تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب تشارلز ديكنز، وتم العمل على نشرها سنة 1866م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رجل يعمل في أحد أنفاق السكك الحديدية صرح بأنه يرى أشباح بين الحين والآخر، وفي كل مرة يرى بها الشبح تحدث كارثة كبيرة لا يمكن لأحد إيقافها.
الشخصيات
- عامل الإشارة
- الراوي
- المسؤول في السكة الحديدة
- سائق القطار
رواية رجل الإشارة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، وفي هذه الرواية اعتمد الكاتب على سرد الأحداث من خلال منظور الراوي، إذ أول ما بدأت الوقائع كانت في إحدى السكك الحديدية في المدينة، إذ في يوم من الأيام حينما وصل الراوي إلى المحطة وقف على خط السكة من الجهة العلوية وأخذ بالنداء على أحد العاملين في المحطة والذي كان متواجد في الجهة السفلية للمحطة، وحاول الراوي الإشارة والتلويح له عدة مرات بيديه، ولكن العامل والذي كانت مهمته تكمن في مراقبة نفق السكة الحديدية لا ينظر لأعلى كما يتوقع الراوي، بل يستدير ويحدق في نفق السكة الحديد بين الحين والآخر الذي يقع على عاتقه مراقبته بدقة.
ولكن الراوي لم يتوقف واستمر بالنداء والإشارة له حتى أنه أطلق عليه لقب رجل الإشارة، وفي هذه المرة طلب منه الراوي الإذن بالنول إلى الجهة السفلية التي يقف بها، وفي تلك الأثناء فهم عليه رجل الإشارة، إلا أنه كان متردد في السماح له، ولكنه رآى أن الراوي لم ينأ عن النداء والتلويح له، فسمح له.
وأول ما وصل الراوي إلى مكان ثقب السكة الحديد رأى أنه مكان بارد ومظلم للغاية، كما شاهد أن الرجل يتفقد النفق بين الحين والآخر بمفرده دون أي مساعد إلى جانبه، وكما يبدو للراوي أن عامل الإشارة لا يزال يخاف من الراوي والذي بدوره حاول تهدئته، وفي تلك الأثناء شعر عامل الإشارة أنه قد شاهد الراوي من قبل، ولكن الراوي نفى ذلك وأكد له أن لم يلتقي به في يوم من الأيام، وشيئاً فشيئاً بدأ عامل الإشارة بالاطمئنان ورحب بالوافد الجديد في مقصورته الصغيرة، وخلال لقائهم دار بينهم حديث كان محتواه عن عمل عامل الإشارة.
إذ أشار عامل الإشارة أن عمله عبارة عن روتين رتيب ممل للغاية، ولكن على الرغم من ذلك أكد للراوي أنه يشعر بأنه لا يستحق شيئًا أفضل من ذلك؛ وذلك لأنه في السابق كان قد أضاع من بين يديه فرصه الدراسة الأكاديمية حينما كان صغيرًا، وعلى الرغم من أنه كان يقضي معظم وقته خلال أوقات فراغه في تعليم نفسه الرياضيات وتعلم لغات أجنبية، ولكن من خلال حديثه كان يشكك الراوي في ذلك؛ وذلك لأنه لم يبدو عليه أنه مثقف إلى هذا الحد، وكل ما يبدو هو أن عامل الإشارة موظف مطيع في جميع الأوقات.
وقد ظهر ذلك جلياً حينما كان ينظر إلى جرس الإنذار بين الحين والآخر على الرغم من أنه كان لا يرن، ومما بدا للراوي هو أن هناك شيئًا ما يزعج عامل الإشارة، لكنه لا يقوى على الحديث عنه، وقبل أن يغادر الراوي محطة السكك الحديد طلب منه عامل الإشارة عدم النداء عليه والتلويح له حينما يعود إلى قمة التلة، أو حتى عندما يعود للعمل في اليوم التالي ويراه.
وفي صباح اليوم التالي حضر الراوي إلى المحطة وحسب توجيهات عامل الإشارة لم يقوم الراوي بالنداء ولا حتى التلويح له بيديه، وبعد أن نزل الراوي إلى مكان عمل رجل الإشارة وجلس معه دار حديث بينهم، وخلال ذلك الحديث أخبر عامل الإشارة الراوي أنه سوف يقوم بالكشف له عن بعض المشاكل التي يعاني منها في حياته، وأكثر مشكلة كانت تسبب له معاناة هي أن هناك روح تطارده بشكل مستمر، وأنه قد رآها بشكل متكررة عند مدخل النفق في أوقات متفرقة، ومع كل ظهور لتلك الروح تقع له مأساة.
ففي المرة الأولى حينما شاهدها بعدها قام شخص بضربه على وجهه، وفي تلك اللحظة بدأ يسمع عامل الإشارة ذات الكلمات التي قالها الراوي ثم بعد ذلك همس بإذنه تحذير يائس، وقد حاول الراوي استجوبه لمن يهمس بإذنه، ولكن الصوت اختفى ولم يرد عليه رجل الإشارة، وهنا وبشكل مفاجئ ركض رجل الإشارة إلى داخل النفق، لكنه لم يجد أحداً، وبعد مرور بضع ساعات وقع حادث قطار مروع أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والوفيات، وأثناء ظهور الروح للمرة الثانية كان الشكل صامتًا ولا يهمس بأي شيء، وكلتا يديه أمام وجهه في حالة حداد؛ ثم بعد ذلك توفيت شابة جميلة في قطار مر من ذلك النفق، وفي نهاية حديث عامل الإشارة أشار إلى أنه في العديد من المرات من الأسبوع الماضي شاهد شبح.
وهنا أخذت الشكوك تدور في ذهن الراوي حول أمرين، الأول التشكيك في وجود أمور خارقة للطبيعة، والثاني هو أن يكون عامل الإشارة مصاب بمرض الهلوسة، وفي تلك اللحظة وخلال تبادلهم للحوار رأى عامل الإشارة شبحًا، كما أن سمع جرسه بشكل مخيف ومرعب، ولكن الراوي لا يرى ولا يسمع شيئًا، وفي ذات الوقت كان عامل الإشارة على يقين من أن هذه الحوادث الخارقة للطبيعة تنذر بحدوث واقعة مأساوية ثالثة، وأخذ ينتظر حدوث المأساة الجديدة.
وفي تلك اللحظة كان عامل الإشارة في حالة يرثى لها من شدة الخوف والإحباط، وأشار للراوي أنه لا يفهم لماذا يجب أن يكون مثقلًا بمعرفة مأساة أولية عندما يكون مجرد موظف ثانوي في السكك الحديدية، وأنه حين يقع الحادث المأساوي لا يمكن السلطة ولا لأي جهة منع حدوثه، وبعد سماع الراوي ذلك الحديث من عامل الإشارة اعتقد أن خيال صديقه الجديد مرهق فاقترح عليه أن يصحبه لرؤية الطبيب.
وفي اليوم التالي حضر الراوي إلى محطة سكة الحديد مرة أخرى، وأول ما وصل إلى هناك رأى شخصية غامضة عند مصب النفق، لكن تلك الشخصية ليست شبحًا، فقد كان واحد من مجموعة المسؤولين الذين يحققون في حادثة وقعت على الخط، وهنا اكتشف الراوي أن عامل الإشارة قد مات، بعد أن صدمه قطار قادم، إذ بينما كان يقف على الخط وينظر باهتمام إلى شيء ما، فشل في الابتعاد عن الطريق بشكل سريع.
وفي تلك الأثناء شرح سائق القطار للجميع أنه حاول تحذير عامل الإشارة من الخطر الذي يواجه مراراً وتكراراً، وأنه نادى عليه السائق، وحذره أن ينتبه وطلب منه إفساح الطريق وأنه لوح السائق له بذراعه، ولكن في النهاية غطى وجهه لتجنب رؤية القطار يضرب رجل الإشارة التعيس، وهنا لاحظ الراوي أهمية التشابه بين كلمات وأفعال السائق وتلك الخاصة بالشبح كما وصفها عامل الإشارة سابقًا، لكنه يترك طبيعة تلك الأهمية للقارئ.
العبرة من الرواية هي أنه هناك الكثير من الأمور غير الواضحة، فمثلاً رؤية الشيء عن بعد يبدو أنه خيالاً بسبب عدم وضوحه، وهذا ما يجعل الكثير من الأشخاص يعتقدون الرؤية البعيدة خيالات مرعبة.