رواية حكاية آرثر غوردن من بيم من نانتاكيت

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه القصة من روائع الأدب التي صدرت عن الأديب إدغار آلان بو، وقد تناول من خلال القصة مغامرة حقيقية حدثت مع أحد الأشخاص في يوم من الأيام، وقد رغب في تدوينها ونشرها.

رواية حكاية آرثر غوردن من بيم من نانتاكيت

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شاب يدعى بيم، حيث أن ذلك الشاب رغب في يوم من الأيام أن يقوم بتدوين وتوثيق قصة حياته في كتاب ويقوم بنشره، وأول ما بدأ في مقدمة الكتاب هو الإشارة إلى أنه نشأ وترعرع في إحدى الجزر التي تشتهر باسم جزيرة نانتاكيت، وحينما أصبح في مرحلة الشباب توجه لتلقي تعليمه في إحدى المدارس الواقعة في مدينة نيو بيدفورد، وفي تلك المدينة التقى بأكثر شاب أصبح من أقرب أصدقائه ويدعى أغسطس بارنارد وهو ابن لرجل يعمل كقبطان، وهذا ما جعل أغسطس يزرع حب وعشق البحر داخل بيم، وقد كانا يقضان جل أوقاتهم في الإبحار.

وفي ليلة من الليالي كانا قد شربا كمية كبيرة من الكحول وعزما على الإبحار في المركب الذي يملكه بيم، وقد كان من المراكب الشراعية، إلا أنه ما حدث معهما أنهما كادا أن يشرفان على الموت؛ وذلك جراء عاصفة قوية، ولكن من حسن حظهم أنه تم إنقاذهما من قِبل إحدى السفن المخصصة لصيد الحيتان وتشتهر باسم بينجوين، وحينما عادا إلى المدينة قررا أن يبقيا الأمر سرًا فيما بينهم.

ولكن على الرغم من تلك الحادثة التي حصلت معهم، لم يمنع ذلك الأمر بيم عن الاستمرار في إشباع هواياته في الذهاب إلى البحر، بل ما فعلته تلك الحادثة هي أنها زادت من تشوقه أكثر لحياة البحر، وما هيج الأمر بداخله هي تلك الأحاديث والقصص التي كان يسردها صديقه أغسطس على مسامعه حول حياة البحر، وفي أحد الأيام أخبر أغسطس صديقه بيم أن والده والذي يدعى الكابتن بارنارد قد تقرر عليه أن يقوم برحلة استكشاف في واحدة من السفن التي يطلق عليها اسم السفينة جرامبوس، وقد عرض على بيم أن يذهبا سوياً برفقة والده.

وفي ذات اليوم عرض بيم الأمر على عائلته، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وهذا الأمر ما دفع به إلى أن يقوم بالاختباء في أحد الصناديق الموجودة على متن السفينة، وبعد مضي ما يقارب ثلاثة أيام من انطلاق الرحلة وتأكده من وصول السفينة إلى عرض البحر خرج وكشف للجميع عن نفسه، ولكن الطاقم والقبطان طلبوا من بيم أنه من أفضل من أجل سلامته أن يبقى في ذلك الصندوق الذي اختبأ به، وبالفعل عاد بيم إلى الصندوق وبقي هناك.

في بداية الأمر كان يشعر بيم بالاطمئنان والراحة، ولكنه بعد ذلك بدأ يشعر بالتوتر والقلق؛ ويعود السبب في قلقه أولاً جراء خلوده للنوم لعدد ساعات طويل، وثانياً أنه يشعر بالحيرة من عدم زيارة صديقه أغسطس له، وثالثاً أن مؤنته قد أوشكت على النفاذ، وعلاوة على ذلك كله أصبحت الأبخرة الضارة المنتشرة داخل الصندوق تحدث تشويش في تفكيره.

وفي تلك الأثناء اعتقد للحظة أنه يتعرض لهجوم من قبل أحد المخلوقات الخبيثة، إلا أنه اتضح له فيما بعد أن كلبه والذي يطلق عليه اسم تايجر هو الذي تمكن من الصعود إلى المركب، وحينما التقى بيم مع كلبه وجد أنه مرفق مع كلبه ورقة مكتوب عليها كلمات بسيطة، وحين دقق بتلك الكلمات شاهد أن من أرسلها صديقه أغسطس ويخبره من خلالها أن هناك خبر سيء للغاية، وأنه سوف يقدم لزيارته في الصندوق بأي لحظة.

وبالفعل في منتصف الليل تمكن أغسطس من الوصول إلى بيم، وأول ما التقى به أخبره أن هناك أمر جديد حدث على السفينة، حيث أنه من بداية إبحارها وقد تعرضت لتمرد من قِبل إحدى العصابات، كما أن البحارين منهم من تم قتله ومنهم من تمكن من الفرار والنجاة بنفسه، وأنه هو تم تقييده من قِبل أحد المتمردين، ولكن أقام معه علاقة صداقة؛ ولهذا قرر فك قيوده وسمح له بالتجول على السفينة.

وقد كان من بين عصابة المتمردين كان هناك رجل جيد وهو رجل من سكان أمريكا، ولكن أصله من الدول الإفريقية ويدعى ديرك بيترز، وقد كان ذلك الرجل لطيف للغاية مع أغسطس ولا يريد أن تتعرض السفينة للقرصنة، استمع بيم بما سمع من صديقه وتجمس جداً للخروج من الصندوق، ولكن أغسطس طلب منه أن يواصل الاختباء حتى لا يلحق به أي أذى.

وبعد مرور أيام قليلة صرح ديرك لأغسطس أنه يطمح إلى أن يستعيد السفينة، وقد طلب من أغسطس المساعدة في ذلك الأمر، وافق أغسطس على الفور وسرعان ما أخبر الكابتن بيترز بوجود صديقه بيم، وبالفعل اجتمعوا الثلاثة ووضعوا خطة محكمة للغاية من أجل الاستيلاء بالكامل على السفينة، وبعد فترة وجيزة تكللت خططهم بالنجاح وتمكنوا من السيطرة على السفينة بأكملها، وقد قاموا بالعفو عن أحد المتمردين والذي يدعى ريتشارد باركر؛ وذلك جراء كثرة تضرعه وإلحاحه في أن يمنوا عليه بالرحمة.

وهنا شعروا ثلاثتهم بفرحة وسعادة عارمة، ولكن من سوء حظهم أن تلك السعادة لم تستمر طويلاً؛ حيث أن ذلك الانتصار الباهر قد حدث قبل هبوب عاصفة قوية والتي بدورها كادت أن تقضي على السفينة بالكامل، كما أنهم تعرضوا ثلاثتهم لإصابات، وحينما هدأت أدركوا أنهم أصبحوا من دون أي طعام أو شراب.

ويومًا بعد يوم بدأ يتضرعون من الجوع والعطش، وبدأوا يتأرجحون على سفينتهم المنهارة، وفي أحيان يقنون الأمل في الحصول على غذاء وفي أحيان أخرى كان يسيطر عليهم الإحباط واليأس، وقد حاولوا مراراً وتكراراً الغوص داخل الغرفة التي كانت مخصصة للتخزين، ولكنها لم يعثروا بها سوى على القليل جداً من الطعام.

ومع الوقت أصبحوا أكثر حزناً، ولكن في لحظة من اللحظات شعروا بالفرح وذلك لأنهم رأوا سفينة قادمة نحوهم، إذ اعتقدوا أنهم سوف يتم إنقاذهم، لكن فرحهم تحول إلى رعب مطلق، وذلك حينما اكتشفوا أنها سفينة مأهولة فقط بالجثث والموتى والرائحة المتعفنة.

وفي تلك الأثناء اقترح عليهم باركر عمل قرعة تعرف باسم قرعة رسم القش؛ وذلك من أجل اختيار واحد من بينهم حتى يضيء بحياته من أجل إنقاذ البقية، عن طريق ذبحه وأكله، وحين تم إجراء القرعة وقعت على باركر، وهنا قام البقية بأكله، ولم يمر الوقت الطويل حتى توفي أغسطس متأثراً بجراحه، ثم بعد ذلك بفترة قصيرة عثرت سفينة أخرى على كل من بيم وبيترز وقام طاقمها بإنقاذهم.

وقد كان القبطان قائد السفينة يدعى جاي، وهو رجل يتميز بالذكاء، وحين شاهد القبطان حالة كل من بيم وبيترز قدم لهم الرعاية الكاملة حتى تماثلوا للشفاء، وقد بدأوا بالاستمتاع بحياتهم على متن تلك السفينة وهي تبحر بهم من جزيرة إلى أخرى، وقد أخذا باستكشاف المناطق المثيرة للاهتمام، وفي أحد الأيام قرر الطاقم أن يتوجهوا جنوبا نحو القطب الجنوبي، وأثناء تلك الرحلة شعر بيم بالاستمتاع بتلك الرحلة الغامضة عبر المياه المجهولة، حيث شاهد الجبال الجليدية وزوابع ثلجية والدببة والآلاف من اسراب الطيور.

وفي لحظة من اللحظات بينما كان بيم قد تفقد الوقود نصح القائد بالعودة على الفور؛ وذلك لأن الوقود قد أوشكت على النفاذ، لكن قائد السفينة رأى أنه لا بأس من الاستمرار لبضعة أيام أخرى، وفي نهاية الرحلة وصلت السفينة إلى مجموعة من الجزر الكبيرة ذات الغابات الكثيفة، وهناك استقرت السفينة في وسط الشعاب المرجانية، إلا أنهم في لحظة ما أصيبوا بالذعر جراء اقتراب أشخاص ذوي بشرة سوداء نحوهم وهم يحملون الهراوات.

وقد كانوا يبدون أنهم عنيفين وعدائيين، وأول ما التقوا بهم دعوهم لزيارة قريتهم القريبة، إلا أن الطاقم رفض مغادرة السفينة؛ وذلك لأنهم شكوا في أن هؤلاء الأشخاص يرغبون في الحصول على السفينة، ولكن بعد إصرار المجموعة وافق الطاقم على النزول وأخذ قسطاً من الراحة وباستمرار يلقون نظرة على السفينة، وأثناء تجوال الطاقم في القرية تم دفن طاقم السفينة تحت كميات هائلة من الإنقاض، ولم يتبقى منهم سوى بيم والذي بدوره دار الشك في ذهنه أن تلك المجموعة من دبرت ذلك الأمر، وقد تأكد من ذلك حينما شاهدهم يهجمون على السفينة، وبعد قليل انفجرت السفينة ومات الجميع، وهنا حاول بيم إيجاد طريقة للفرار من تلك القرية، وأخيراً عثر على زورق وبذلك وصل إلى منازله.


شارك المقالة: