تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب جوزيف كونراد، وتم العمل على نشرها عام 1897م، تناولت في مضمونها الحديث حول رجل مريض كان في رحلة على متن إحدى السفن البحرية، وبعد أن طاف بالسفينة العديد من الكوارث تم التنبؤ بأن وفاته هي من سوف تنقذ السفينة من كل ما حل بها من كوارث خلال الرحلة.
الشخصيات
- البحار جيمس وايت
- القبطان أليستون
- البحار سينجلتون
- كوكني أحد أفراد الطاقم
- دونكين رجل شرير من أفراد الطاقم
رواية زنجي النرجس
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية بين دولة الهند ومملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك شخص يدعى جيمس وايت، وهو ما كان في متوسط عمر الشباب ويقيم في المناطق الغربية لدولة الهند ويتميز ببشرته ذات اللون الأسود ويعمل كبحار على متن السفن البحرية المتنقلة بين البلدان، وذات يوم بينما كان البحار جيمس على متن إحدى السفن التجارية وهي ما تعرف باسم سفينة نارسيسوس يقوم بمهمته تعرض إلى وعكة صحية شديدة جداً، وقد كانت وجهة السفينة في هذه المرة إلى إحدى المدن البريطانية والتي تعرف باسم مدينة لندن.
وبعد أن تم استدعاء الطبيب الذي على متن السفينة وإجراء العديد من الفحوصات له تبين أنه يعاني من مرض السل، وفجأة بدأت تتدهور حالته، وبين اللحظة والأخرى تزداد سوءًا، ونظراً إلى تلك الحالة التي أصيب بها وبشكل مفاجئ قلبت حالته الصحية رأساً على عقب، بدأت الشكوك تدهور في ذهن العديد من أفراد طاقم السفينة.
وعلى الرغم من أن تلك المحنة التي أصيب بها قد أثارت التعاطف الإنساني لدى الكثيرين ممن يعتلون تلك الرحلة، إلا أنه لا يزال قائد السفينة ذو البشرة البيضاء ويدعى القبطان أليستون والبحار صاحب البشرة السوداء كذلك والمتقدم في السن ويدعى سينجلتون مهتمين في المقام الأول بالواجبات والمهام الموكلة إليهما ويبدوان أنهما غير مبالين بتلك الحالة التي أصيب بها زميلهما البحار، واستمرا في حالة انتظار لما سوف يؤول إليه البحار دون تقديم أي مساعدة له.
وفي لحظة من اللحظات عند الدوران حول رأس الرجاء الصالح تعرضت السفينة إلى حادثة انقلاب على نهايات عوارضها، وقد حدث ذلك بسبب عاصفة حدثت بشكل مفاجئ، وقد تسبب انقلاب عوارض السفينة إلى غرق نصفها مع فقد العديد من حصص الطاقم وممتلكاتهم الشخصية، وخشية أن يفقدوا أفراد الطاقم حياتهم بقوا متشبثين بالسطح طوال الليل والنهار، واستمروا في انتظار بصمت أن تقلب السفينة في بقية الطريق وتغرق بأكملها، ولكن القبطان أليستون رفض أن يتم السماح بقطع الصواري، إذ رأى أنه من المحتمل أن يسمح للصواعق بإصلاح نفسها، ولكنه منع السفينة حتى من الاستفادة من أشرعتها.
وفي تلك الأثناء أدرك خمسة من الرجال أن مهلة الانتظار على وشك النفاذ، وعلى الفور حاولوا التسلق إلى مقصورة القبطان ونجحوا في ذلك، وأشاروا إليه أن مسؤولية إنقاذ حياتهم تقع على مسؤوليته الخاصة، وبعد مرور فترة قصيرة مرت العاصفة وعادت الرياح، هنا على الفور وجه القبطان أليستون مجموعة من الرجال والذين كانوا مرهقين للغاية في محاولة منعهم للتحكم بحركة الرياح والقيام بتوجيهها نحو السفينة لتصحيح مسارها، وعلى الرغم من الحالة من التعب والجهد التي كان بها هؤلاء الرجال، إلا أنهم نجحوا في تصحيح السفينة.
وفي ذلك الوقت سرعان ما استأنف القبطان الرحلة وأكملت السفينة مسارها، وبعد مرور فترة وجيزة بالقرب من نهاية الطريق انجرفت السفينة في حالة ركود؛ وذلك لأن الرياح الرأسية بدأت تتضاءل، مما تسبب في هدوء حركة السفينة لعدة أيام، ومنذ حالة الهدوء تلك وقد بدأت تزداد ندرة الحصص في سير السفينة، وهذا الأمر قد تسبب في إزعاج العديد من الرجال، والذين أصبحوا متلهفين للعودة إلى ديارهم، وفي يوم من الأيام اعترف لأحد البحارة ويدعى كوكني رجل يدعى دونكين وهو ما كان شخص كسول للغاية بأنه ليس مريضًا كما ادعى في بداية الرحلة، وإنما يتظاهر بأنه مريض؛ وذلك من أجل تجنب الضغط عليه والاضطرار إلى المشاركة في العمل الشاق، والذي كان يفرض على كل بحار سليم.
وخلال فترة الرحلة كان هناك العديد من الأشخاص الآخرين قد شكّوا بأمر مرضه بالفعل، وحينما سمع الكابتن أليستون عن تلك التمثيلية التي قام بها دونكين وعلى الفور أمر بتجمع أفراد الطاقم بأكمله، ولكن ما حدث هو أنه عوضاً عن الكشف عن ما قام به دونكين قام بالإشارة إلى الطاقم إلى أنه ينبغي عليهم بأنه ينتظروا وقت أطول؛ وذلك من أجل ضمان استكمال الرحلة بكل يسر وسهولة، وفي تلك الأثناء نهض دونكين وأخبر الطاقم أنه يشعر بالراحة الكافية في الوقت الحالي، ويريد أن يتابع عمل سير الرحلة معهم.
ولكن القبطان أمره القبطان بأن يقتصر على التنبؤ لما تبقى من الرحلة؛ وذلك لأن القبطان لم يعد يشعر بالأمان اتجاه دونكين وأراد أن يبقيه بعيداً عن قيادة السفينة؛ وذلك خشية القيام بأي أمر قد يعيق حرك السفينة من أجل التخلص من الرحلة والراحة، وقد كان ذلك القرار الذي اتخذه القبطان بخصوص دونكين قد أثار الكثير من أفراد الطاقم، وما زاد من ثورانهم هو مسألة الانتظار، إذ كان هناك مؤيدي الانتظار ومنتقدين.
ولكن هنا على الفور تدخل القبطان أليستون ومنع شبه تمرد كان على وشك الحدوث شجعه دونكين المتواطئ، وبعد أن تم إجباره على البقاء بعيدًا، ازداد الضغط عليه وعاد يشكو من تدهور حالته الصحية، وفي النهاية بينما استمرت السفينة في الانجراف دون نسيم بدأ بعض أفراد الطاقم بمن فيهم سينجلتون في الهمس أن جيمس نفسه هو المسؤول، وأن موته فقط هو الذي سوف يجلب رياحًا مواتية.
وأخيراً حينما مرت السفينة في إحدى الجزر والتي تعرف باسم جزر الأزور وازدادت الحالة الصحية لجيمس بالتدهور أكثر فأكثر واقترب الموت منه، قام دونكين بنهب متعلقات جيمس الشخصية من صندوقه البحري الخاص به، وبعد لحظات قليلة توفي جيمس وكما كان متوقع بأنه لم يكن يدعي المرض، بل كان مريض حقاً، وحدث هذا على مرأى الجميع من هم على متن الرحلة، وما كان مفاجئ للجميع هو أنه كما تنبأ سينجلتون، فقد عادت الرياح قوية على الفور بعد أن يلتصق جسد جيمس بالبحر، إذ سرعان ما وصل النرجس إلى إنجلترا.
العبرة من الرواية هي أن هناك العديد من الأشخاص من الذين تسمو أنفسهم إلى روح التعاون والمشاركة ومساعدة الآخرين في العمل دون الاتكال على الآخرين، ولكن هناك كذلك أشخاص كسولين ومتقاعسين أمضوا حياتهم في الاتكال على الآخرين مقابل راحتهم.