رواية دقات الأجراس The Chimes Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب تشارلز ديكنز، وتم العمل على نشرها عام 1844م، وتناولت في مضمونها الحديث حول رجل يعيش حياة فقر بائسة، وباستمرار يعتقد أنه لا ينبغي ان يعيش تلك الحياة بسبب فقره، إلى أن حلم ذات مرة حلم جعله يغير معتقداته.

الشخصيات

  • السيد تروتي
  • الفتاة ميج ابنة تروتي
  • تشارلز خطيب ميج
  • السيد ألدرمان
  • السيد هارتر
  • السيد السير جوزيف باولي
  • السيد ويل فيرن
  • ليليان ابنة شقيقة ويل فيرن

رواية الأجراس

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى ليالي رأس السنة الجديدة، كان هناك شخص يدعى تروتي، وهو ما كان رجل متقدم في السن ويعمل كحمال تذاكر، كان تروتي يعيش حياة فقيرة وبائسة، وفي تلك الليلة دوناً عن باقي الأيام كان دخل بحالة مضنية من الكآبة؛ والسبب في ذلك إزاء قراءته لواحد من التقارير التي تم نشرها في واحدة من الصحف المحلية، وكان ذلك التقرير يتضمن الحديث حول موضوع الجرائم المنتشرة والفجور الذي أصبح منتشر لحد كبير بين مختلف فئات المجتمع بسبب الفقر، وفي لحظة ما أخذ يسأل نفيه حول فيما إذا الطبقات العاملة ببساطة في المجتمع يكمن الشر في طبعها أم أنها طبقات لا تعرف سوى البساطة.

وفي ذات الليلة وصلت إلى المدينة ابنته وتدعى ميج وخطيبها ويدعى ريتشارد، وبعد أم أمضيا فترة خطبة طويلة قررا أخيراً الزواج، وفي تلك الأثناء أعلنا أنهما سوف يتزوجان في اليوم التالي، في تلك اللحظة أول ما سمع تروتي قرارهما سريعاً حاول إخفاء مشاعر الخوف التي سيطرت عليه جراء ذلك القرار، ولكن على الرغم من ذلك، فإن سعادتهما سرعان ما تبددت حينما التقيا مع شخص يدعى ألدرمان، وآخر يدعى هارتر وهو ما كان خبير اقتصادي سياسي ورجل نبيل يشعر بالحنين إلى الماضي، إذ أن هذان الرجلان جعلوا كل من تروتي وميج وريتشارد يشعرون بأنه ليس لهم حق في الوجود ولا في الحياة، وأشارا إلى كل من ميج وريتشارد أن يكفا عن قرار الزواج، وهذا الأمر قد تسبب بالحزن لهم جميعاً.

وعلى  إثر ذلك قام تروتي بالذهاب إلى شخص يدعى السير جوزيف باولي يطلب منه المساعدة في زواج ابنته وخطيبها، وهو ما كان يتم تكليفه بتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين في ليلة رأس السنة، ولكنه كان يعتمد طريقة الديكتاتور الأب، إذ كان السير جوزيف يقوم بأخذ الأموال وتسوية بها ديونه بتباهي لضمان بداية نظيفة للعام الجديد، وكرد على تلك الزيارة قام السير جوزيف بتوبيخ تروتي؛ وذلك لأنه مدين له بقليل من الأموال من باقي إيجار المنزل وما يقارب على الاثني عشر شلنًا لمتجره المحلي، إذ كان تروتي لم يتمكن من سداد تلك النقود، وأثناء سير تروتي باتجاه منزله أخذ يفكر بأنه أصبح مقتنعًا تماماً بأنه هو ومن هم مثله من فئة الفقراء ليس لهم مكان في المجتمع.

وأثناء الطريق التقى تروتي مع شخص يدعى ويل فيرن، وهو ما كان حاله كحال تروتي يعيش حالة فقر بائسة، ومع السيد بول ابنة شقيقته اليتيمة وتدعى ليليان، كان السيد بول يعيش حالة من التشرد، ولم يبقى أمامه حل لحاله إلى أن يقوم بزيارة السير جوزيف في محاولة منه في تعديل أحواله، وحينما التقى مع ترتوتي سأله إلى أين اتجاهه، فأخبره بول أنه في طريقه إلى منزل السير جوزيف، ولكن من حديثه مع تروتي أخبره أنه سمع في منزل السير جوزيف محادثة ينوى بها إلقاء القبض على بول وزجه بالسجن، وأخذ يحذر به من الذهاب إلى منزله، واقترح عليه أن يقوم بأخذ معه ابنته ميج وخطيبها ريتشارد من أجل مساعدته في حال حدث معه شيء، ولكن في البداية طلب منه القدوم معه إلى منزله مع ابنة شقيقته اليتيمة وتناول العشاء معه.

وبعد أن وصلا إلى المنزل تشاركوا وجبة العشاء والتي كانت وجبة هزيلة، في تلك الليلة كانت ميج قد انزعجت بسبب قدومهم بسبب ضيق المنزل، تحاول ميج إخفاء محنتها قدر الإمكان، وفي صباح اليوم التالي حينما شاهدت السير جوزيف يسير في الشارع مع حاشيته بدأت تبدو وكأنها سوف تتراجع عن قرار الزواج من ريتشارد.

وعند حلول الليل كان تروتي يجلس بمفرده وفي لحظة ما بدأت وأن أجراس الكنيسة تناديه، وحينما سار باتجاه الكنيسة وجد باب البرج مفتوحًا، فصعد إلى غرفة الجرس، وهناك اكتشف وجود أرواح للأجراس ومعهم مجموعة من المرافقين من العفاريت والذين يوبخونه بسبب فقدانه الثقة في تغيير مصير الإنسان للتحسن بين لحظة وأخرى، وفي تلك اللحظة تم إخباره أن البرج سقط أثناء صعوده وهو الآن متوفي، وأنه يجب أن تكون حياة ابنته ميج اللاحقة وحياة مجموعة من الأشخاص درسًا مهمًا بالنسبة له، فتم تقديم له سلسلة من الرؤى التي أجبر على مشاهدتها، وخلال ذلك كان عاجز عن التدخل في مراحل الحياة المضطربة لميج وريتشارد وبول وليليان خلال السنوات اللاحقة.

إذ أن ريتشارد ينجر خلف الإدمان على الكحول، وأن ميج تتزوج منه في النهاية في محاولة لإنقاذه من تلك الطريق التي انخرط بها، ولكنه لم ينأ عنها توفي بعد معاناة أدت إلى دماره، وترك ميج تصارع الحياة بعد أن ولدت طفل منه، بينما بول فيدفع به إلى السجن ويتم دفع مبلغ من المال إلى إدارة السجن من أجل منعه من الخروج منه وتسليط قوانين وقيود صغيرة عليه، بينما ابنة شقيقته ليليان فتسير في طريق الظلال، وفي النهاية شاهد أن ميج تفكير في إغراق نفسها مع طفلها، وبالتالي يتم ارتكاب العديد من الخطايا المميتة مثل القتل والانتحار.

وقد كانت نية الأجراس هي القيام بتعليم تروتي أنه شخص بعيدًا عن كون الإنسان شريرًا بشكل طبيعي، فقد تم تكوينه للسعي من أجل أشياء نبيلة، ولن يسقط إلا عندما يتم سحقه وقمعه إلى ما لا يمكن تحمله، وأخيراً ينهار تروتي حينما يرى ميج يستعد للقفز إلى النهر، وهنا صرخ بأعلى صوته وتعلم درسه وتوسل إلى الأجراس من أجل إنقاذها، وعندها وجد نفسه قادرًا على لمسها ومنعها من القفز.

وفي تلك اللحظة وجد تروتي نفسه مستيقظًا في المنزل كما لو كان من حلم، بينما الأجراس أخذت تدق في اليوم الأول من العام الجديد واختارا كل من ميج وريتشارد الزواج في ذلك اليوم، كما صممن جميع صديقاتها بشكل عفوي إقامة وليمة زفاف واحتفال كبير.

العبرة من الرواية هي أن الإنسان لا يولد بطبعه شريراً، ولكن حينما تسيطر الأفكار السوداوية عليه، فإنه يشعر بانه شرير، ولا بد وأن تأتي تلك اللحظة والتي تكون بمثابة صحوة له تغير كافة معتقداته السلبية حول عدم تغيير الأقدار بين شمس وضحاها.


شارك المقالة: