في السابق من شخص يدعى سكوير باسات وهو عمدة مدينة مجاورة إلى فتاة كانت تربطه بها علاقة من قبل، ومن خلال الأموال المكتسبة من المبيعات الأخرى، عرض جيم على ماري زوجًا من الأقراط الذهبية وشالًا أحمر، كما أنه اعترف بأنه تربطه علاقات كثيرة مع فتيات عدة في مدينة كورنوال والتي يوجد بها النزل.
وعلى الرغم من عرض جيم المغري لماري، إلا أنها رفضت قبول الهدية، وحينما حان وقت العودة إلى نزل جامايكا إن، ترك جيم ماري لجلب الأغنية بمفردها وأخذ طريقاً آخر، إذ لم يرغب بالعودة للنزل من الأصل، وهنا لم يكن لدى ماري وسيلة للعودة إلى النزل إلا عن طريق السير على أقدامها، ولكن عندما حاولت ذلك، أدركت أن الطقس والمسافة تجعل الأمر مستحيلًا، وفي تلك الأثناء التقت مع رجل يدعى فرانسيس ديفي وهو مدرب يعمل في مجال تدريب عناصر دوريات الشرطة، وحينما علم بحالها قدم لها تذكرة للعودة إلى النزل بالحافلة، ورافقها كذلك لأنه كان عائد لمنطقة قريبة من النزل.
وخلال الرحلة تحدث لها أنه جاء لتوه من اجتماع تم الاتفاق فيه على أن الحكومة قررت إنشاء نظام دوريات على السواحل البريطانية من بداية العام الجديد، وحينما وصلا إلى مفترق الطرق الذي يقود إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة ألتارنون نزل المدرب فرانسيس من أجل التوجه إلى تلك المدينة، وبعد السير بالحافلة لمسافة قصيرة اعترضت الحافلة إحدى العصابات والتي كانت يترأسها السيد جوس.
وقامت العصابة بقتل سائق الحافلة والاستحواذ على ممتلكات الركاب، وتم قيادة الركاب والأمر بصعودهم لإحدى السفن التي تعود لهم، وأثناء سير السفينة حاولوا توجيهها نحو مجموعة من الصخور الضخمة في محاولة منهم لتحطيمها وقتل الركاب، وعلى الرغم من أن هناك عدد كبير من الركاب قد ماتوا بسبب ارتطام السفينة، إلا أن هناك كثيرون قفزوا من السفينة وسبحوا بالبحر وتوجهوا نحو الشاطئ.
وبعد أيام قليلة تمكنت ماري من الوصول إلى النزل، ولكن على الفور تم احتجازها في واحدة من الغرف، وذات يوم جاء جيم للتحدث مع ماري والتي رأى أنها محبوسة في غرفتها في النزل، وبمساعدة جيم تمكنت ماري من الهرب وعلى الفور توجهت نحو مدينة ألتارنون؛ وذلك من أجل إخبار قس المدينة عن أفعال جوس، ولكنها لم تجده في المنزل وقت وصولها، فتركت له رسالة مكتوبة ثم ذهب إلى منزل عمدة المدينة وأخبرت زوجته وتدعى السيدة باسات بقصتها، ولكن السيدة باسات أخبرت ماري أن زوجها لديه بالفعل الدليل على اعتقال جوس وقد ذهب للقيام بذلك، وهنا طلبت السيدة باسات من سائقها اصطحاب ماري إلى جامايكا إن، وأول ما وصلت ماري إلى النزل دخلت غرفة جوس ووجدته طعن حتى الموت، وفي تلك اللحظة وصل العمدة ورجاله واكتشفوا أن زوجته السيدة باشينس قد قُتلت بالمثل.
وبعد لحظات قليلة وصل القس إلى النزل، بعد أن قرأ الرسالة التي تركتها ماري له، وحينما رأى الحال التي عليها ماري قدم لها ملجأً تبقى به تلك الليلة، وفي اليوم التالي وجدت ماري في درج مكتب القس الختم ذاته الخاص برئيس العصابة التي اعترضت طريقهم بالحافلة، فأخبر القس ماري أن جيم كان هو الذي أبلغ عن جوس، وعندما أدرك أنها شاهدت الختم، كشف النائب أنه كان الرئيس الحقيقي للعصابة وهو شريك جوس ومسؤول بشكل مباشر عن مقتل جوس وزوجته باشينس.
ثم فرّ من مقره وأخذ ماري كرهينة له تحت تهديد السلاح، وأثناء فرارهم عبر أحد المستنقعات بواسطة الخيول لمحاولة الوصول إلى سفينة للإبحار إلى دولة إسبانيا، قاد العمدة سكوير باسات وجيم فريق بحث مع الكلاب البوليسية، وفي النهاية اقتربوا بما يكفي ليطلق جيم النار على القس الذي رمي بنفسه في جرف وانقذ ماري.
وفي النهاية تم عرض على ماري للعمل كخادمة لدى آل باسات وطفليهم، لكنها قررت بدلاً من ذلك العودة إلى مدينتها التي نشأت بها هيلفورد، وفي رحلتها للعودة عندما كانت تقود العربة صادفت جيم، وبعد نقاش دار بينهما، قررت ماري التخلي عن خططها للعودة إلى هيلفورد والذهاب مع جيم للخروج من كورنوال.
العبرة من الرواية هي أن الإنسان النقي من الداخل لا يتغير مهما تعرض لضغوطات من الحياة.
مؤلفات الكاتب دافني دو مورييه
- رواية الطيور The Birds Novel