تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول إحدى الجزر النائية التي كان يقوم أحد الأطباء المهاجرين من إنجلترا منذ زمن بعيد بإجراء باستنساخ حيوانات هجينة، وقد تم العمل على نشرها سنة 1896م.
الشخصيات
- السيد إدوارد بريندك
- السيد مونتجومري
- الدكتور مورو
- الخادم ميلنغ
- زعيم الحيوانات الهجينة ساير
جزيرة الدكتور مورو
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في جزر المحيط الهادئ، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى الجزر كان يقيم هناك رجل يدعى إدوارد برينديك، وهو من أصول بريطانية وعلى مستوى عالي من التعليم، وقد وصل إلى هناك بسبب غرق السفينة التي كان يعتليها في المناطق الجنوبية من المحيط، وتم إنقاذه من قِبل إحدى السفن، والتي تشتهر باسم عرق الذهب حينما كانت عابرة من هناك، وعلى متن تلك السفينة كان هناك رجل يدعى مونتجومري، وهو من ساعد في إحياءه من جديد، كما التقى إدوارد مع رجل وحشي وبشع يدعى ميلنغ والذي يبدو أنه خادم مونتجومري.
وقد كانت تلك السفينة تقوم بنقل أعداد من الحيوانات، وعندما اقتربت السفينة من الجزيرة التي هي حددها مونتجومري، طلب القبطان من إدوارد مغادرة السفينة مع السيد مونتجومري، وفي تلك الأثناء أعرب مونتجومري أنه لا يمكنه استضافة إدوارد في الجزيرة، وعلى الرغم من ذلك ترك القبطان إدوارد في قارب وأبحر بعيدًا، وهنا رأى مونتجومري أن القبطان قد تخلى عن إدوارد فأشفق عليه وأخذه معه، ونظرًا لأن السفن كانت نادرًا ما تمر بالجزيرة، تم إيواء إدوارد في غرفة خارجية بأحد المجمعات المغلقة.
وقد كانت تلك الجزيرة هي من الجزر التي تعود ملكيتها إلى أحد الأطباء والذي يدعى مورو، وأول ما وصل إدوارد إلى تلك الجزيرة تذكر أنه سمع في يوم من الأيام عن الطبيب، إذ كان فيزيولوجيًا بارزًا في لندن وباستمرار كان يتم الكشف عن تجاربه المروعة في تشريح الكائنات الحية، وأنه هرب من بريطانيا بسبب الضغوطات التي واجهها.
وفي صباح اليوم التالي بدأ الفيزيولوجي العمل على إحدى الحيوانات من فصيلة البوم، وحينما سمع إدوارد أن الفيزيولوجي يجري تجربة مؤلمة على الحيوان بدأت الصرخات المؤلمة تدفع إدوارد للتوجه نحو الغابة، وأثناء تجواله صادف إدوارد مجموعة من الأشخاص الذين يبدون للوهلة الأولى وكأنهم بشر، ولكن حين تمعّن بهم اكتشف أنه هناك شبه كبير بينهم وبين الخنازير، وفي تلك اللحظة فكر أنه من الأفضل أن يعود إلى غرفته الزجاجية، إلا أنه شك أن هناك أحد ما يتبعه في الغابة، فشعر بالفزع وهرب ولكن من يتبعه لم يتركه وشأنه وأخذ بمطاردته.
وفي لحظة ما تمكن إدوارد من صعقه بحجر حينها لاحظ أن المطارد هو عبارة عن هجين وحشي من الإنسان والحيوان، وأول ما وصل إدوارد إلى الغرفة الزجاجية سأل مونتجومري عن الأمر، ولكن مونتجومري رفض فتح الموضوع معه، وبعد الفشل في الحصول على تفسير، استسلم إدوارد أخيرًا وخلد إلى النوم.
وفي الصباح استيقظ إدوارد وما حدث في الليلة الماضية ما زال حياً في ذهنه، وهنا توجه على الفور إلى مكان المختبر الذي يجري به الطبيب تجاربه، وأول ما وصل وجد جثة بشرية ملقاه وضمادات على الطاولة، وفي تلك اللحظة خرج الطبيب غاضبًا من المختبر، فاعتقد إدوارد أن الفيزيولوجي كان يقوم بتشريح البشر، وأن هذا سوف يكون موضوع الاختبار التالي، ومن المختبر توجه إدوارد إلى الغابة حيث يلتقي برجل على هيئة قرد، وهذا القرد يأخذه بيده إلى مستعمرة فيها كائنات نصفها بشرية ونصفها حيوانية مماثلة، وزعيم تلك الكائنات هو مخلوق رمادي كبير غير محدد يدعى ساير، وهذا الزعيم قام بوضع قانون مسبق للمستعمرة يتضمن تحريم السلوك الوحشي والثناء باستمرار على الفيزيولوجي.
وفي تلك الأثناء وبشكل مفاجئ اقتحم الطبيب المستعمرة بحثًا عن إدوارد، لكن إدوارد هرب باتجاه الغابة، وأثناء هروبه فكر في أنه يتجه نحو المحيط ويقوم بإغراق نفسه خشية أن يقوم الطبيب بإجراء تجربة عليه، ولكن حينما لحق به مورو أخبره أنه يقوم بإجراء الأبحاث والتجارب على المخلوقات التي يطلق عليها قوم الحيوانات، أي أنها لم تكن بشرًا في الأصل بل كانت حيوانات، وهنا عاد إدوارد مع الطبيب إلى الغرفة الزجاجية وهناك وضح له الطبيب أنه جاء إلى الجزيرة منذ أحد عشر عامًا وكان يسعى جاهدًا لإجراء تحول كامل من حيوان إلى إنسان.
وأشار إلى أنه كلما اقترب من إكمال مهمته، فإن رعاياه تتكون لديهم قدرة على العودة إلى شكل وسلوك الحيوانات، وقد اعتبر الطبيب أن الألم الذي يسببه لتلك الفصيلة من الحيوانات له تأثير جانبي ضئيل ولا مفر منه بتجاربه العلمية، كما ذكر كذلك أن ذلك النوع من الألم هو غريزة حيوانية لا يمكن للإنسان أن يمتلكها، وفي تلك اللحظة قام بقطع فخذه بسكين من دون أي رد فعل واضح، لإثبات وجهة نظره بشكل أكبر.
ومع مرور الأيام عثر إدوارد ومونتجومري أرنبًا نصف مأكول، ونظرًا لأن أكل اللحم وتذوق الدم من المحظورات القوية حسب القوانين في المستعمرة، حينها أخبرا الطبيب بذلك، وعلى إثر ذلك قام الطبيب بدعوة مجموعة من البشر الحيوانات وحدد أن هناك ليوبارد مان وهو ذات الشخصية الذي قام بمطاردة إدوارد في السابق وتم اعتباره أنه هو المتجاوز للقوانين، وعلى الرغم من أنه تم الإمساك به وإعادته إلى مجمع الطبيب لإجراء المزيد من جلسات التشريح عليه، إلا أنه تمكن من الهرب، ولكن بعدها تمت محاصرته بين بعض الشجيرات والإمساك به.
ولكن في تلك الأثناء أشفق عليه إدوارد وقام بإطلاق النار عليه لتجنبه المزيد من المعاناة، إذ اعتقد إدوارد أنه ليس هو المسؤول الوحيد عن وفاة الأرانب، إذ أن الضبع الخنازير كان كذلك هو ثاني أخطر رجل وحش على الجزيرة، وهنا شعر الطبيب بالغضب من فعل إدوارد وقتل قاتل الأرانب، ولكن لا يمكنه فعل أي شيء حيال الموقف.
ومع مرور الوقت اعتاد إدوارد على بشاعة منظر البشر الحيوانات، وذات يوم مزقت سيدة من فصيلة بومه وهي ما كانت نصف مكتملة من قيودها وهربت من المختبر، وعلى الفور لاحقها الطبيب، لكن انتهى بينهما الأمر إلى شجار، مما أدى إلى وفاة كليهما، وحينما سمع مونتجومري بذلك انهار بينما إدوارد قرر مغادرة الجزيرة، وأثناء لملمته لأغراضه سمع ضجة في الخارج وقد كانت شجار بين كل من مونتجومري وخادمه ميلنج والزعيم ساير مع قوم الحيوانات، وعلى إثر تلك المشاجرة توفوا جميعهم، وفي الوقت ذاته احترق المركب لأن إدوارد قام بطرق المصباح عن طريق الخطأ، وحينها أدرك إدوارد أن مونتجومري قد دمر كذلك القوارب الوحيدة في الجزيرة أثناء الليلة السابقة.
وهذا الأمر اضطر إدوارد للتعايش مع أقوام الحيوانات على الجزيرة لعدة أشهر، ومع مرور الوقت عادت أقوام الحيوانات إلى غرائزهم الحيوانية الأصلية، وبدأوا في اصطياد أرانب الجزيرة، والعودة إلى السير على أربع أقدام، كما توقفوا عن اتباع تعليمات إدوارد، وفي نهاية المطاف تم قتل الضبع رفيق إدوارد المخلص.
وأخيراً من حسن حظ إدوارد انجرف قارب باتجاهه يحمل جثتين إلى الشاطئ فاستخدم إدوار القارب لمغادرة الجزيرة ووصل إلى مدينته بعد ثلاثة أيام، وحينما سرد قصة ما حدث معه اعتقد الجميع أنه مجنون، وهذا ما دفع به إلى التظاهر بفقدان الذاكرة، لحين مغادرته لمدينة لندن واستقر في شبه عزلة في الريف، وكرس نفسه للكيمياء وعلم الفلك في الدراسات التي وجد فيها بعض السلام.
العبرة من الرواية هي أنه مهما حاول الإنسان إجراء تجارب واختبارات على أسس غير صحيحة ومنطقية، لا بد أن يأتي ذلك اليوم وتفشل به كافة تلك التجارب، إذ أن أصل الشيء هو من يغلب في النهاية.