رواية شيرلي Shirley Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية للكاتبة شارلوت برونتي، وتم العمل على نشرها عام 1849م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول فتاة جاءت إلى مدينة في أوج أزمة اقتصادية ووقع شاب في حبها، وبسبب وقوعها في حبه استخدمت أموالها لتسديد كافة الثغور المالية، ولكنها في النهاية رفضت الزواج منه؛ وذلك لأنها رأت أنه يحبها لمالها فقط.

الشخصيات

  • الشاب روبرت مور
  • كارولين هيلستون ابنة عم روبرت
  • شيرلي حبيبة روبرت
  • هورتنس شقيقة روبرت
  • القس فيليب هيلستون عم كارولين
  • السيدة بريور مربية شيرلي ووالدة كارولين
  • لويس مور معلم شيرلي الفرنسية وشقيق روبرت

رواية شيرلي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى روبرت مور، وهو صاحب أحد المصانع في المدينة، يشتهر السيد روبرت بقسوته الواضحة تجاه موظفيه، حتى أنه في الكثير من الأحيان كان يسرح العديد من العمال، ويبدو أنه غير مبالي بما يترتب على ذلك من حالة فقر للعديد من العمال، ولكن في الواقع لم يكن لديه خيار؛ وذلك لأن المصنع غارق بالديون، وهو مصمم على استعادة شرف عائلته وثروتها.

وذات ليلة بينما ينتظر روبرت تسليم آلات جديدة لتوفير العمالة للمصنع، والتي سوف تمكنه من تسريح عدد من الموظفين الإضافيين، بقي يراقب طوال الليل مع بعض الأصدقاء وصول تلك الآلات، ولكن ما حدث هو أن الآلات تحطمت بسبب قواطع الإطارات أثناء طريقها إلى المصنع، ويوماً بعد يوم استمرت الصعوبات التجارية لروبرت، وفي الكثير من الأحيان كان يتم إرجاع السبب إلى الاضطرابات العمالية المستمرة في ذلك الوقت، ولكن بشكل أكبر كانت تعود إلى الحروب النابليونية والأوامر المصاحبة لتلك الحروب في المجلس، والتي بدورها كانت تمنع التجار البريطانيين من التداول في الأسواق الأمريكية.

وفي ذلك الوقت كان روبرت قريب جدًا من ابنة عمه وتدعى كارولين هيلستون، إذ جاءت إلى منزله من أجل أن تتعلم اللغة الفرنسية من قبل شقيقته وتدعى هورتنس، كانت كارولين معجبة بروبرت جداً، وبعد مرور فترة وجيزة توفي والد كارولين وتخلت عنها والدتها، بينما روبرت فقد تركها ليتولى تربيتها عمها القس ويدعى فيليب هيلستون، وقد قام روبرت بذلك؛ لمنع نفسه من الوقوع في حبها، وطوال تلك الفترة كان روبرت محافظ على مسافة بينه وبينها؛ وذلك لأنه لا يستطيع أن يتزوج من أجل الحب في ذلك الوقت.

وفي تلك الأثناء أدركت كارولين أن روبرت يزداد بعدًا عنها وينسحب من حياتها، كان عمها يدرك حبها، ولكنه لا يتعاطف مع مشاعرها، وفي ذلك الوقت لم يكن لديها أي أموال خاص بها، وهذا ما كان يمنعها من المغادرة، وذات يوم اقترحت على عمها أن تتولى دور المربية، لكن عمها رفض الفكرة مطلقاً، وقد برر رفضه بأنها ليست بحاجة إلى العمل من أجل لقمة العيش.

وبعد مرور فترة وجيزة تتعافى كارولين من حبها لروبرت إلى حد ما عندما تقابل فتاة تدعى شيرلي، وهي من كانت وريثة مستقلة مات والداها وتعيش مع سيدة تدعى بريور، وهي ما كانت مربيتها السابقة، كانت شيرلي مفعمة بالحيوية والبهجة ومليئة بالأفكار حول كيفية استخدام أموالها وكيفية مساعدة الناس ومهتمة جدًا بالأعمال التجارية، سرعان ما أصبحت كارولين وشيرلي صديقتين مقربتين، كما أصبحت كارولين مقتنعة بأن شيرلي وروبرت سوف يتزوجان في يوم ما، وبالفعل لم تمضي فترة طويلة حتى وقع روبرت في حب شيرلي، وأكثر ما جذبه إليها هو اهتمامها بعملها.

كما أن شيرلي بدأت تهتم بروبرت وبالتهديدات التي يتلقاها من عمال المطاحن، ونظراً لرؤية شيرلي للعديد من المقاطع التي تصور المعاناة الحقيقية لأولئك الذين كانوا عمالاً أمناء ولم يعد بإمكانهم العثور على عمل جيد، استخدمت شيرلي أموالها لمساعدة الفقراء، لكنها مدفوعة أيضًا بالرغبة في منع أي هجوم على روبرت.

وفي إحدى الليالي طلب القس هيلستون من شيرلي البقاء مع كارولين أثناء غيابه، وفي تلك الليلة أدركت كل من كارولين وشيرلي أن الهجوم على المصنع بات وشيكًا، إذ سمعتا الكلب ينبح وشعرن بأن هناك مجموعة من المشاغبين يقفون خارج بيت القسيس كونه عم روبرت، كما سمعن مثيري الشغب يتحدثون عن رغبتهم في دخول المنزل، وهنا على الفور تمكنا من الخروج بطريقة سرية وتوجهتا على الفور باتجاه المصنع من أجل تحذير روبرت، لكن كان ذلك بعد فوات الأوان، إذ شهدن معركة دامية في الخارج.

وبعد انتهاء تلك المعركة من خلال تولي شيرلي لحل المشاكل المادية أصبح الحي كله مقتنعًا بأن روبرت وشيرلي سوف يتزوجان، وما زاد من تأكيد ذلك الأمر هو إصابة كارولين بأحد أنواع الأمراض المميتة، وفي ذلك الوقت قامت السيدة بريور من أجل الاعتناء بها، وخلال فترة اهتمام السيدة بريور بكارولين عرفت أن حزنها بسبب عشقها لروبرت، ثم كشفت السيدة بريور أنها في الحقيقة والدتها، وقد بررت سبب تركها لها لأن كارولين كانت تشبه والدها تمامًا، الزوج الذي عذبها وجعل حياتها بائسة.

وفي ذلك الوقت السابق كان لدى السيدة بريور القليل من المال، ولذلك حينما عرض عليها والد شيرلي تربية ابنته قبلت العرض، واتخذت اسم بريور وذهبت لتصبح مربية، وهنا أصبح لدى كارولين سبب للعيش؛ وذلك لأنها تعلم أنه يمكنها الذهاب والعيش مع والدتها، فتبدأ في التعافي.

وذات يوم جاء عم شيرلي وزوجته لزيارتها، وقد أحضروا معهم بناتهم وابنهم ومعلم ابنهم ويدعى لويس مور، وقد كان ذلك المعلم هو الشقيق الأصغر لروبرت وقام بتدريس شيرلي عندما كانت في المرحلة المدرسية، وفي تلك الأثناء شعرت كارولين بالحيرة من سلوك شيرلي المتغطرس والشكلي تجاه المعلم لويس، وفي غضون ذلك بقيت العلاقة بين كل شيرلي ولويس متناقضة، وعلى الرغم من ذلك كانت حينما تشعر شيرلي بالضيق، فإن الشخص الوحيد الذي يمكنها أن تثق به هو لويس.

وذات يوم قرر روبرت أن يغادر المدينة، ولكن بعد أن توقف في السوق مع أحد أصدقائه سأله صديقه عن سبب مغادرته، على الرغم من أن متأكد من أن شيرلي تحبه وترغب في الزواج منه، فأجابه روبرت أنه قد اعتقد ذات الشيء، وقد اقترح على شيرلي قبل مغادرته الزواج، ولكنها ضحكت شيرلي في البداية معتقدة أنه ليس جادًا في طلبه، ولكنها بكت عندما اكتشفت أنه كان جاد بطلبه، ولكنها أخبرته أنها تعرف أنه لا يحبها، وأن في الحقيقة طلبه ليس من أجلها، بل من أجل مالها.

وهنا قرر روبرت الرحيل وهو يشعر بالإذلال، على الرغم من أنه يعلم أنها كانت على حق، وقد دفع هذا الاشمئزاز الذاتي لروبرت به بعيدًا إلى مدينة لندن، إذ أنه أدرك أن استعادة اسم العائلة لم تكن مهمة مثل الحفاظ على احترامه لذاته، وعاد إلى المنزل مصمماً على إغلاق المصنع إذا تطلب الأمر ذلك، والسفر إلى دولة كندا لجني الثروة، وفجأة سمع صديقه طلقة نارية وشاهد روبرت سقط من حصانه.

وعلى الفور أخذه صديقه إلى منزله واعتنى به، وبدأ روبرت بالتحسن ببطء، وقد أحيته تماماً زيارة من كارولين، لكن كان عليها أن تأتي سرًا مختبئة عن عمها وصديقتها، سرعان ما انتقل روبرت إلى منزله وأقنع شقيقته بأن الشيء ذاته الذي يحتاجه منزلهم للتعبير عن فرحتهم هو زيارة من كارولين، وهنا لجأ روبرت لطلب المغفرة من كارولين.

وفي النهاية تقدم لويس لخطبة شيرلي، على الرغم من الاختلاف في المواقف النسبية بينهما، وافقت شيرلي على الزواج منه، كانت كارولين هي وصيفة الشرف لشيرلي، لكن روبرت اقترح عليها الزواج، فقبلت وانتهت الرواية بزواج كارولين من روبرت.

العبرة من الرواية هي أن الحب هي من أعظم المشاعر التي تتخلل الإنسان، إلا أنها تصبح مشاعر حزينة ومضنية حين تكون من طرف واحد.

مؤلفات الكاتبة شارلوت برونتي

  • رواية البروفيسور The Professor
  • رواية فيليت Villette

شارك المقالة: