رواية حوار الكلاب - Dog Dialogue Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب ميغيل دي ثيربانتس وهو من مواليد دولة إسبانيا من الكُتاب الذي اشتهروا على نطاق واسع في مجال الأدب الإسباني، ومن أشهر رواياته رواية حوار الكلاب، وقد تم إطلاق عليها اسم آخر بين الكتاب والأدباء وهو الحوار بين ثيبيون وبرجانثا، وقد اقتبس هذين الاسمين من أسماء لكلبين يعملان في حراسة لأحد المستشفيات في مدينة الوليد، ويسمى مستشفى البعث.

نبذة عن الرواية

كانت حياة المؤلف ممتلئة بالوقائع من حوله، وهذا ما جعل كافة كتاباته ومؤلفاته تتأثر في بنية شخصيته وطريق معيشته؛ إذ ظهر ذلك بشكل واضح من خلال روح الدعابة والفكاهة والسخرية التي كانت أهم ما يميز أعماله في مجال الأدب، في حين قد اشترك الكاتب الكلبان في بطولة قصة الرواية، وذلك من خلال الحوارات  التي دارت بينهما، حيث تم سرد السيرة الشخصية التي  رفضت قضايا الفساد الاجتماعي ونددت بها، كما دار مجموعة من حوارات فلسفية التي تمثلت بالسخرية نحو العادات والتقاليد المجتمعية، والوقائع الشريرة التي كانت في العالم.

 رواية حوار الكلاب

في البداية كان مضمون الرواية مختلف تماماً عن الروايات المعروفة، فقد كانت الشخصيات في هذه الرواية نوع من أنواع الحيوانات، إذ دارت الوقائع في الرواية حول حديث دار بين اثنين كلاب عن كيفية نظرة المجتمع من حولهم لهم وكيفية التعامل معهم من قبل صنف البشر، إذ كان الأول يعرف باسم ثيبيون والثاني يعرف باسم بيرجانتا، أما عن ثيبيتون فقد كان من أهم الشخصيات الأساسية التي وردت في الرواية، فكلاهما أبطال للرواية، لكن ثيبيون كان له تأثير أكثر، حيث كان هو سيد الحديث الذي يدور داخل الرواية، وهذ الأمر يعود إلى أن معتقداته كانت ذات عامل قوي وأساسي أثر بشكل كبير على سير الوقائع بالشكل الصحيح الذي يتناسب مع الرواية.

فلم يتطرق إلى الحديث بشكل واسع عن الحياة الخاصة به، بينما الكلب الثاني بيرجانثا هو البطل الذي يحتل المرتبة الثانية إذ شارك ثيبيون في سرد وقائع الرواية، لكن الفرق كان في أن بيرجانثا يتحدث بشكل موسع عن الحياة الخاصة به إلى صديقه الوفي ثيبيون، فقد تطرق للحديث عن مرحلة الطفولة التي عاشها، إذ ولد في مدينة أشبيلية، وعلى حسب ذاكرته أن ولادته كانت داخل مذبح أو مجزر، وعند ولادته أول شخص قام بامتلاكه هو شخص معروف من أسياد ويعمل كجزار يُعرف باسم نيكولاس الرومو.

وهنا بدأ يوصف بيرجانثا وصف الحياة التي عاشها في تلك الفترة وطريقة التعامل معه، إذ كان الجزار يتعامل معه بكل شدة وقسوة، وجراء ذلك عزم بيرجانثا على التفكير بالتخلص من تلك الحياة بأي طريقة كانت، حتى ولو عرض نفسه للخطر، وبالفعل فرّ من قسوة الجزار حتى أوصل به الأمر إلى الوصول إلى إحدى القرى التي يسكن فيما مجموعة من الرعاة، ويبدأ هنا في العيش والمكوث معهم، ومن هنا اعتاد على التنقل من شخص إلى آخر، إلى أن وصل به الأمر إلى الوصول إلى منطقة تعرف باسم الوليد، فقد كان فيها مستشفى كبير مشهور باسم مستشفى البعث، ومن تلك الفترة تبدأ كثير من الحكايات والقصص التي تجري بين الكلبين.

فعند الوصول إلى تلك المنطقة بدأوا يعملون في في حراسة المستشفى البعث، وقد كانت المنطقة التي يقع بها المستشفى قريبة أيضاً من مدينة تعرف باسم مانتيلا، ومن هنا بدأت العديد من الحوارات والمناقشات التي تدور بينهم، ومن بين هذه الموضوعات التي تحدثوا فيها هي نظرة التي ينظر بها إلى الكلاب من حولهم، وكيفية الطريقة التي يتم التعامل فيها مع الذين يرمزون إلى الوفاء والصداقة الحقيقية التي لا تشوبها أي خيانة.

وفي تلك الأحداث تكلم بيرجانثا عن سماعه في أحد الأيام لحديث مجموعة من الطلاب بينما كانوا في طريقهم إلى مدينة ألكالا دي إيناريس، حيث كانوا يتحدثون حول أن هناك ما يقارب ألفين إلى خمسة آلاف طالب قد عزموا على أخذ دواء معين؛ وذلك من أجل رفع معدل أعداد المرضى، أو لربما أنهم أقدموا على ذلك الفعل لأنهم يدركون أنهم في أحد الأيام سوف يموتون من الجوع، كما قرر بيرجانثا أن يقوم بالحديث لصديقه ثيبيون عن كافة التجارب والأحداث التي حصلت معه في الأيام السابقة حينما كانت تحت إمرة أسياد آخرين، وقد كانت تلك الأحداث قد جرت معه في مونتيلا الواقعة في قرطبة وسبييا وغرناطة حتى أن وصل إلى هذا المستشفى في بلد الوليد.

الحكايات التي قام بيرجانثا بالحديث حولها ومناقشتها من جميع الأبعاد كانت بالحقيقة تتحدث عن توضح المبادئ الرئيسية التي كانت ترد في رواية الصعاليك إذ كان يتمحور مضمونها حول الخدمة عند العديد من الأسياد، فأراد  الكاتب ثيربانتس من خلال هذه الرواية بالتشكيك في بعض المُسلمات التي وردت في رواية الصعاليك من خلال التناقضات التي حدثت في التعليقات الخاصة بالكلب ثيبيون، مما ينعكس بدوره على العلاقة القائمة بين الأدب والواقعية والاحتمالية.


شارك المقالة: