تعتبر الرواية المذكورة من الروايات التي لاقت صيتاً واسعاً بين مختلف الأرجاء في العالم، فهي من سلسلة الروايات التي تضمنت مغامرات المحقق شارلوك هولمز، فهي كانت الرواية رقم خمسة من الكتاب، كما وقد صنفت في المرتبة السادسة عشر بين الروايات التي حصلت على أكثر الإعجاب وأكثر روعة ما بين القراء والنقاد والأدباء، فهي من تأليف الأديب العالمي آرثر كونان.
رواية الرجل ذو الشفة الملتوية
في البداية كانت تدور أحداث ووقائع الرواية حول حالة اختفاء لشخص يدعى نيفيل سانت كلير، وهو من الرجال الذين يعملون في مجال ريادة الأعمال والتجارة، كما كان ذلك الشخص من الأشخاص المحبوبين في المدينة التي يعيش فيها، وفي تلك الأثناء سارعت زوجته باللجوء إلى سيد يسمى الطبيب واطسون وطلبت منه مساعدتها في العثور على السيد نيفيل، وقد أخبرته أنه في الآونة الأخيرة بدأ السيد نيفيل بالانسياق خلف الأشخاص الذين يتناولون مادة الأفيون وأخذ في تناول تلك المادة مثلهم تماماً، فلم يعود للبيت منذ أيام قليلة، كما تخبر الدكتور واطسون عن المكان الذي كان يتردد عليه زوجها كثيراً من أجل شراء مادة الأفيون، وقد أشارت إلى الجهة الشرقية من مدينة لندن.
حينها بدأ واطسون على الفور القيام بالبحث عن السيد نيفيل، لكن حين وصوله إلى المنطقة التي وصفتها له الزوجة تفاجئ بمشاهدة المحقق هولمز، حيث كان متخفي في زي لشخص كبير في العمر، إذ كان السبب الذي كان خلف مجيئه هو محاولة لاكتشاف العديد من الخيوط الغامضة في قضية كانت تشغل تفكيره.
ولكن ما يزيد من الغموض حول القضية هو أنّ السيدة كلير أكدت مراراً وتكراراً أنها كانت ترى زوجها يتردد على ذلك المكان بشكل كبير، وأنها في أحد المرات رأته يطل من إحدى نوافذ ذلك المبنى مرات عديدة، وهذا ما جعل الأمر يزداد تعقيداً وغموضاً؛ وذلك لأن هذا المبنى كان مشهور بتجارة وتعاطي المخدرات، ومن هنا عزمت السيدة على الذهاب إلى ذلك المكان والدخول إليه ورؤية ما يدور في داخله بنفسها، ولكن عن الوصول إلى مدخل ذلك المكان قام الشخص الذي يمتلك المبنى منعها من الدخول بأية طريقة، ومن هنا لجأت إلى إخبار الشرطة، ولكن لم تتمكن الشرطة أيضاً من الوصول إلى المكان والعثور على زوجها.
بدأت الشرطة والضباط المحققين إجراء العديد من التحريات حول المكان، وما تم التوصل إليه إلى أنّ الشخص الذي يعيش في تلك الغرفة هو شخص ليس لديه عمل سوى التسول، وهو يتميز بأنه يمتلك شفة ملتوية ويدعى هيوج بون، وبعد مرور الوقت واستمرار التحقيقات تم العثور إلى ملابس نفس تلك الملابس التي كان يلبسها السيد نيفيل لحظة اختفاءه على مقربة من نهر التايمز، وعلى أثر ذلك تأكد المحقق شارلوك هولمز أنه من المؤكد أنّ السيد نيفيل قد مات، وفي تلك اللحظة أخذت الشكوك تدور حول الرجل ذو الشفة الملتوية، فتم على الفور القبض عليها واحتجازه في مخفر الشرطة.
في أحد الأيام تستلم السيدة كلير رسالة مكتوبة بنفس خط زوجها، مما جعل الأحداث تنقلب رأساً على عقب، وعلى أثر تلك الرسالة يقوم المحقق بتغيير وجهة نظرة بالكامل حول للقضية، حيث بدأ يربط الأحداث والوقائع ببعضها البعض، مما جعله يعود إلى المركز الأمني الذي يحتجز به المتسول، ويقوم بوضع وجهه تحت المغسلة وتنظيفه بالكامل، وهنا تفاجئ هولمز بأن المتسول هو ذاته السيد نيفيل.
وبعد إجراء التحقيقات معه تم الوصول إلى أنّ السيد نيفيل كان قبل زواجه مصاب بنوع من الحياة مزدوجة، إذ كان يعمل في البداية كممثل تلفزيوني وسينمائي، قبل أن يقوم بالعمل في مجال الصحافة، وفي أحد المرات كان قد طلب منه أن يقوم بتقديم دوره كشخص متسول؛ وذلك من أجل القيام بجمع المعلومات المطلوبة لكتابته في العمل الصحفي، حينها حصل على الكثير من الأموال دون جهد أو مشقة، وهذا ما جعله يكرر ذلك المشهد في مرات عديدة في حياته، من أجل الحصول على المال.
فجني المال بتلك الطريقة هو ما جعله يصبح من رجال الأعمال المرموقين في المدينة، ولكن مع كل ذلك زوجته لا تعلم أي شيء عن تلك الحالة، وهنا طلب السيد نيفيل بعد إخبار زوجته بذلك، وافق المحقق هولمز على ذلك لكن بشرط أن لا يعود إلى تلك الشخصية مجدداً.