تُعتبر المؤلفة والأديبة جاين أوستن وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، من أهم وأبرز الكُتاب الذي اشتهروا حول العالم، حيث بقيت مؤلفاتهم من الكتب التي يتم الرجوع إليها حتى يومنا هذا، وتُعد روايتها حديقة مانسفيلد التي تمت كتابتها في كوخ شاوتون من الروايات التي شاع صيتها فور نشرها، إذ أمضت أوستن عاماً كاملاً في كتابتها، ثم بعد ذلك تم العمل على إصدار الجزء الأول من الرواية في سنة 1814م وتم العمل على الجزء الثاني سنة 1816م، وقد كانت الرواية الثالثة لجاين أوستن، وتم تصنيفها كملحمة أخلاقية استثنائية.
رواية حديقة مانسفيلد
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية بقالب حركي حول زواج ثلاثة فتيات، الفتاة الأولى كانت تدعى بيرترام حيث تزوجت من أحد الرجال الأثرياء ويدعى توماس برترام، بينما الأخت الثانية وتدعى نوريس تزوجت من أحد الرجال المتطوعين في الدين، وقد تمكنوا من الحصول على الحرية الكاملة في العيش بأحد المنازل التابعة في ذلك الوقت إلى أحد الكهنة والقسيسين المحليين، وقد كان ذلك عن طريق السيد توماس.
وقد كان ذلك الأمر ساهم بدرجة كبيرة للعيش في ذلك المنزل بكل أريحيه ولم يكن هناك أي نوع من الأنواع البذخ، أمّا الشقيقة الثالثة والتي تدعى برايس فقد تم زواجها من أحد الضباط الذين يعملون في المجال البحري، وفي أحد الأيام وبينما الضابط البحري كان يقوم بمهمة موكوله إليه تعرض لإصابة في جسده، مما اضطره إلى التقاعد من عمله مع راتب ضئيل جداً، ومنا هنا بدأت حياتهم بالاختصار في جميع المتطلبات، حيث أن المعاش لم يكن يكفي لإطعام عائلة مكونة من تسعة أطفال، لكن نوريس لم تجعل هذا الفقر يظهر عليها نهائياً، إذ كانت على الدوام تظهر بمظهر لائق وجميل.
وفي ذلك الوقت اقترحت عليها أختها بيرترام أن تقوم بأخذ أحد من أطفالها لتربيه وتعتني به وتقدم له كامل الرعاية والاهتمام في مانسفيلد، وقد وقع الاختيار على الفتاة الأكبر في العائلة التي تعرف باسم فاني، وقد كانت بطلة الرواية وتبلغ من العمر عشرة سنوات.
تم إرسال فاني للمكوث مع أقاربها في مانسفيلد، حيث هناك حياة مختلفة تماماً، حيث الثراء والرفاهية الكاملة، لكن لم تشعر فاني بالراحة والاستقرار التي كانت تحلم بها، إذ كانت العمة نوريس الحيوية، والتي كانت أول شخص اقترح وبشدة أن يتم جلب فاني إلى المنزل للعيش معهم، أصبحت مع مرور الوقت أقل اهتماماً ورعايةً بفاني، فلا تقدم أي شيء لفاني سوى أنها على الدوام تشير إلى المتاعب التي سببتها لها فاني، وعلى الرغم من أن فاني في تعاني من أمراض إلّا أن العمة تبقى ترفض القيام بوضع المدفأة في غرفتها، كبرت فاني وترعرعت في ذلك البيت، لكنها كانت تشعر على الدوام أنها شخصية غير مرغوب فيها.