تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتبة إديث وارتون، وتم العمل على نشرها عام 1920م، وتناولت في مضمونها الحديث حول الحياة التي كان يعيشها أبناء الطبقة العليا، وقد جسدت ذلك من خلال حياة أحد الشباب، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية.
الشخصيات
- نيولاند آرتشر
- ماي ويلاند زوجة نيولاند
- الكونتيسة إيلين أولينسكا ابنة عم ماي
- الكونت أوليف زوج إيلين
رواية عصر البراءة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى نيولاند آرتشر وهو يعمل في مجال المحاماة وتنحدر أصوله من عائلة نبيلة وهو كذلك وريث إحدى أكثر العائلات شهرة في الولايات المتحدة الأمريكية وعلى وجه التحديد مدينة نيويورك، وفي فترة من الفترات كان ينتظر بشغف وبسعادة زواجه من فتاة تدعى ماي ويلاند وهي ما تم وصفها أنها فتاة محافظة وجميلة للغاية، ولكن على الرغم بشغفه من الزواج منها ذات يوم وجد سببًا للشك في اختياره للعروس، وقد حدث ذلك بعد ظهور كونتيسة تدعى إيلين أولينسكا، وهي ابنة عم ماي، وعلى الرغم من أنها وصفت بأنها فتاة غريبة الأطوار، إلا أنها كانت تتميز بجمال فائق.
وذات يوم حينما التقى آرتشر مع إيلين بسبب تصرفه معها بشكل غير لائق، وهذا الأمر لم تعلم به ماي على الاطلاق، ومن جهة أخرى كانت إيلين عادت إلى مدينة نيويورك بعض قضائها شهر العسل في مجموعة من الدول الأوروبية، ولكن بعد أن افصلت بزواجها من كونت تعود أصوله إلى دولة بولندا جراء شائعة تسببت له بفضيحة، في البداية أدى وصول إيلين إلى تشوه محتمل قد يلحق بسمعة عائلة العروس؛ وذلك لأن الطلاق أمر غير مقبول في مجتمع مدينة نيويورك، مما أدعى إلى إزعاج آرتشر.
ولكن ما كان غريب في الأمر هو أنه بعد فترة قصيرة أصبح آرتشر مفتون بإيلين، والتي فور وصولها انتهكت بشكل غير لائق لقواعد مجتمع نيويورك الصارم، ومع تزايد إعجاب آرتشر بالكونتيسة إيلين كذلك، ازدادت شكوكه بشأن زواجه من ماي، وهذا الأمر كان نتاج مثالي لمجتمع نيويورك القديم؛ ولم زواجه من ماي يبدو أنه المصير المثالي الذي كان يتخيل الوصول إليه.
وفي تلك الأثناء تسبب قرار إيلين بتطليق الكونت ويدعى أوليف بوضع أفراد عائلتها الآخرين بأزمه اجتماعية، والذين في تلك اللحظات يخشون من الفضيحة والعار اللذان سوف يلحقان بعائلتهم، حيث أنه في ذلك الوقت كان يتم السماح بالعيش بعيدًا للزوجة، لكن دون وقوع الطلاق، فالطلاق كان من الأمور غير المقبولة على الاطلاق، ومن سعى في تشويه سمعة عائلة ويلاند، هو آرتشر والذي طلب من أحد زملائه المحاميون إقناع الكونتيسة إيلين بالطلاق، ونجح في ذلك، وبعد الانتهاء من أمر الطلاق بقي إلى جانبها لرعايتها، ولكن في لحظة ما، وخوفًا من الوقوع بحب إيلين أكثر فأكثر، توسل آرتشر لماي بالتسريع بموعد زفافهما، لكنها رفضت ذلك.
وبعد مرور بضعة أسابيع أخبر آرتشر إيلين أنه يحبها، وردت عليه إيلين بأنها تبادله ذات المشاعر، لكنها تشعر بالرعب والخوف من أن حبهما سوف يؤذي ماي، لذلك طلبت منه أن لا يترك ماي من أجلها، وذات يوم تلقى آرتشر برقية من ماي تضمنت في محتواها الموافقة على الزواج بشكل سريع.
ولم يمضي الكثير من الوقت حتى تزوجا كل من آرتشر وماي، وخلال تلك الفترة حاول آرتشر نسيان إيلين وإخراجها من حياته، ولكن كافة محاولاته باءت بالفشل، وبات يرى أن زواجه تقليدي والحياة الاجتماعية التي كان يراها ذات يوم ممتعة أصبحت فارغة وخالية من المرح، وعلى الرغم من أن إيلين انتقلت للعيش في مدينة أخرى تعرف باسم مدينة واشنطن واختارت أن تبقى بعيدة، إلا أنه غير قادر على التوقف عن حبه لها.
وفي يوم من الأيام أول ما بدأت العلاقة تتوتر بين آرتشر وماي وتقاطعت المسارات بينهما حدث أثناء وجوده مع ماي في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة نيوبورت التابعة إلى مقاطعة رود آيلان، حيث أنه هناك اكتشف آرتشر أن الكونت أوليف يرغب في العودة بعلاقته مع إيلين، لكنها رفضت الرجوع إليه، وعلى الرغم من أن عائلتها تريدها أن تتصالح مع زوجها وتعود إلى أوروبا؛ وذلك بسبب إحباطها من حالة الاستقلال التي كانت تعيشها، ولكن جراء رفضها بالرجوع إليه قطعت الأسرة الأموال عنها.
وحينما سمع آرتشر عن ذلك، على الفور بدأ بالبحث عن طريقة من أجل ترك ماي والوقوف إلى جانب إيلين، إذا أصبح في الفترة الأخيرة مهووس بالتواجد معها، وأول ما تمكن من إيجاد حيلة ومغادرة المكان الذي يقيم به مع ماي توجه على الفور نحو إيلين، وأول ما وصل إليها طلب منها الهروب معه، لكنها رفضت، ثم بعد ذلك تم استدعاء إيلين إلى مدينة نيويورك؛ وذلك من أجل رعاية جدتها المريضة، والتي قبلت قرارها بالبقاء منفصلة ووافقت على إعادة إعالتها.
وعند عودة إيلين إلى مدينة نيويورك، وتحت ضغط من آرتشر، لانت إيلين ووافقت على مقابلته سراً لإتمام علاقتهما، وبعد وقت قصير من محادثتهما لاحظ آرتشر أن إيلين قررت العودة إلى أوروبا، وعندما أعلنت ماي أنها وآرتشر سوف يقيمان حفل وداع لإيلين، قرر آرتشر التخلي عن ماي واللحاق بإيلين إلى أوروبا، وفي تلك الليلة بعد انتهاء الحفلة قرر آرتشر إخبار ماي بأنه سوف يتركها من أجل إيلين، ولكنها قاطعته لتخبره أنها حامل، كما صرحت بأنها أخبرت إيلين بحملها قبل أسبوعين، وعلى الرغم من عدم التأكد من ذلك في ذلك الوقت، فقد كان المعنى الضمني هو أن ماي فعلت ذلك؛ في محاولة منها لإبعاد وعودة إيلين إلى أوروبا، وهنا قرر آرتشر والذي أصبح محاصر بلا أمل، البقاء مع ماي وعدم اتباع إيلين، متخليًا عن حبه من أجل طفله.
وبعد مرور ستة وعشرين عامًا ووفاة ماي كان آرتشر وابنه الأكبر في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة باريس، علم الابن أن ابنة عم والدته تعيش هناك، فرتب لزيارة إيلين في شقتها في باريس، وحينما سمع آرتشر بذلك دهش من احتمال رؤية إيلين مرة أخرى، وعند وصوله خارج المبنى السكني أرسل آرتشر ابنه بمفرده لمقابلة إيلين، بينما انتظر هو في الخارج، وفي لحظة ما شاهد طرفها من شرفة شقتها، وهنا فكر بالصعود، لكنه قرر في النهاية عدم القيام بذلك؛ وعاد إلى الفندق الذي يقيم فيه دون أن يراها، وكانت كلمات آرتشر الأخيرة عن علاقته تلك أن أفضل شيء قام به هو أنه عاد إلى الفندق، فبهذا سوف يكون بحالة أفضل مما لو صعد.
العبرة من الرواية هي أن الحب القوي والصادق لا يمكن أن ينساه الإنسان بسهولة ولو مرّ عليه عقود من الزمن.
مؤلفات الكاتبة إديث وارتون
- رواية بيت الفرح The House of Mirth Novel
- رواية الصيف Summer Novel