تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هربرت جورج ويلز، وتم العمل على نشرها عام 1918م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول قضية وصاية أحدثت صراع بين طرفين على أطفال توفيا والديهما، كما تضمنت الحديث حول أنظمة التعليم المختلفة في إنجلترا.
الشخصيات
- بيتر
- جوان
- السيد آرثر
- السيدة دوللي
- أوزوالد سيدنهام
- فيليس
- فيبي
- المحامي السيد سيكامور
- السيدة شارلوت
- بايبوس
- السيدة موكستون
رواية جوان وبيتر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في التسعينات من القرن الثامن عشر، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك شاب يدعى بيتر أراد أن يسرد قصة حياته ويدونها في كتاب، فأشار إلى أنه حينما ولد كان يعيش مع عائلته في إحدى المدن البريطانية، كان والد بيتر ويدعى السيد آرثر هو الوريث الوحيد لإحدى العائلات الثرية التي تمتلك مصانع وشركات عدة في المناطق الغربية من البلاد.
أما والدته وتدعى السيدة دوللي فهي ابنة قس ينحدر من عائلة ميسورة الحال، كانت ميالة بفكرها إلى حركة الفنون والحرف، وتعرفت على السيد آرثر في أحد الأيام حينما كانت تتلقى تعليمها الجامعي في الكلية الملكية للعلوم في واحدة من الجامعات في مدينة هكسلي، وأول ما قابلت دوللي السيد آرثر وقعت بحبه من اليوم الأول، لدى السيد آرثر شقيقتان لديهما أفكار متقدمة وهن الأولى تدعى فيليس والثانية تدعى فيبي، بالإضافة إلى أنهن من الزائرين المنتظمين لمنزل السيد آرثر.
وقبل أن تتعرف دوللي على آرثر كان يكمن بداخلها مشاعر حب عميقة وقوية تجاه ابن عمها الذي انضم إلى البحرية ويدعى أوزوالد سيدنهام، والذي كان في تلك الفترة قبل أن تلتقي دوللي بآرثر قد تشوه وجهه بشكل كبير جراء تعرضه لإصابة أثناء مشاركته في واحدة من الحروب، حيث أنه كان يكرس حياته المهنية في السعي بتوسيع الإمبراطورية البريطانية في الدول الإفريقية، وهذا ما جعلها تفكر جلياً بآرثر، ولكن ما حدث في يوم من الأيام هو أن تفكير آرثر الحر إلى حد كبير جعله غير مخلص لدوللي، وهذا الأمر جعل دوللي تتراجع في حبها لآرثر وتجدد علاقتها مع أوزوالد.
وفي يوم من الأيام من خلال تبادل الرسائل بينها وبين أوزوالد طلب منها أن تأتي إلى الدولة الإفريقية التي يقيم بها وتتحدى التقاليد ويتزوجان هناك ولكنها رفضت ذلك، سافر إليها وحاول معها مرات عدة إلا أنها أصرت على قراراها، وهنا عاد أوزوالد وهو يعتريه الحزن إلى إفريقيا، وفي ذلك الوقت أصبحت دوللي لا تعرف ما تفعل، حيث أن عودتها لاستئناف حبها مع آرثر كان كذلك سوف يتسبب لها بعواقب مأساوية بسبب تفكيره الحر، وذات يوم التقت مع آرثر واتفقت معه على رحلة تهدف إلى الاحتفال بالتغلب على خلافاتهما، ولكن ما حدث في تلك الرحلة هو أنه تعارك آرثر مع رجل ملاح وهوا بهما وحاول إغراقهما في نهر كابري.
وبعد أن نجيا من حادثة الغرق تلك قررا الزواج على الفور، ومع مرور الوقت أنجبا أول طفل لهما وهو ما أطلقا عليه اسم بطرس وتتم مناداته ببيتر، ولكن بسبب ميول آرثر الفكرية عيّن كل من دوللي وآرثر أوزوالد وصيًا على ابنهما؛ خشية أن يفقدا حياتهما في يوم من الأيام، ولكن آرثر كان يشعر بأن هناك شيء من الحب بين زوجته وأوزوالد؛ وبسبب ذلك قرر بعد فترة قصيرة من وصية أوزوالد على ابنه قرر أن يغير رأيه ويحل محله ثلاثة أوصياء آخرين وهم كل من العمات فيبي وفيليس وإلى جانبهم ليدي تدعى شارلوت.
وقد كان يعتقد آرثر أن الليدي شارلوت امرأة محترمة ومقبولة، وذات يوم رغبا آرثر ودولي في تكرار الرحلة السابقة بالقارب، وأول ما قاما بتلك الرحلة التقيا مرة أخرى مع ذلك الملاح، والذي ما زال حاقد على آرثر، وفي اليوم التالي وصلت أخبار أن آرثر ودوللي توفيا بحادثة غرق، وبعد أيام قليلة أرسل محامي الأسرة ويدعى السيد سيكامور رسالة إلى أوزوالد أخبره فيها أنه بسبب نقص المعلومات تم التعميم والتصريح بأن دوللي غرقت قبل آرثر، وينتج عن هذا الخبر معركة ممتدة بين السيدات وأوزوالد حول الوصاية؛ وذلك لأن توفي دوللي قبل يعني أن وصاية آرثر هي التي يجب أن تطبق حول تعليم ابنهما والذي يدعى بيتر وفتاة تدعى جوان وهي ما كانت ابنة شقيق دوللي والموكلة أمرها إليهما.
وفي تلك الأثناء كانت كل من فيبي وفيليس غريبات الأطوار، إذ كرسن حياتهن لحماية حقوق المرأة، ومن هذا المنطلق سعين لتولي الوصاية، وبالفعل حصلن عليها، ولكن كانت معهن السيدة شارلوت وهي ما تبينت حقيقتها أنها واحدة من هؤلاء السيدات الجهلة اللواتي يتميزن بالقسوة ومن فعلن الكثير ليمقتن قيمهن، وخططت لتعميد جوان وبيتر، ثم خططت لإخراج الأطفال من المدارس الملتحقين بها؛ وذلك حسب معتقداتها من أجل تثقيفهم بشكل أكثر تقليدية، وبمساعدة محاميها قامت السيدة شارلوت بخطف الأطفال.
إذ تم وضع بيتر في مدرسة الطبقة العليا الإعدادية، بالقرب من إحدى القلاع والتي تعرف باسم قلعة وندسور، بينما جوان فقد وجدت نفسها تحت رحمة سيدة تدعى بايبوس، وهي شقيقة خادمة السيدة شارلوت، وفي تلك المدرسة تعرض بيتر للتنمر وسوء المعاملة من قبل زملائه الطلاب والمعلمين على حد سواء، وفي إحدى المرات على إثر معاقبته ظلماً هرب من المدرسة، وحينها كانت جوان مريضة بالحصبة، وفي ذات الوقت عاد أوزوالد إلى إنجلترا بعد تدهور حالته الصحية، وقد كان مصممًا على تكريس نفسه للتعليم.
وطوال تلك الفترة كان يتم إجراء العديد من التحقيقات والتحريات حول وفاة آرثر ودوللي، وحينما تم التوصل إلى أن دوللي توفيت بعد زوجها آرثر انتهت معركة السيطرة على تعليم الأطفال، إذ أن أوزوالد أصبح الوصي الوحيد على جوان وبيتر وتعهد بإيجاد أفضل تعليم ممكن لهما، ولكنه شعر بخيبة أمل عندما علم أنه لا توجد مدارس تتكيف مع احتياجات الوقت، في النهاية قرر إرسال بيتر إلى مدرسة وايت كورت وجوان إلى مدرسة هايمورتون، وفي وقت لاحق حضر بيتر إلى مدينة كاكستون، كما أن أوزوالد انتقل إلى منزل في مدينة بيلهام فورد من أجل أن يكون قريب من الأطفال وأحضر سيدة تدعى السيدة موكستون للاهتمام بالمنزل.
ومع مرور الوقت أصبح كل من بيتر وجوان في مرحلة المراهقة وكبرا كأخ وأخت، على الرغم من أنهما كانا في الواقع على خلاف مستمر وعميق مع بعضهم البعض حول أصدقائهما، ولكن حينما علمت جوان بالصدفة من خلال إحدى صديقاتها وعمتها فيليس أن ليس لعائلتها علاقة قوية تربطها بعائلة بيتر، ويوماً بعد يوم بدأت تنشأ مشاعر وأحاسيس داخل كل منهما تجاه الآخر إلى أن أصبحا طالبان في جامعة كامبريدج.
وفي النهاية اشتعلت الحرب العظمى وجميع الرجال جندوا في الجيش، وأصيب أوزوالد بتلك الحرب؛ وانضم بيتر إلى سلاح الطيران الملكي، وبعد أن أصيب وتعافى أصبح أكثر استنارة بشأن الحياة، وأثناء عودته إلى إنجلترا أخبرته جوان أنها تحبه وتزوجا، وبدأ بيتر يتطلع إلى المستقبل وتأمين حياة كريمة لهما.
العبرة من الرواية هي أن هناك الكثير من الأشخاص التي تكون ثقتنا بهم ليست في محلّها أبداً، ولذلك يجب الحذر وعدم وضع الثقة على الفور بأي شخص نقيم معه علاقة.