تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هنري جيمس تم نشرها سنة 1878م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب كان يسعى من أجل الحفاظ على فتاة أحبها، ولكنها تتمسك بأخطائها ولا تأبه بأي شيء يقوم به من أجلها.
الشخصيات
- ديزي ميلر
- راندولف ميلر
- فريدريك وينتربورن
- عمة فريدريك كوستيلو
- السيدة ووكر
- جوفانيلي زوج ديزي
رواية ديزي ميلر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة سويسرا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن السويسرية والتي تعرف باسم مدينة فيفي حدث لقاء بين فتاة تدعى ديزي ميلر، وفي العادة تتم مناداتها باسم آني، وشاب يدعى فريدريك وينتربورن، وقد حصل ذلك اللقاء الأول فيما بينهم عن طريق شقيق آني ويدعى راندولف يبلغ من العمر تسع سنوات، وحدث اللقاء في إحدى الحدائق الكبيرة التابعة لواحد من الفنادق الشهيرة، وخلال حديث دار بينهم ادعى فريدريك أنه يقوم بقضاء إجازة نقاهة واسترخاء بعد الجهد الكبير الذي يبذله في دراسته الجامعية.
وأشار إلى أنه متخصص في أحد المجالات الصعبة والتي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، بينما في الحقيقة كان يشاع حوله في تلك الفترة أنه مرتبط بإحدى السيدات الأكبر منه سناً، بينما آني أشارت إلى أنها في ذلك الفندق مع شقيقها من أجل قضاء فترة نقاهة واسترخاء من صخب تلك الحياة، وفي ذلك اللقاء تحدث شقيقها راندولف أن أصله ومسقط رأسه هي إحدى المقاطعات الأمريكية وتعرف باسم مقاطعة شينيكتادي التابعة إلى مدينة نيويورك، كما أعرب راندولف أن تلك المقاطعة هي ما تفوق كافة المدن القارة الأوروبية على حد سواء بجمالها.
وهنا أثنت ديزي على كلامه وأشارت أنها باستمرار تشعر بأنها فخورة بولادتها في تلك المقاطعة الرائعة، وأضافت أنها أكثر ما تحبه في تلك المقاطعة هو السكان الذين يقيمون بها، ووصفتهم بأنه أناس في مستوى عالي من الرقي وباستمرار يعتريها الشغف في الانخراط والانضمام إلى ذلك المجتمع المنفتح في علاقاته.
في البداية حينما سمع فريدريك بكلامها عن تلك المقاطعة وأدرك مدى شغفها بها، شعر بالارتباك والتوتر للحظات؛ وذلك بسبب تركيزها على الانفتاح في العلاقات، ولكن بعد ذلك رأى أن الأمر هو مجرد حنين لبلدة ولدت ونشأت بها لفترة بسيطة ليس أكثر من ذلك، وتحدث في نفسه قائلاً: لا بد أنها مغازلة صغيرة وعابرة، ويوماً بعد يوم ازدادت اللقاءات بينه وبين آني، كان فريدريك معجب إلى حد كبير بجمال الذي تتميز به، بالإضافة إلى اللباقة في الحديث، ومنذ ذلك الوقت واستمر بتتبع تلك الفتاة وسعى إلى أن يخوض معها علاقة حب.
ولكن حينما عرض الأمر على عمته وتدعى السيدة كوستيلو رفضت الأمر قطعياً، وأشارت إلى أنه لا يمكنه خلال فترة وجيزة أن يعرف كل المعلومات التي تخص تلك الفتاة، وأشارت عليه إلى أن ينتظر لحين يحصل على كامل المعلومات عنها منذ ولادتها إلى أن نشأت، ولكن فريدريك لم يأبه بكلام عمته ولا يأخذه بالحسبان، واستمر في اللقاء مع آني، وذات يوم عرض فريدريك على آني أن تقوم معه برحلة إلى إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة شيلون، وافقت آني على عرضه على الفور، وحينما سمعت عمته بذلك أخبرته أنه من وجهة نظرها أن آني ليس مجرد فتاة جريئة، وإنما هي في الحقيقة فتاة لا تتحلى بالأخلاق إذ أنه كيف لها أن تقبل الذهاب في رحلة مع شاب لم تتعرف عليه سوى منذ فترة بسيطة جداً.
وعلى الرغم من المحاولات العديدة التي حاولت بها العمة أن تقوم بقطع تلك العلاقة، إلا أنها لم تنجح على الإطلاق، وبعد مرور يومين سافر كل من فريدريك وآني إلى مدينة شيلون، وأثناء تلك الرحلة قام فريدريك بدفع مبلغ مالي للحارس الشخصي له؛ وذلك من أجل عدم تسريب أي معلومة حول تلك الرحلة؛ وذلك حفاظاً على سمعة آني، على الرغم من أن ذلك الأمر لم يكن يعني لها شيئاً في أن تتم معرفة أنها ذهبت برحلة معه، ولكن في تلك الرحلة بعد أن قضوا يوم رائع وجميل وممتع وخلدوا للنوم، استيقظت آني على خبر أزعجها للغاية وهو أن فريدريك أخبرها أنه مضطر للسفر إلى إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة جنيف.
وهنا شعرت آني بخيبة أمل، إذ ليس بإمكانها البقاء في تلك المدينة بمفردها والاستمتاع برحلة جميلة، ولكن فريدريك وعدها في أن يقوم بزيارتها في المدينة التي تقيم بها وهي المدينة الإيطالية روما خلال فترة قريبة قبل أن ينتهي العام، وعلى إثر ذلك قامت بلملمه أغراضها وتوجهت إلى مدينتها.
وبالفعل كان فريدريك صادق في وعده، إذ لم يمضي الكثير حتى ذهب إلى مدينة روما من أجل اللقاء بآني، وقد حدث اللقاء بينهم في أحد المقاهي الشهيرة في روما والذي تعود ملكيته إلى سيدة تدعى ووكر، وتلك السيدة كان من الأشخاص الذين هاجروا من الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن طويل وتكيفت في قيمها الأخلاقية مع قيم المجتمع الإيطالي، ولكن ما صدم به في ذلك اللقاء هي أن آني كانت قد خاضت العديد من العلاقات مع عدد من الشباب الإيطاليين، وهذه العلاقات قد جعلتها فتاة مستثناه في المجتمع، إذ كان ذلك الأمر يتعارض مع المعايير التي يسير عليها المجتمع الإيطالي.
وبعد أيام قليلة شاهدها فريدريك وهي تدخل في علاقة حب جديدة مع أحد الشباب الإيطاليين ويدعى جيوفانيلي، وقد كان ذلك الشاب من الشباب المشكوك في أمرهم في المجتمع ومنبوذ إلى حد كبير، ولم يمضي الكثير على علاقتهم حتى تزوجت آني منه، ويوم بعد يوم بدأ جيوفانيلي بمعاملة آني معاملة سيئة للغاية، وفي كل يوم تقوم السيدة ووكر وفريدريك بمحاولة إقناع آني أن تقوم بالانفصال عنه، إلا أنها كانت متعلقة به إلى حد كبير وترفض الانفصال عنه.
وخلال محاولات فريدريك أدرك أن آني في الحقيقة كانت ترفض أي علاقة مع شخص من أصول أمريكية، ومن المفضلين في الارتباط بهم كانوا من هم من أصول إيطالية، وكل تلك الحياة التي كانت تعيشها آني ويبدو أن والدتها غير مدركة لحالة التوترات التي تعيشها ابنتها، وهذا ما جعل مسؤولية حياة آني تقع على عاتق السيدة ووكر وفريدريك.
وفي إحدى الأمسيات كان فريدريك يتجول عبر الكولوسيوم وهناك شاهد زوجين شابين يجلسان في وسطه، وفي لحظة ما أدرك أنهما كل من جيوفانيلي وديزي، وهنا ثار الغضب بداخل فريدريك وسأل جيوفانيلي أنه كيف يجرؤ على اصطحاب آني إلى مكان من المحتمل أن تتعرض فيه لخطر الإصابة بأحد أنواع الأمراض والذي يعرف باسم الحمى الرومانية، أو ما يطلق عليه اسم مرض الملاريا، وهنا ردت عليه آني أنها لا تهتم بذلك وطلبت من فريدريك أن يتركهما وشأنهما، وبعد مرور فترة قصيرة أصيبت آني بتلك الحمى وتوفيت بعد أيام قليلة.
العبرة من القصة هو أن هناك الكثير ممن يتمسكون بأخطائهم، على الرغم أنهم يدركون مدى ذلك الخطأ الذي يرتكبونه بحق أنفسهم.