تعتبر المؤلفة والأديبة أجاثا كريستي وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم الروائيات اللواتي برزن في القرن التاسع عشر، حيث أنه لها باع طويل في كتابة وتأليف الأعمال الأدبية، وقد طغى على رواياتها الأسلوب البوليسي، وقد لقبت من قِبل الأدباء على أنها سيدة قائدة في مجال الأدب؛ وذلك لمساهمتها في مجال الأدب، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها هي رواية جثة في المكتبة، وقد تم العمل على نشرها في سنة 1942م لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية.
نبذة عن الرواية
تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء على أنها رواية تحقيق، حيث تم تجسيد الرواية في العديد من الأفلام السينمائية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، وقد تناولت الرواية في مضمونها الحديث عن موضوع شخصية تدعى ماربل.
رواية جثة في المكتبة
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى السيدات، حيث تفيق ذات يوم من نومها على صوت مدبرة المنزل، إذ كانت تصرخ بأعلى صوتها أن هناك في إحدى غرف المنزل وعلى وجه الخصوص في الغرفة التي تقطن بها المكتبة الخاصة بالزوج يوجد جثة، وأول ما سمعت السيدة ذلك القول لم تصدق قول المدبرة، وحينما قدمت إلى غرفة المكتبة وجدت بالفعل هناك جثة فتاة، حيث أنه كان من الواضح أنها تم قتلها عن طريق الخنق بالأيدي، إذ كانت الفتاة المقتولة في ذلك الوضع ترتدي أحد أنواع الفساتين المخصصة للسهر، بالإضافة إلى أنها كانت تضع على وجهها الكثير من مساحيق التجميل.
وفي ذلك الوقت سرعان ما أخبرت السيدة عناصر الشرطة عن وجود الجثة، وبعد إجراء التحريات والتحقيقات تم التوصل إلى هوية المجني عليها، حيث أن الفتاة تعرف باسم روبي، إذ أنها كانت تعمل في الفن الاستعراضي في أحد المقاهي، وقد تم التعرف على كل تلك المعلومات عن طريق من قبل أحد قريباتها والتي تدعى جوزفين، حيث أن قريبتها أكدت على أن روبي كانت مختفية منذ ليلة أمس، لكن في ذلك الوقت ترددت إلى الجميع الكثير من التساؤلات حول من تكون شخصية القاتل؟ كما أنه ما هدفه من قتلها؟ ولماذا قام باختيار المكتبة الخاصة بذلك المنزل حتى يضع الجثة فيها؟.
وفي تلك اللحظة تقوم السيدة باستدعاء الآنسة ماربل؛ وذلك من أجل المساعدة في إجراء التحقيقات بالشكل الكامل والسليم ومحاولة التعرف على هوية القاتل، وفي بداية التحقيقات سرعان ما يتم توجيه أصابع الاتهام الأولى إلى أحد الشباب والذي يدعى بليك، وهو من الشباب الطائشين والغير مباليين، حيث كان يسكن على مكان قريب من ذلك المنزل، لكن هذا الشاب على الفور يقدم دليل على أنه لم يكن موجود في تلك الليلة في منزله، كما أصر على أنه لم يقوم بارتكاب تلك الجريمة، وبالفعل تمكن من إثبات ذلك.
ثم بعد ذلك تم توجيه أصابع الاتهام من قِبل الشرطة إلى شخص آخر، حيث كان ذلك الشخص هو عشيق روبي، لكن في ذلك الشخص لم يقوم أي أحد من أقارب المجني عليها بإدلاء أي شيء باتجاهه، حيث أنه لم يكن أحد منهم يعلم بتلك العلاقة الغرامية من الأصل، لكن ما يعرفونه عن روبي أنها كانت على علاقة وثيقة مع عائلة تدعى عائلة جفرسون، والتي فقدت في حادث طائرة ولم يبقى سوى أفراد قلائل منهم، وقد كانوا يقيمون في الفندق الذي تعود ملكيته إلى الرجل المسن من عائلة جفرسون.
وفي تلك الأثناء كان السيد جفرسون الذي فقد زوجته وابنه وابنته في حادث تحطم طائرة، هو الآخر قد تعرض لحادثة جعلته مقعداً على كرسي، وقد كان في ذلك الوقت يقطن مع زوجة ولده المتوفي، والتي تدعى أديليد وولدها من زواجها الأول، كما كان يقيم معهم زوج ابنته المتوفية والذي يدعى مارك، وهنا تمت الإشارة إلى أن السيد جفرسون قم قام في يوم ما بتبني روبي، وهذا يدل على أن روبي كانت سوف تحصل على قسم من ثروة السيد جفرسون، وقد كان في تلك الأثناء كل من أديليد ومارك يمران بضائقة مالية، ومن البداية كانوا من أشد المعارضين لفكرة تبني روبي، وبالتالي شككت الشرطة في أمرهم، حيث أن كلاهما لهم ذات الهدف من قتل روبي والتخلص منها.
وبينما كانت الشرطة ما زالت تجري تحقيقاتها حول حادثة قتل روبي، تم اكتشاف أنه تم العثور على جثة أخرى، وقد كانت تلك الجثة موجودة داخل سيارة محروقة، إذ أنّ تلك السيارة قد تمت سرقتها من أمام أحد الفنادق، كما تم اكتشاف في نفس الوقت أن تلك السيارة تعود ملكيتها إلى أحد الشباب الذين كانوا برفقة روبي ليلة موتها، كما تم التوصل أيضاً إلى أن تلك الجثة المتفحمة ترجع إلى إحدى المعلمات التي تعمل في المنطقة وتدعى باميليا.
وقد كانت تلك المعلمة قد اختفت بعد تواجدها في أحد الاجتماعات الذي أقيم من قِبل إحدى الجمعيات التي تنتمي إليها، وهنا تم استدعاء إحدى صديقات باميليا والتي أفادت أنها تشك في أحد الشباب الذين يعملون في مجال السينما، حيث أنه كان قد وعد المُدرسة بأن يسعى جاهداً من أجل أن يجعلها ممثلة مشهورة، وهنا يخمن المحققون أن هناك صلة بين جريمتي القتل وأنّ المُدرسة كانت شاهدة على شيء يدين القاتل الذي ارتكب جريمة روبي، وهذا هو السبب الذي يكمن خلف التخلص منها بهذه الطريقة البشعة.
ومع مرور الوقت وبعد إجراء العديد من التحقيقات وتدوين بعض الملاحظات المهمة والدقيقة تصل الآنسة ماربل إلى القاتل الحقيقي وهو مارك، وقد قام بارتكاب تلك الجريمة بمساعدة مع سيدة تدعى جوزفين، حيث كان يربطه بها علاقة عاطفية، وقد كان السبب الذي دفعه لارتكاب مثل تلك الجريمة هو عدم حصول روبي على أي قيمة من ثروة والد زوجته المتوفية، حيث أنه في بداية الأمر ادعى مارك أنه يعمل في مجال السينما، مما سهل عليه الإيقاع بباميليا والتي كان مظهرها الخارجي يشبه إلى حد كبير مظهر روبي.
وفي ذلك الوقت كانت قد قام بتقديمها إلى جوزفين حتى تضع لها مساحيق التجميل حتى تبدو مثل روبي تماماً، لكنهما على غفلة يقومان بقتلها ورميها في بيت بليك؛ وذلك لأن حتى يسهل اتهام بليك بتلك الجريمة، ثم بعد ذلك يوهمان الحضور أن جثة باميليا تعود إلى روبي، وفي الوقت ذاته الذي تم فيه إعطاء روبي بعض الإبر المخدرة، ومن ثم نقلها في إحدى سيارات النزلاء والقيام بحرق جثتها، كما تم وضع حذاء باميليا وجزء من ثيابها في السيارة؛ وذلك حتى تشير إلى أن الجثة هي جثة باميليا وليست جثة روبي.
وبذلك يتمكنان من إبعاد الشبهات عنهم، على أساس أن روبي تم قتلها قبل منتصف الليل حسب التقارير الطبية، حيث كانا في ذلك الوقت في الفندق والجميع يشهد على ذلك، لكن في الحقيقة قتلت بعد ذلك الوقت بساعات قليلة، كما أقر بليك في تلك الأثناء أنه هو من قام بوضع الجثة في غرفة المكتب؛ وذلك خشية من أن يتم لصق تهمة الجريمة به.