رواية حياة باي - Life of Pi Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب يان مارتل وهو من مواليد دولة إسبانيا ولكنه قضى حياته في دولة كندا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر والعشرين، حيث صدر عنه العديد من الروايات والقصص القصيرة والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، ومن أكثر الروايات التي حققت له أعلى نسبة مبيعات وشهرة واسعة حول العالم هي حياة باي، والتي تم حصولها على أهم الجوائز العالمية وهي جائزة بوكر لعام 2002م.

نبذة عن الرواية

في البداية تناولت الرواية في مضمونها الحديث عن أحد الفتية من أصول هندية ويدعى باي، وقد كان ذلك الفتى قد استعاد حياته من جديد بعد أن تعرض لحادثة غرق سفينة، حيث أنه بقي على متن قارب صغير لوحده برفقة نمر ما يقارب مائتان وسبعة وسبعون يوماً، إذ بينما كان على متن السفينة تقطعت به كافة السبل من حوله في منطقة المحيط الهادي، كما يتم من خلال السرد في الرواية الحديث عن الطقوس والديانات والعادات الروتينية واليومية، وقد أشار الكاتب عن السبب الذي دفعه إلى هذا النوع من الروايات، إذ أشار إلى أنه في فترة من الفترات كان يشعر بأنه إنسان تائه في هذه الحياة ويحتاج إلى أي أمر يوجهه نحو الحياة ويدفع به، وأن تلك الرواية كانت من الأهداف التي كان يسعى إلى تحقيق كتابتها.

رواية حياة باي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول حياة وذكريات أحد الشخصيات الرئيسية فيها، حيث أن الرواية تنقسم إلى ثلاثة فصول، ففي الفصل الأول من الرواية يتطرق الكاتب إلى الحديث عن الشخصية الأساسية  وهو فتى من دولة الهند ويدعى باي، وقد كان ذلك الفتى ما زال في مرحلة البلوغ، ففي أحد الأيام تسيطر الذكريات على تفكيره، إذ أن تلك الذكريات تعود إلى مرحلة الطفولة، فقد كان يذكر باي أن اسمه وهو صغير كان مختلف تماماً عن الاسم الذي يعنى بها في الوقت الحاضر، إذ أنه كان يدعى بيسين باتل، وقد كان والديه قد اختاروا له الاسم كاقتباس من اسم إحدى البرك المخصصة للسباحة.

ولكن حينما تقدم في العمر وكان على أبواب الدخول في المرحلة الثانوية قام بتغيير اسمه إلى باي، كما كان يذكر باي أنه كيف أول ولادته كان ينتمي إلى الديانة الهندوسية وعندما كبر وتطرق للبحث والمعرفة والتعمق في فهم الأديان من حوله قام باتباع الديانة المسيحية، حيث أنه أصبح من الأشخاص الذين يتبعون أكثر من ديانة، وفي أحد الأيام التقى بأحد الأئمة والشيوخ التابع إلى ديانة الإسلام، وعند الجلوس فيه والتعرف على ديانة الإسلام والتعمق بها، قام بإضافة ديانة الإسلام إلى الديانات التي يؤمن بها من قبل.

ومن هنا شرع في اتباع الأديان الثلاثة سوياً، إذ أنه أراد من خلال ذلك محاولة فهم الذات الإلهية والتقرب من الله وأن يقوم بفهم واستيعاب كل دين بحد ذاته، كما أنه أراد أن يدرك الفوائد التي تعود من كل ديانة من تلك الديانات، وفي ذلك الوقت تعزم أسرة باي على الانتقال إلى دولة كندا، حيث أنهم كانوا قد تمكنوا من الحصول على أحد العروض من أجل القيام بنقل حديقة الحيوانات التي تعود ملكيتها لهم إلى هناك.

ومن هنا يتطرق المؤلف إلى الفصل الثاني من الرواية، إذ أول ما بدأ بالفصل كان الحديث عن الوقائع والأحداث السيئة التي حدثت مع تلك العائلة أثناء فترة سفرهم على متن إحدى السفن البحرية؛ وقد كان ذلك جراء تعرض السفينة لحادثة غرق، إذ ينتهي المطاف بباي على أحد القوارب الصغيرة والتي كانت مخصصة للإنقاذ، وحينما كان يعتلي باي القارب في عرض المحيط وجد إلى جانبه حمار وحشي ونمر وضبع وشخص كان يعيش في الغابة، وفي تلك الأثناء وما أن القرب في طريقه للوصول إلى المحيط المجاور هب إعصار وجرف مجموعة من الذين كانوا في القارب، وسرعان تم فقد الحمار الوحشي والشخص الذي كان من الغابة والضبع، ولم يبقى سوى اثنين، وهم باي والنمر.

وفي ذلك الوقت لم يكن هناك إلا كميات قليلة من الماء والطعام، ومن هنا حاول باي أن يتجول في المحيط من أجل الحصول على الصيد وتحضير الطعام له وللنمر، حيث أن باي كان لا يريد أن يموت النمر فقد كان يحافظ عليه أكثر من نفسه؛ وذلك حتى لا يبقى وحيداً في ذلك المحيط، فقد كان يرى أن البقاء لوحده أسوء بكثير من البقاء على قارب صغير في عرض المحيط مع نمر يقارب وزنه على أربعمئة وخمسون رطل.

كان باي متأكد بما أنه ابن صاحب الحديقة التي كان ينتمي إليها النمر، فإنه لن يهاجمه على الاطلاق، كما أنه يعتقد أن النمر حيوان أليف، وبقي النمر وباي على هذه الحال حتى مضى ما يقارب مئتان وسبعة وسبعون يوماً، حيث أن تلك الفترة استطاع بها باي البقاء على قيد الحياة، ولكنه عاش الغالبية العظمى منها في وهم وفي معظم الأحيان كان يسيطر عليه الجوع والعطش، وأخيراً وصل قارب النجاة إلى الساحل التابع لدولة المكسيك.

وفي الفصل الثالث والأخير من الرواية كان قد تطرق به الكاتب للحديث عن حوار دار بين اثنين من الأشخاص يتبعون إلى البحرية التابعة إلى دولة اليابان، وأن هؤلاء الشخصيتين كان يتباحثان حول معرفة ما قد حدث للسفينة وكيف أن كل من كان عليها قد ماتوا، بينما كان باي قد نجا، وهنا تم استدعاء باي وطلبوا إليه أن يقوم بسرد لهم ما حدث في تلك الرحلة البحرية، وحينما انتهى باي من سرد ما حدث، لم يصدق الشخصين أي شيء من روايته، فيخبرهم بحقيقة أخرى حيث يدعى أن أورانغوتان والدته، والضبع وهو يعمل كطباخ وجزار يقوم بقتل والدته، ويأكل الحمار الوحشي الرجل الذي كان يعيش في الغابة، أما عن النمر فقد ادعى باي أنه هو ذاته.

وقد أشار باي إلى أن كل ما حدث للحيوانات هو تماماً كما يحدث الآن في المجتمعات البشرية، وعلى الرغم من كل ذلك يبدو كل شيء أنه يوافق المنطق، وقد كان باي قد غير جميع الأحداث في القصة الأولى التي سردها عليهم، وهنا يقوم كل من الشخصين بسؤال أحدهم الآخر حول أي من القصتين يصدقان وأيهما أقرب لتفكيرهم من وجهة نظرهم، ولكن دون التطرق إلى التفكير في حقيقة القصة، وهنا يقع اختيارهم على القصة الثانية التي تتضمن الحيوانات.


شارك المقالة: