تُعتبر الرواية من الروايات التي أصدرت عن الكاتبة والمؤلفة البريطانية أجاثا كريستي، وقد صنفت من قِبل الأدباء والنقاد أنها تندرج تحت تصنيف روايات التحقيق، وقد كان هذا النوع من الأدب من أكثر الأنواع التي اشتهرت به كريستي، وقد تم تجسيد الرواية إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1955م.
رواية جريمة في سكن الطلاب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في سكن تابع إلى طلاب، حيث أنه كان في ذلك الوقت كانت تقع العديد من حوادث السرقة والتي كانت غريبة من نوعها، وقد كان من ضمن هذه السرقات سماعة طبية ومجموعة من المصابيح المضيئة، بالإضافة إلى سراويل رثة قديمة، وعلبة شكولاتة كما كان هناك حقيبة تُرتدى في الظهر تم إحداث ثقب بها، ومسحوق مخصص لحمض البوريك وأخيراً خاتم من الألماس، وبعد مجموعة من السرقات المتتالية شعرت مدبرة السكن والتي تدعى هوبارد بالقلق والتوتر، وقد كانت السيدة هوبارد لها شقيقة تدعى ليمون، وهي من الشخصيات التي لها علاقات مع الكثير من الأشخاص، ومن ضمنهم كان محقق مشهور في الجرائم ويدعى بوارو، وهنا طلبت منه ليمون القدوم من أجل الكشف عن السر خلف هذه السرقات.
وعند وصول المحقق أول ما بدأ به هو تهديد جميع الطلاب أنه سوف يقوم باستدعاء عناصر الشرطة، وهنا اعترفت فتاة تدعى سيليا اوستون، وهي إحدى المقيمات في السكن أنها هي من قامت بسرقة جزء من المسروقات، لكنها أنكرت قيامها بالسرقات الباقية، بما فيها سرقة السماعة الطبية والمصابيح ومسحوق البوريك وحقيبة الظهر، وأقرت أنها قامت بذلك من أجل جذب اهتمام طالب يدعى كولين ماكناب، وهو كذلك من المقيمين في السكن، والذي بدوره كان يقوم بدراسة تخصص علم النفس، وفي صباح اليوم التالي يتم العثور على سيليا متوفية نتيجة تناولها جرعة زائدة من مادة المورفين، وهنا اكتشفت عناصر الشرطة والمحقق أن وفاتها كانت نتيجة حدوث جريمة قتل.
وهنا انضم إلى التحقيق في الجريمة أحد المفتشين والذي يدعى جاب، وأول ما توصل إليه هو حل لغز سرقة السماعة الطبية خلال قيامه باستجواب المقيمين في السكن، حيث من خلال الاستجواب اعترف شاب يدعى نيجل أنه هو من قام بسرقة السماعة؛ وذلك من أجل أن يتظاهر بأنه طبيب، إذ كان يقوم بسرقة طرود من مادة المورفين من إحدى الصيدليات التابعة لإحدى المستشفيات، فقد كان يحتاجها كجزء من أبحاثه حول المواد السامة القاتلة.
وهنا أكد أنه قام بوضح السموم في مكان آمن للغاية، وقد بدأ المحقق بالتوجه نحو البحث حول سارق خاتم الألماس، والذي كان قد ظهر بشكل مفاجئ في طبق الحساء الخاص بفتاة تدعى فاليري، ولكن اكتشف في وقت لاحق أن الخاتم الذي تم العثور عليه لم يكن مصنوع من الألماس، وهنا يوجه المحقق أصابع الاتهام إلى فاليري بسرقة الخاتم؛ وذلك لأنها كانت الوحيدة التي كان بإمكانها استبداله بخاتم آخر مزور ووضعه في صحن الحساء الخاص بها، وهذا ما قاد فاليري إلى الاعتراف بسرقة الخاتم، وأوضحت أنه ما دفعها لذلك هو حاجتها الملحة للمال.
وفي ذلك الوقت يبدأ يظهر الانزعاج والتوتر والقلق الشديد على السيدة نيكولاس وهي من كانت مالكة للسكن، ثم بعد ذلك بفترة قصيرة جداً يتم العثور عليها مقتولة بواسطة السم، ومن هنا بدأ المحقق يركز على الثقب الذي تم إحداثه واختلاقه في حقيبة الظهر، ويدرس بجلّ الاهتمام التصميم الذي صنعت به الحقيبة، ليكتشف إمكانية أن الثقب المحدث كانت الغاية منه إخفاء شيء ما في الحقيبة، وهنا اقترح على عناصر الشرطة أن هذه الحقيبة من المحتمل أنه تم استخدامها في عملية تهريب دولية، حيث يتم بيعها لطلاب أبرياء وبدون علمهم يتم نقل الممنوعات والأحجار الكريمة بواسطتها، وقد كانت السيدة نيكولاس جزء من هذه المنظمة والعصابة الإجرامية، لكنها لم تكن في الأصل العقل المدبر لها.
وفي تلك الأثناء قامت فتاة تدعى لاين بالاعتراف إلى نيجل بأنها هي بذاتها من قامت بسرقة مادة المورفين واستبدلتها بمادة بيكربونات الصوديوم، لكن القارورة التي تحتوي على مادة بيكربونات الصوديوم قد اختفت من درجها، وهنا قاما الاثنان بالبحث عنها، وخلال البحث تسأل لاين نيجل عن سبب خلافه مع أبيه، ليرد عليها نيجل أنه قرر مقاطعة أبيه بعد أن اكتشف أنه هو من قام بتسميم والدته، وعلى إثر ذلك قرر تغيير اسمه وهذا هو السبب خلف حمله لجوازي سفر، ولم تمر دقائق قليلة حتى ذهب نيجل إلى المفتش وأخبره عن اختفاء المورفين.
وبينما هو يجلس ويتحدث مع المفتش، اتصلت به لاين وأخبرته أنها اكتشفت شيئاً مهم جداً، وحين وصل كل من المفتش ونيجل إلى السكن، تم العثور على لاين متوفية، وهنا اعترف شاب يدعى اكيمبو وهو أحد الطلاب المقيمين في السكن بأنه هو من قام بسرقة مادة البيكربونات من لاين؛ وذلك بسبب آلام معدة كان يعاني منها، لكن حينما قام بمعاينة الزجاجة اكتشف أنها تحتوي على مسحوق البوريك، وليس على البيكربونات وهذا يعني أنه حينما قامت لاين بسرقة مادة المورفين من نيجل، كان بالفعل قد تم استبدال المورفين بمسحوق البوريك من قبل.
وهنا شك المحقق في أن فاليري متورطة في عمليات التهريب، وحين قامت عناصر الشرطة بتفتيش محلها اثبتت التهمة عليها، كما اكتشف المحقق أن نيجل هو القاتل، حيث عزم على قتل سيليا؛ وذلك جراء أنها كانت تعلم بخصوص هويته المزدوجة، كما كانت تعلم كذلك أن فاليري تسافر من خلال استخدامها إلى جواز سفر مزور، وأقدم على قتل السيدة نيكولاس خشية من أن تعترف بكل شيء حول عملية التهريب بسبب الضغوطات التي كانت تتم عليها، وعزم على قتل لاين لأنها همت بالاتصال بوالده وإبلاغه بما يحدث في السكن؛ وذلك في أمل منها أن تتم بينه وبين ابنه مصالحة.
وأخيراً توصل المحقق إلى أن فاليري هي شريكة في كافة الجرائم وفي جميع عمليات التهريب، وهي بذاتها من قامت بإجراء الاتصال بمركز الشرطة حينما ذهب نيجل من أجل مقابلة المفتش بخصوص مادة المورفين مدعية أنها لاين، وهذا كله لتوفير دليل غياب واضح لنيجل عن مسرح الجريمة، وفي النهاية قام المحقق بإجراء مجموعة من المحادثات مع محامي والد نيجل، وهنا اعترف المحامي بأن من قام بتسميم والدة نيجل هو نيجل بذاته وليس والده، وحينما اكتشف والده بذلك الأمر أجبره على كتابة اعتراف بخط يده بما فعله وتركه لدى المحامي؛ وذلك حتى يقوم المحامي بتقديمه لعناصر الشرطة في حالة ارتكاب ابنه لأيّ جريمة أخرى.