تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب جون جرين، وتم العمل على نشرها عام 2017م، وتناولت في مضمونها الحديث حول فتاة في مقتبل العمر تعاني من اضطراب الوسواس القهري والقلق، وذات يوم خاضت في عملية البحث عن ملياردير مفقود من أجل الحصول على مكافأة مالية، ولكنها خلال بحثها اكتشفت العديد من الأشياء عن المقربين منها، لم تكن تعلمها من قبل.
الشخصيات
- الفتاة آزا هولمز
- الشاب ميكال تورنر زميل آزا
- الفتاة ديزي راميريز صديقة آزا
- الملياردير راسل بيكيت
- الشاب ديفيس بيكيت حبيب آزا
- الشاب نوح شقيق ديفيس
- والدة آزا
رواية سلاحف إلى ما لا نهاية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كانت تقيم في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة إنديانابوليس كانت هناك فتاة تدعى آزا هولمز، وفي فترة من الفترات كانت آزا طالبة في المرحلة الثانوية وتبلغ من العمر السادس عشر عامًا، وفي هذا العمر كانت آزا تعاني من أحد أنواع الأمراض والذي يعرف باسم اضطراب الوسواس القهري، والذي يظهر في أغلب الأحيان على شكل خوف وقلق شديد من وصول الميكروبيوم البشري لها.
وطوال الوقت كانت تقضي آزا أيامها بحالة من التوتر والقلق خشية انتقال العدوى لها بأي طريقة أو بأي شكل من الأشكال، وهذه الحالة التي تعيشها كانت تُبعد بها الأشخاص عنها ولا يرغب أحد في مصادقتها أو حتى السير من جانبها، ولم يكن هذا الأمر من جهة من يلتقون بها فقط، ولكن من جهتها أيضاً، إذ كانت عندما تلتقي مع شخص سرعان ما تتفوه بشكل لا إرادي بألفاظ تشير بها إليهم بأنهم لا يعرفون طريقة النظافة قط.
وما كان يزيد ما من قلق وتوتر آزا من انتقال عدوى لها أنها كانت تقوم بين الحين والآخر بفتح ثقب باستخدام أداة من أدوات الأطباء والتي تقوم بتعقيمها باستمرار في أحد أصابعها، ولم يلتئم هذا الثقب على الاطلاق من كثر ثقبه، والسبب في قيامها بفتح هذا الثقب اعتقاداً منها أنها بذلك تتخلص من كل شيء لامسها وترك أثر خلفه على جلدها، وترى أنه بذلك تستنزف وتتخلص من مسببات الأمراض.
وفي تلك الأثناء كانت آزا لا تقيم علاقة مع أي شخص تلتقي به، وقد اختارت من بين جميع زملائها في المدرسة الثانوية صديقان فقط هما المقربان منها الأول شاب يدعى ميكال تورنر وهو ما يطمح إلى أن يكون فنان مشهور، وباستمرار يقوم برسم اللوحات الفنية الإبداعية، وفتاة تدعى ديزي راميريز، وهي فتاة منسجمة في مجال الكتابة والتأليف، وأكثر ما تتوق إليه هي كتابة قصص المعجبين في المشاهير والنجوم، وهما الوحيدان اللذان رأت بهما مستوى النظافة التي ترقى إليه.
وفي يوم من الأيام في المدرسة اكتشفت الفتاة ديزي أن شخص يدعى السيد راسل بيكيت وهو من يقيم في البناء المجاور للمدرسة وهو كذلك ملياردير وأب أحد أصدقاء آزا القدامى ويدعى ديفيس بيكيت، قد اختفى في أعقاب التحقيقات في مجموعة كبيرة من الجرائم التي حدثت في مجموعة من الشركات، كما توصلت ديزي إلى أن زوجة السيد راسل متوفية منذ عدة سنوات، لذا فإن اختفاء السيد راسل ترك كل من ديفيس وشقيقه الأصغر ويدعى نوح بدون وصي رسمي.
وبعد عرض مكافأة مغرية قدرت بحوالي مئة ألف دولار لحصول أي شخص يدلي بأي معلومات تشير إلى اختفاء راسل المفاجئ، أخذت كل من ديزي وآزا في البحث عن الملياردير المفقود بنفسهما، وأول ما قمن به هو التوجه نحو أحد الأنهار والذي يعرف باسم نهر وايت وأخذن بالتجديف بالقارب حتى تمكنّ من التسلل إلى ملكية السيد راسل بيكيت، ولكن من أول ما وضعن أقدامهن سرعان ما تم إلقاء القبض عليهن من قبل حارس أمن الملكية، والذي بدوره على الفور قادهن لعرضهن على ديفيس.
وما كان غريب في الأمر أنه حينما التقيا مع ديفيس من أجل إقناع الفتاتين بالتوقف عن ملاحقة بيكيت الأكبر، منح ديفيس آزا مئة ألف دولار مأخوذة من مخابئ والده المختلفة حول دار الضيافة الخاصة بعائلته، وأول ما حصلت آزا على المبلغ تقاسمته مع صديقتها ديزي، وبعد انتهاء اللقاء بينهم، شعرا كل من ديفيس وآزا أن هناك شيء بداخل كل منهما يجذبه نحو الآخر، وبدآ ديفيس وآزا في مواعدة بعضهما البعض، وفي الوقت نفسه أصبحت ديزي مرتبطة بعلاقة عاطفية مع زميلها الفنان ميكال، ومع مرور الوقت اعتقدت آزا أنها لا تستطيع التغلب على قلقها، مما يمنعها من إقامة علاقة عاطفية طبيعية مع ديفيس، وذات يوم وجدت العديد من التدوينات التي كتبها ديفيس حول مشاعره تجاه اختفاء والده وعلاقته بها.
وبعد مرور أيام قليلة قرأت آزا لأول مرة إحدى روايات المعجبين لديزي، وهنا اكتشفت أن ديزي كانت تقوم بكتابة الروايات للتنفيس عن إحباطها من آزا، وهنا أصيبت بنوبة هلع تؤدي إلى شربها دون وعي معقم يديها مما تسبب في الإغماء عليها، ومنذ ذلك الوقت بدأت تتدهور صداقتهما، وبلغت ذروتها حينما دخلن في جدال محتدم أثناء قيادة آزا السيارة في طريق عودتهن على الطريق السريع مما أدى إلى وقوع حادث سيارة مروع.
وعلى إثر ذلك الحادث قضيت آزا ثمانية أيام في المستشفى أصيبت خلالها مرة أخرى بنوبة هلع أخرى، بسبب مخاوفها من الميكروب، وبسبب ذلك قامت بتناول علبة مطهر مرة أخرى في المستشفى، وفي هذه المرة تم إلقاء القبض عليها من قبل والدتها، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى تعافت وعادت لإحياء علاقة صداقتها مع ديزي، ومن هنا بدأت آزا بتحسين قدراتها على إدارة دوافعها من خلال ممارسة منع التعرض والاستجابة، وأخذت تتناول وصفات طبية جديدة.
وفي وقت لاحق في أحد المعارض الفنية والتي كانت مقامة تحت الأرض كان هناك في الداخل نظام نفق صرف غير مكتمل كانت شركة راسل بيكيت مسؤولة عنه، وهنا ذهبن كل من آزا وديزي للاستكشاف المكان بمفردهما، وبعد ملاحظتهن لرائحة التعفن المنبعثة من المنطقة، أدركن أن هذا هو المكان الذي هرب إليه راسل بيكيت، ويشتبهون في أن الملياردير قد مات بالفعل في ذلك المكان، وفي تلك الأثناء على الفور أخبرت آزا ديفيس باكتشافهما، والذي بدوره قدم بلاغًا مجهولاً للشرطة، وبعد البحث في المكان حددت السلطات الجثة، التي قيل في وقت لاحق إنها جثة راسل بيكيت.
وفي النهاية نظرًا لفقدان ديفيس وشقيقه نوح والديهم ومنزلهم، بالإضافة إلى حقيقة أن والدهم قد ترك ثروته بالكامل لحيوانه الأليف والذي يطلق عليه اسم تواتارا، قرر ديفيس ونوح الانتقال إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة كولورادو، حيث استأجرا منزلاً وقررا الذهاب إلى المدرسة من هناك، وبعد وداع ديفيس ولآزا، أخذت آزا تفكر في الاحتمالات المفتوحة لمستقبلها.
العبرة من الرواية هي أن التحسس من الاختلاط مع الآخرين لأسباب مختلفة تجعل الفرد في النهاية يدرك أنه وحيداً لا أحد بجانبه.
مؤلفات الكاتب جون جرين
- رواية بلدات ورقية Paper Towns Novel