تُعتبر هذه الرواية من روائع الأدب الصادرة عن الأديب دنيس ليهان، وقد تم التطرق من خلال محتوى الرواية للحديث حول مهمة تحقيق في إحدى المنشآت الخاصة بالطب النفسي حول اختفاء مريضة، وقد تم إسناد تلك المهمة إلى إحدى الشخصيات المهمة والبارزة والذي انتهى به الأمر إلى الشك في كل شيء من حوله حتى عقله.
رواية جزيرة شاتر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في منتصف القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام تم إسناد مهمة إلى شخص يدعى تيدي، كان يعمل كمشير وبجانبه شريك يدعى تشاك، وذلك الشريك جديد في تلك المهنة، وقد كانت تلك المهمة ضمن أحد المستشفيات الخاصة بالأمراض العقلية والنفسية والذي يعرف باسم مستشفى أشكليف يقع في إحدى الجزر المعروفة بأنها من الجزر المعزولة عن العالم الخارجي، وهذ الجزيرة تقع بالقرب من ميناء بسطن.
ومن يلجأ إلى تلك الجزيرة هم الغالبية العظمى من المتهمين جنائيًا؛ والهدف من تلك المهمة هو إجراء تحقيق في إحدى القضايا التي كانت تتعلق بحادثة اختفاء سيدة تدعى راشيل، حيث أن تلك السيدة تم سجنها بسبب حادثة غرق حدثت لأطفالها الثلاثة، وقد تم اتهامها بأنها هي من قامت بغرق أطفالها، وكل ما أمام هاذان المشيران هو دليل واحد فقط، وهو وجود ملاحظة مشفرة تم العثور عليها في تلك الغرفة التي كانت تقيم بها راشيل، ولكن الأمر الغامض في الموضوع هو أن تلك الملاحظة غير واضحة.
وفي ذلك الوقت حينما وصل المشير وشريكه إلى الجزيرة في البداية ضربت تلك الجزيرة عاصفة قوية جداً، وهذا الأمر قد تسبب في بقائهم لعدة أيام منتظرين عودتهم إلى البر الرئيسي، وخلال تلك الأيام قام المشير بإجراء بعض التحريات والتحقيقات إلى جانب عدد من من طاقم التحقيق الموكلين في الأمر، وأول ما وصلوا إلى المستشفى طالبوا بأن يتم تسليمهم السجلات، إلا أن رفض من يدعى الطبيب جون وهو المسؤول الرئيسي عن معاملات المستشفى أن يقوم بتسليم ذلك السجل لهم، وفي تلك الأثناء وصلت إليهم معلومة تفيد بأن هناك طبيب يدعى ليستر كان متواجد في الجزيرة منذ مغادرته لها وقد اختفى تماماً، ومن هنا بدأت الشكوك تثور بداخل المشير.
وبعد العديد من المحاولات مع مسؤول المستشفى تم منح طاقم التحقيق إذن الدخول إلى المستشفى والتفتيش في سجلاته، وأثناء ذلك قام تيدي بإجراء مقابلة مع إحدى المريضات، وتلك المريضة قامت بكتابة كلمة اهرب بشكل سري دون أن يشاهدها أحد في مفكرته الخاصة، وبينما كان المشير تيدي متواجد داخل إطار المستشفى أصيب بصداع شديد، وقد كان ذلك الصداع من ما يعرف بالصداع النصفي؛ وقد كان السبب خلف ذلك الصداع هو أجواء المستشفى غير المطمئنة بالنسبة إليه، ومنذ تلك اللحظة وبدأ بمشاهدة رؤى حول أنه شخص متورط في عدد من الأعمال الانتقامية والجرمية، كما بدأت تنتابه كم من الأحلام المزعجة حول زوجته التي تدعى دو لوريس، والتي كانت في الحقيقة تم قتلها في حريق.
وفي ذلك الوقت وأثناء التحقيقات الجارية عثر المشير تيدي على راشيل، إذ أنها عادت إلى الظهور مجدداً بعد أن اختفت لفترة، ولم يكن هناك أي تفسير إلى اختفائها الغامض في بعض الأحيان، وأول ما شاهدها حصل له حالة من الارتباك، وهذا ما دفع به إلى التوجه إلى نزيل آخر في المستشفى يدعى جورج، وهذا المريض كان موجود في الحبس الانفرادي، وخلال لقائه مع ذلك المريض أخبره أن هناك العديد من التجارب الغريبة التي يقوم بها الأطباء على المرضى، وأن تلك التجارب مشكوك بأمرها.
وفي تلك الأثناء قام ذلك المريض بالإشارة إلى المشير أنه يتم في الكثير من الأحيان نقل المرضى إلى مكان يعرف بالمنارة؛ وذلك من أجل أن تم تجميدهم، كما قام المريض بتحذير المشير بأنه هناك عدد من الأشخاص ومن ضمنهم شريكته التي تدعى الطبيبة أولاي يقومون بحبك خطة محكمة مصممة خصيصاً من أجله، ثم بعد ذلك سرعان ما يقوم تيدي بعقد اجتماع بينه وبين الطبيبة أولاي، وفي ذلك الاجتماع صممت على التحقق من المنارة في البداية، وقد كانت منطقة المنارة تلك تفصلها عن الجزيرة والمستشفى بعض المنحدرات، كما أصرت الطبيبة أن يقوم المشير بمرافقتها في تلك الرحلة.
وفي الوقت الذي بدأ به المشير بتسلق المنحدرات في المنارة عثر على قبو، وفي ذلك القبو وجد سيدة مختبئة تدعي أنها راشيل الحقيقية، كما أشارت إلى أنها طبيبة في مجال الطب النفسي وتعمل في أحد المستشفيات، كما أنه في يوم من الأيام اكتشفت تلك التجارب التي كان يتم أجراؤها على الأدوية والتي اتضح أنها لها تأثير عكسي في تلك المحاولات التي أجريت من أجل تطوير تقنيات التحكم بالعقل.
وحينما اكتشف ذلك الأمر حاولت إبلاغ السلطات حول تلك النتائج التي توصلت إليها، إلا أنها قبل ذلك تم اجبارها باستخدام القوة من أجل أن تعيش كمريضة في تلك الجزيرة، وهنا سرعان ما عاد المشير إلى المستشفى؛ وذلك من أجل التحقيق من ذلك الأمر، ولكنه لم يعثر على أي شيء يدل على صحة كلامها، ومع ذلك كان المشير متأكد من أن أولاي قامت بأخذه إلى المنارة عن عمد، وهنا حينما واجهها المشير بالأمر أوضحت أولاي أن المشير في الحقيقة ما هو سوى شخص يدعى أندرو، وهو من أخطر المريضين الموجودين في ذلك المستشفى، وقد تم سجنه لأنه قام في السابق بقتل زوجته السيدة دو لوريس؛ وذلك بعد أن قامت بإغراق أطفالها وهم كل من إدوارد تيدي وراشيل تيدي.
وحينما علم المشير أصيب بصدمة نفسية كبيرة، وما كان قد زاد من صدمة المشير أن تلك الطفلة التي كانت في الكثير من الأحيان تراوده في أحلامه هي ابنته التي تدعى راشيل، ومن هنا أغمي على المشير وبعد أن أفاق من غيبوبته وجد نفسه في المستشفى تحت إشراف الطبيب كاوليز، وحينها تم استجوابه قال الحقيقة بطريقة جيدة ومتماسكة ترضي الأطباء، وقد كان ذلك الأمر دليل جيد على التقدم في العلاج.
ولكن سرعان ما تراجع المشير عن كل كلمة تفوه بها وحذر الأطباء من أنها سوف تكون فرصتهم الأخيرة من أن يخلصوه من ذلك العذاب، ومع مرور الوقت طلب المشير من الطبيب مغادرة الجزيرة، وهذا الأمر قد دل على أن المشير تراجعت حالته النفسية من جديد، وعاد إلى الوهم مرة أخرى، وفي النهاية أخبره الطبيب من أجل أن يسمح له بمغادرة الجزيرة أنه يريد أن يعرف فيما إذا كان شخصيته متوحشة أم صالحة، وقد تم اقتياده أخيراً إلى المنارة وتترك نهاية القصة في حالة غموض كبيرة حول نهاية المشير.