تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب سنكلير لويس، وتم العمل على نشرها عام 1929م، وتناولت في مضمونها الحديث حول شاب طموح قام بالعديد من الابتكارات، وذات يوم قرر أخذ زوجته برحلة للراحة والاسترخاء، كما أنه أراد أن يحرز تقدم في مجال آخر، ولكن اكتشف في الحقيقة أن زوجته لا ترغب بالاستمرار بالحياة معه، فانفصلت عنه واختارت لنفسها طريق آخر.
الشخصيات
- السيد صموئيل دودسوورث (سام)
- السيدة فرانسيس فيلكور (فران) زوجة سام
- السيد كلايد لوكرت
- السيد أرنولد سافاريل عشيق فران
- السيد كورت فون أوبيرسدورف زوج فران الثاني
- السيد إديث صديقة سام
رواية دودسوورث
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الربع الأول من القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن الخيالية والتي أطلق عليها اسم مدينة زينيث ووصفت أنها تابعة إلى إحدى الولايات والتي تعرف باسم ولاية وينماك كان يقيم شخص يدعى صموئيل دودسوورث ويلقب باسم سام، كان يعمل سام في مجال تصميم السيارات وهو شخص طموح للغاية، كما أنه نسبت إليه الكثير من الابتكارات في هذا المجال، بنى سام ثروته واستثمرها في مدينة زينيث، وعلاوة على ذلك كان سام رجل ناجح في مجال عالم الأعمال.
ولم يقتصر نجاحه في مجال الأعمال فقط، كان ناجحاً أيضًا في الحياة الاجتماعية، فعندما كان شابًا حظي بقلب فتاة تدعى فرانسيس فران فيلكور؛ وقد اختارته فرانسيس دون غيره بسبب الوسامة التي يتمتع بها، وطوال فترة عمل سام كانت تسير حياته على ما يرام ولكن ذات يوم حينما شارف سام على سن الخمسين قرر التقاعد من عمله، وفور تقاعده قام ببيع شركته الناجحة للسيارات والتي تحمل اسم شركة الوحي للسيارات إلى منافس آخر، ثم بعد ذلك شرع في فعل ما كان يريد دائمًا تجربته وهو رحلة ممتعة إلى مختلف الدول الأوروبية مع زوجته، كما أنه كان لديه تطلعات لزيارة بعض المصانع بحثًا عن التحدي آخر.
وفي ذلك الوقت كانت زوجته تبلغ من العمر الواحد وأربعون عامًا، كانت فران على الرغم من مرور سنوات على زواجهما، إلا أنه لا زال بداخلها ذلك الغرور والخوف من ضياع شبابها في تلك الرحلة، إذ لم تكن راضية عن الحياة الزوجية ولا حتى عن العيش في بلدة زينيث الصغيرة، وكانت تفكر في تلك الأثناء أن تستمر بالعيش في إحدى الدول الأوروبية بشكل دائم كمغتربة، وليس مجرد زيارة لعدد قليل الشهور، وبعد أن أحرز التقدم في شركته التي تم بيعها مؤخرًا، على الفور غادر سام إلى دول أوروبا مع فران، وسرعان ما اتضح لسام دوافع فران لزيارة أوروبا.
وفي رحلاتهما المكثفة عبر أوروبا، سرعان ما انشغلا بأساليب حياة مختلفة إلى حد كبير، إذ انسجمت فران مع حشد من الشخصيات الاجتماعية، بينما لعب سام دور السائح المستقل من منطقة لأخرى وبواسطة كتاب دليل قام بزيارة العديد من مناطق الجذب السياحي الشهيرة مثل كنيسة وستمنستر، وكاتدرائية نوتر دريم، وقصر سان سوزي، وساحة سان ماركو، ولكن المواقع التاريخية التي رآها أثبتت أنها أقل أهمية بكثير من ما سمع عنها من المغتربين الأمريكيين الذين التقى بهم في رحلاته المكثفة عبر دول أوروبا القارية.
وفي تلك الأثناء كانت فران ليست واثقة من نفسها، كما أنها كانت غير أنانية، ولكنها مع ذلك باتت قادرة على الاعتناء بنفسها، وبينما يتابع كل من سام وفران مساعيهما الخاصة، وهذا البعد في الاتجاهات ولّد بعلاقتهما الزوجية توتر واضطراب حتى أوصل بزواجهما إلى نقطة الانهيار، وأصبح كلاهما مجبر على الاختيار بين حياة الزواج وأنماط الحياة الجديدة التي انتهجاها وانغمسا بها.
وفي يوم من الأيام أخذ يفكر سام أنه كيف كانت حياته حينما كانا في مسقط رأسه مدينة زينيث، وأنه طوال فترة حياتهما هناك لم يلاحظ في يوم من الأيام أي تغيير، ولكن بعد رؤية سام لتلك التغييرات على فران طلب منها الانتهاء من الجولة الأوروبية في البداية، وبعدها يتحدثان في أمر زواجهما، وفي صباح اليوم التالي استقلا واحدة من السفن البخارية من إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة نيويورك وعبروا المحيط الأطلسي، وقد كانت محطتهم الأولى هي مملكة بريطانيا العظمى، وعلى وجه التحديد نزلوا في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة لندن، وهناك زارا العديد من المعالم السياحية، وخلال تواجدهما في واحد من تلك الأماكن التقيا مع شخص يدعى كلايد لوكرت، ويعمل في قوات الجيش ويحمل رتبة رائد.
وبعد التعرف عليه علما أنه يقوم برحلة نقاهة واسترخاء مع زوجته، وفي لحظة من اللحظات دعاهما للانضمام إلى رحلة نهاية الأسبوع إلى واحدة من المناطق الريفية، ولكن في وقت لاحق لاحظ سام أن كلايد عرض عليهما مرافقته في الرحلة بسبب رغبته في الاقتراب من فران، وبعد أن قدم السيد كلايد عرض غير لائق لفران، على الفور قرر سام المغادرة والتوجه إلى دولة فرنسا، وعلى وجه التحديد إلى إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة باريس، وهناك سرعان ما انخرطت فران في حياة اجتماعية مزدحمة، بينما سام بدأ في مشاهدة المعالم السياحية.
وبعدها قرر سام العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك من أجل الالتقاء مع نخبة من زملاءه أثناء الدراسة الجامعية في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة نيو هافن، وهناك قضت فران كامل أشهر فصل الصيف على البحيرات بالقرب من واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة مونترو وستريسا، وخلال تلك الأشهر أقامت علاقة حب مع شخص يدعى أرنولد سافاريل، وعلى الرغم من تلك العلاقة التي أقامتها، إلا أنه حينما طلب منها سام مرافقته في جولاته في مدينة باريس، وافقت كما أنه وافقت على مواصلة رحلاتهم معًا.
وبعدها قاما بجولة في العديد من الدول وهن فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا والمجر وألمانيا، وبعد المرور عبر تلك الدول وصلا إلى قرار إنهاء زواجهما، وقد كان ذلك قرار فران بسبب لقائها مع سيد يدعى كورت فون أوبيرسدورف في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة برلين ووقوعها بحبه، وبعد الانفصال بالزواج استمرت فران في الاستمتاع بحبها الجديد، بينما سام تجول في أوروبا في محاولة منه للتكيف مع وضعه الجديد.
وفي تلك الأثناء التقى سام مع سيدة تدعى إديث في واحدة من المناطق والتي تعرف باسم منطقة البندقية، أقنعته بمرافقتها في زيارة إلى قرية بالقرب من واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة نابولي، وفي غضون ذلك كانت فران قد عقدت قرانها على كورت، ولكن لم يمضي الكثير من الوقت حتى انفصل كورت عن فران، وبعدها عادت فران والتقت مع سام وانضم سام إلى زوجته السابقة في رحلتها عائدان إلى نيويورك، وبعد مرور ثلاثة أيام عاد سام على متن السفينة التالية لمقابلة إيديث في مدينة باريس.
العبرة من الرواية هي أن في الكثير من الأحيان يكون الإنسان منخرطاً بحياته العملية دون إدراك أن كل ذلك ينعكس سلباً على حياته الخاصة.
مؤلفات الكاتب سنكلير لويس
- رواية بابيت Babbitt Novel