تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتبة جورج إليوت، وتم العمل على نشرها عام 1861م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رجل اتهم بالسرقة وقرر أن يهجر قريته، ولكن في النهاية وجد سعادته بعيداً.
الشخصيات
- سيلاس مارنر
- ويليام داين صديق سيلاس
- خطيبة سيلاس
- دونستان كاس (دنسي)
- جودفري كاس
- مولي فارين الزوجة السرية لجودفري
- نانسي لاميتر
- دوللي وينثروب
- الطفلة إيبي
رواية سيلاس مارنر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل يدعى سيلاس مارنر، وهو يعمل كحائك، بالإضافة إلى أنه عضو في إحدى الجماعات والتي تعرف في ذلك الوقت باسم جماعة كالفينية الصغيرة، يقيم سيلاس في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة لانترن يارد، في أحد شوارع الأحياء الفقيرة في المناطق الشمالية من دولة إنجلترا، وفي يوم من الأيام تم توجيه تهمة لسيلاس زوراً بسرقة أموال المصلين، والسبب في توجيه التهمة إليه هو أنه تم العثور على قطعتان تدلان على تورط سيلاس، وإحدى تلك القطع هي سكين جيب، قد تم العثور عليه في منزله في تلك الحقيبة التي كان سيلاس يحمل بها النقود باستمرار.
وخلال تلك الفترة كان هناك احتمال قوي بأن يكون أقرب صديق لسيلاس ويدعى ويليام داين هو من قام بتلفيق تلك التهمة له؛ وذلك لأنه تبين أن سيلاس قد أعار سكين الجيب تلك إلى ويليام قبل وقت قصير من وقوع السرقة، وفي ظل تلك التهمة انقسم الناس إلى قسمين، منهم من أشار إلى أن الله بقدرته سوف يوجه العملية ويثبت الحقيقة وبراءة سيلاس، وهذا الاعتقاد ذاته الذي كان يؤمن به سيلاس، والقسم الآخر أشار إلى أن سيلاس في الحقيقة مذنب.
وعلى إثر تلك التهمة بالسرقة قامت الفتاة خطيبة سيلاس والتي كان من المقرر أن يتم زواجهما في وقت قريب بالانفصال عن سيلاس والزواج من صديقه ويليام، وبعد أن تزوجت الفتاة من صديقه شعر سيلاس بانكسار كبير في قلبه ورأى أن حياته قد تحطمت، فقرر ترك مدينة لانترن يارد والمغادرة إلى إحدى المناطق الريفية حيث لا يعرفه أحد.
وذات يوم سافر سيلاس إلى المناطق الجنوبية من البلاد متوجهاً نحو إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة ميدلاندز، وأول ما وصل إلى هناك استقر بالقرب من قرية تشتهر باسم رافيلو، كانت من المناطق الريفية التابعة إلى إحدى المقاطعات والتي تعرف باسم مقاطعة وارويكشاير، وهناك عاش منعزلاً ووحيداً، كما اختار الحد الأدنى من التواصل بالسكان خارج نطاق عمله والذي كان في نسيج الكتان، ومنذ ذلك الوقت وقد كرس نفسه لمهنته، وكان يعمل بكل إخلاص وجد، وأصبح يعشق العملات الذهبية التي يكسبها من نسجه فقط.
وفي إحدى الليالي من تلك التي يطغو عليها الضباب تمت سرقة حقيبتان لسيلاس مملوأتين بالعملات الذهبية التي كان قد كسبها من عمله على يد شخص يدعى دونستان كاس (دنسي)، وهو الابن الأصغر لرجل يدعى كوير كاس وهو مالك الغالبية العظمى من الأراضي في تلك البلدة، وحينما تم اكتشاف السرقة غرق سيلاس في كساد عميق على الرغم من محاولات القرويين مساعدته، وفي تلك الأثناء اختفى دنسي على الفور عن الأنظار، لكن المجتمع المحيط لا يهتم كثيراً بذلك الاختفاء المفاجئ له؛ وذلك لأنه اعتاد على الاختفاء بهذا الشكل عدة مرات من قبل.
وفي ذلك الوقت كان هناك من يدعى جودفري كاس وهو الشقيق الأكبر لدونسي، ولديه كذلك ماضي سري، وفي ذلك الوقت كان متزوج سراً من سيدة تدعى مولي فارين، ومولي كانت سيدة من الطبقة العاملة، ومدمنة على تناول المواد الممنوعة وتقيم في بلدة أخرى، ولكنها معزولة عن الآخرين، وهذا الأمر كان هو العائق الذي يقف أمام جودفري ويمنعه من الزواج من فتاة تدعى نانسي لاميتر، وهي امرأة شابة من الطبقة المتوسطة.
وفي إحدى الليالي من فصل الشتاء حاولت مولي أن تشق طريقها إلى حفلة ليلة رأس السنة الجديدة المقامة في واحدة من المدن والتي تعرف باسم سكوير كاس برفقة ابنتها والتي تبلغ من العمر عامين، وأثناء طريقها إلى تلك المدينة كانت تشير إلى كل من تراه أنها زوجة جودفري، وبسبب ازدياد تساقط الثلوج شعرت ببرودة شديدة وفقدت وعيها، وفي تلك اللحظة أخذت ابنتها تتجول حتى وصلت إلى منزل السيد سيلاس.
وأول ما شاهد سيلاس الطفلة حاول تتبع أثرها ليعلم من أين جاءت، وقد توصل سيلاس إلى والدتها مولي والتي وجدها متوفية في تلك اللحظة، ومن هنا على الفور توجه سيلاس للحفل طلبًا للمساعدة، وحينما سمع جودفري بطلبه توجه إلى مكان الحادث، وأول ما شاهد السيدة تعرف عليها وقرر أن لا يخبر أحد بأن مولي كانت زوجته، كما أنه رأى وفاة مولي ملائم من أجل زواجه من نانسي.
ومنذ ذلك الوقت قرر سيلاس تبني الطفلة وأطلق عليها اسم إيبي، على اسم والدته وشقيقته المتوفاة، غيرت إيبي حياة سيلاس تمامًا، فعلى الرغم من أنه تمت سرقة عملاته الذهبية، إلا أنه رأى أن الله عوضه بشكل رمزي في صورة الطفلة ذات الشعر الذهبي، بينما جودفري تزوج من نانسي وواصل إخفاء حقيقة زواجه السابق وطفلته عنها، ولكن مع ذلك فهو يساعد سيلاس في رعاية إيبي من خلال تقديم الهدايا المالية من حين لآخر، بينما الجزء الأكبر من المساعدة العملية من ناحية الاهتمام والرعاية والدعم في تربية الطفل كانت تقدمه سيدة تدعى دوللي وينثروب، وهي جارة سيلاس اللطيفة، ساهمت مساعدة دولي ونصائحها لسيلاس ليس فقط في تربية إيبي فقط، ولكن أيضًا في دمجهم في مجتمع القرية.
ومع مرور الوقت أصبحت إيبي تبلغ من العمر ستة عشر عامًا، وكبرت لتصبح فخر القرية وتربطها علاقة قوية مع سيلاس، والذي وجدت من خلاله مكانًا في المجتمع الريفي وهدفًا في الحياة، وفي تلك الفترة كانا كل من جودفري ونانسي حزينا على حالتهما الخالية من الأطفال، وفي نهاية المطاف تم العثور على هيكل عظمي يعود لدونستان كاس، وفي وقتها لا يزال متمسك بذهب سيلاس في أسفل مقلع الحجارة بالقرب من منزل سيلاس، وحينها تم إعادة العملات الذهبية إلى سيلاس، وبعد أيام قليلة اعترف جودفري لنانسي أن مولي كانت زوجته الأولى وأن إيبي هي في الحقيقة طفلته، وهنا اقترحت عليه أن يقوم بتربية ابنته كنبيلة، ولكن هذا يعني أن على إيبي التخلي عن العيش مع سيلاس، وحينما تم عرض الأمر على إيبي رفضت الأمر بأدب، ولكن بحزم، قائلة: لا أستطيع أن أشعر بالسعادة دونه.
وفي النهاية أقام سيلاس العديد من المصانع الكبيرة والتي تختص في عمل النسيج، وتزوجت إيبي من شاب من نفس المدينة نشأت معه وانتقلوا إلى منزل سيلاس، وأخيراً بدت أن تصرفات سيلاس على مر السنين في رعاية إيبي قد وفرت الفرح للجميع وتحتفل الأسرة الممتدة بسعادتها.
العبرة من الرواية هي أن السعادة هي من أهم الأمور التي يسعى إليها كل إنسان في حياته.
مؤلفات الكاتبة جورج إليوت
- رواية الطاحونة على نهر فلوس The Mill On The Floss Novel