تُعتبر الرواية من الروايات القصيرة للكاتب والأديب الروسي ليو تولستوي، وقد سُمّيت على اسم سوناتا كرويتزر الخاصة ببيتهوفن، وقد كانت من الروايات التي لاقت صدى واسع حول العالم، كما أنها حقّقت نسبة مبيعات عالية حال صدورها، وقد تم العمل على نشرها سنة 1889م، وقد تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
تم إخضاع الرواية للرقابة من قِبل السلطات الروسية، حيث تمت مناقشة العمل بلسان المتكلم ومفهوم العلاقة بين الرجال والنساء قبل وبعد الزواج، كما تطرق الكاتب للحديث حول موضوع الغيرة والطرق التي تقود إليها، كما ارتبطت الشخصية الأساسية بالأحداث التي أدت إلى مقتل زوجته، وفي التحليل لأحداث الرواية من قِبل الأدباء والنقاد تمت الإشارة إلى أن الأسباب الجذرية لهذا الفعل هو إما ما يعرف باسم الإفراط الحيواني أو ما يشار إليها بمصطلح العلاقة السيئة والتي تسيطر على العلاقة بين كلا الجنسين.
أوضح الكاتب في خاتمة الرواية المنشورة إلى الرسالة المقصودة منها، وقال: فلنكف عن الاعتقاد أنّ المحبة الجسدية هي سمة رفيعة ونبيلة، ودعونا نفهم أي غاية تستحقها مساعينا نحو هذه المحبة، وذلك في إشارة منه إلى مصلحة الإنسانية والعلم، كما أوضح أنه لن تتحقق أي نهاية حيث أنه لن يساعد الوله والترابط في الوصول إلى حب جسدي، وأنه مهما ادعى مؤلفو قصائد الحب والرومانسية عكس ذلك، فلن يساهموا أبدًا في المساعي الجديرة بالاهتمام، بل على العكس سوف يعقونها.
رواية سوناتا كرويتزر
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الشخصيات الرئيسية وهو رجل يدعى بايناني، حيث أنه في أحد الأيام كان في رحلة عبر القطار، وأثناء تلك الرحلة تراود على مسامعه محادثة بخصوص الزواج والطلاق والحب، وفي تلك المحادثة كانت هناك سيدة تجادل بأنّ الزواج لا ينبغي أن يكون مبني سوى على الحب الصادق، وهنا سأل بايناني السيدة وقال لها: ما هو الحب؟ حيث أراد أن يشير أنه إذا كان مصطلح الحب مفهوم يكون أولوية حصرية لشخص واحد، وإنه إن لم يكن حقيقي فسرعان ما يمر بسرعة، وأن عقد الزواج يبقى شكلي بين المتزوجين، وأنه يمكن أن يتحول الحب الأولي بسرعة إلى كراهية.
ومن هنا يبدأ برواية كيف أنه اعتاد على زيارة الفتيات حينما كان في مرحلة الشباب، كما بدأ يشتكي من أنّ الغالبية العظمى من فساتين النساء تم تصميمها من أجل إثارة رغبات الرجال، كما يذكر بالإضافة إلى ذلك إن النساء لن تتمتع بحقوق مساوية للرجال طالما يراهم الرجال من وجهة نظرهم أنهن مجرد للتسلية فقط، ومع كل ذلك فقد وصفهن في العديد من المواقف يتمتعن به بشكل من السلطة والسيطرة على الرجال، كما أشار إلى أن القسم الكبير من المجتمع من فئة الرجال مُهيأ لأجل سعادتهن ورفاهيتهن، ومقدار ما يملكونه من سطوة على أفعال الرجال.
وقد تغيرت علاقته بزوجته بعد لقائه مع تلك السيدة أثناء رحلة القطار، إذ بقي زواجه لها على شكل فترات متناوبة من الحب المعقد والشجارات الشديدة، وقد كان لديه في ذلك الوقت خمسة من الأطفال، كما كانت زوجته تتناول العديد من الأقراص من أجل منع الحمل، وفي أحد الأيام توفي أطفاله الخمسة بحادثة عارضة، وهنا رأى أنه جرى التخلص من العذر الأخير لحياته التي كان يرى أنها سيئة للغاية وتعيسة، ولكن مما تفاجئ به هو أن حياته قد أصبحت أتعس وأسوأ من ذي قبل، حيث في ذلك الوقت بدأت زوجته تميل للإعجاب بأحد الأشخاص يدعى تروخاتش، وقد كان ذلك الشخص أحد عازفي الكمان المشهورين.
وفي أحد الأيام عزفت زوجة بايناني وعازف الكمان سوياً المعزوفة الشهيرة لبيتهوفن، وهنا أوضح بايناني أنّ بعض نغمات الموسيقى قوية جداً إلى الحد الذي يجعلها تعمل تغيير الحالة المزاجية للشخص إلى حالة انفعال خارجية، وقد كان في تلك اللحظة يخفي بداخله شعور الغيرة تجاه زوجته من ذلك العازف ويذهب في رحلة، ولكنه لم يلبث طويلاً إذ سرعان ما يعود، وإذ به يجد تروخاتش مع زوجته، وعند مشاهدته إلى ذلك المشهد سرعان ما يندفع إلى قتل زوجته باستخدام خنجر، وهنا سرعان ما يهرب عازف الكمان، حاول اللحاق به لكنه أيقن أنه من السخف اللحاق بشخص متيم بزوجته، وقال: لن أرضى أن أكون شخص سخيف بل شديد البغض، وبعد أن تم تبرئته من قتل زوجته بسبب وضوح خيانتها، راح بايناني يركب القطارات باحثًا عن المغفرة بين المسافرين.