صدرت الرواية عن الكاتب والأديب دينو بوزاتي وهو من مواليد دولة إيطاليا وقد تم العمل على نشرها سنة 1940م، وقد كانت من الروايات التي لاقت انتشار واسع حال صدورها، وهذا ما ساهم في تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول أحد الضباط وهو شاب يدعى جيوفاني دراجو والحياة التي أمضاها في الانتظار، كان للرواية تأثير كبير على عدد كبير من الكُتاب والأدباء، وقد اعتبرت الرواية المنوط إليها من الروايات المفضلة لدى العديد من الأدباء والنقاد، حيث طالبت جموع منهم بأن يستخدم البطل للقصة لوصف الطبيعة الإنسانية في حب الاستقرار كما اعتبر الكتاب الذي تضمن الرواية ذو أهمية بالغة في الترويج للتوجه الأدبي الذي يعرف في المجتمع الأدبي بالواقعية السحرية.
رواية سهب التتار
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول حالة انتظار يعيشها الشخصية الرئيسية وهو رجل يدعى دراجو، إذ بقي دراجو مدى حياته ينتظر حدوث وقيام حرب عظيمة، وقد كانت تلك الحالة التي يعيشها دراجو تعطي له دافع ومعنى للاستمرار في الحياة، إذ كان ذلك الأمر من الأمور المغروسة بداخله والنابعة من الحاجة الإنسانية، وذلك من أجل إعطاء الحياة معنى، وما كان يدفع به إلى ذلك الأمر هو رغبة الجندي في الوصول إلى السمو والمجد، وقد اعتبرتا كلتا الصفتين من أهم السمات التي طغت على الرواية.
وفي أحد الأيام تم انتداب دراجو لإحدى القلاع البعيدة، والتي كانت مطلة على صحراء قاحلة، وفي تلك القلعة قضى دراجو جل عمره في البحث والانتظار عن جماعة من البربريين، حيث أنه في ذلك الوقت أشيع أنهم يقيمون خلف تلك الصحراء، ومع مرور الوقت وبدون أن يدرك وجد دراجو نفسه وقد مرت عليه السنين الطوال من حياته التي قضاها في انتظار ومراقبة هذه القلعة.
إذ مرت العقود وجاءت وهو على تلك الحال، وقد أصبح جميع أصدقائه المقيمين في المدينة متزوجين وانجبوا أطفالاً وعاشوا حياةً كريمة وكاملة، بينما بقي هو الوحيد الذي لم يجني من انتظاره الطويل والمديد سوى الثبات مع نظرائه من الجنود في انتظارهم الطويل وصبرهم في المراقبة والمتابعة، وفي النهاية حدثت الهجمة المنتظرة أخيراً من قبل التتار وقد جعلت دراجو عليلاً، وقد كان المرض الذي أحل بدراجو أجبر قائد هذه القلعة لصرفه إلى المدينة، وفي أثناء عودته إلى المدينة توفي في أحد المقاهي.