تُعتبر هذه الرواية من روائع الأدب الصادرة عن الأديب ألكساندر دوما، وقد تناول من خلال محتوى الرواية الحديث حول قضية الملكة ماري أنطوانيت، كما صور كذلك من خلال الرواية حالة الانحلال والانحدار الذي هدد طبقة النبلاء في فترة حكمها.
رواية عقد الملكة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهي فتاة، وقد كانت تلك الفتاة تدعى جين دي فالواه، وقد ولدت من عائلة من أصول نبيلة، ولكن عائلتها كانت من العائلات الفقيرة، ويوم بعد يوم بدأت حالة العائلة تتدهور أكثر فأكثر إلى أن أصبحت عائلة معدومة تماماً، وفي فترة من الفترات تزوجت جين رجل من نفس القرية التي تعيش بها ويدعى السيد نيكولاس دي لا موت، وقد كانت تعمل في مجال تصميم الأزياء.
وكانت عائلة السيد دي لا موت كذلك حالة مادية سيئة، ولكن على الرغم من كل ما يحيط بالعائلتين من حالة فقر، إلا أنه منذ بداية زواجهما وقد بدأوا يطلقون على أنفسهم الكونت والكونتيسة، وقد أمضت السيدة جين سنوات حياتها في محاولة عدة منها في جذب انتباه الملك لويس السادس عشر أو الملكة ماري أنطوانيت أو وزرائهم، ولكن كل محاولتها باءت بالفشل، وفي يوم من الأيام وجدت جين أن الإشهار بين الناس أنها من معارف الملكة ذلك الأمر سوف يكون شيء مربح، وبالفعل ادعت أنها ذات تأثير على الملكة، وهذا ما جعل العديد من الناس يسعون من أجل إقامة علاقة صداقة معها، ومن هذا الخبر تمكنت في المقابل من الحصول الكثير من الهدايا والعطايا والأموال وحسن الضيافة.
ومن بين هؤلاء الناس كان أكثر ما يمكن اعتباره كنز حقيقي وتتمنى من أن تصيده وتلقي بشباك كذبتها حوله هو رجل يدعى السيد لويس، حيث أن ذلك الرجل كان من الرجال الذين لديهم السلطة والثراء معاً، ولكنه في ذلك الوقت كان على إشكال مع الملكة، وهنا فكرت جين في أن تستخدم ذلك الأمر لصالحها، فذهبت إليه بصفتها الصديقة المقربة من الملكة وبإمكانها أن تقوم بإصلاح العلاقة بينهما، وفي تلك الأثناء أول ما قامت به جين بمساعدة أحد الأشخاص المقربين منها والذي يدعى فيليت بتزوير خطاب وإرساله إلى لويس تحت اسم الملكة؛ وقد كان ينص على ذلك الخطاب هو أن يرسل لها المال، إذ أنها كانت تحتاج لقرض في تلك الفترة، وقد قام لويس بإرسال المبلغ المالي المطلوب وبالطبع ذهب في الحقيقة إلى منزل جين.
وفي أحد الأيام وصل خبر إلى جين حول عقد مصنوع من الألماس صنعه كل من رجل يدعى بومر وآخر يدعى باسينج، وقد كان ذلك بناءً على طلب من الملك لويس السادس عشر؛ وذلك لأنه رغب في أن يقدمه كهدية إلى عشيقته مدام دو باري، ولكن من سوء حظ الملك أنه توفي قبل الانتهاء من صنع العقد، وهنا حاول السيدان إقناع ماري أنطوانيت بأن تقوم بشراء العقد، ولكنه لم يناسب ذوقها كما أن الدولة كانت تمر بأزمة اقتصادية فلم تشتريه.
وحينما رفضت الملكة لشرائه أصبح كل من بومر وباسينج في حالة يأس وإحباط؛ وذلك لأنهم رهنا كل ما يمتلكانه من أجل إتمام صنع العقد، وفي النهاية لم يتمكنان من بيعه، وهنا فكرت جين في أن تستغل الأمر لصالحها، فقامت بتزوير خطاب وأرسلته به للكاردينال، وذلك الخطاب يفيد بأن الملكة ترغب بشراء العقد، ولكنها لا تجرؤ على فعل ذلك في العلن، بسبب الظروف التي تحيط بالدولة، وأنها قد اختارت الكاردينال كوسيط لإتمام أمور شراءه.
وفي تلك الأثناء شعر لويس بالقلق حول ذلك الأمر، وهنا أعدت له جين خدعة وأخبرته أن الملكة سوف تقوم بمقابلته بشكل شخصي، وقد أخبرته بالمكان الذي سوف تقابله به وهو حدائق القصر، وفي تلك الأثناء قامت جين هي وشخص يدعى كاليسرون بطلب مساعدة من فتاة تدعى نيكول، والتي كانت تشبه الملكة بعض الشيء لتلعب دور الملكة، مقابل أن تتقاضى أجر على ذلك، وبالفعل ارتدت فستان أبيض فضفاض وهو ما كان يتناسب مع ذوق الملكة وقابلت لويس، وهنا اقتنع تماماً.
وبعد مرور أيام قليلة فكرت جين في أن تدبر فضيحة للملكة أمام العلن، وقد اشترك معها في تدبير الفضيحة كاليسرون وهو رجل غامض وخبيث، ومن هنا بدأوا بإطلاق الشائعات حول الملكة بأنها في الليلة الماضية ذهبت في مهمة لأمر مشكوك فيه وهو مقابلة لويس، وقد كان ذلك الخبر قد تسبب بتعريض الملك للعار، وبالإضافة إلى إرسال الفتاة التي تمثل الملكة من أجل لقاء لويس، فقد جعلها تحضر حفلة تنكرية راقصة حضرها الكثير من طبقة النبلاء، وقد أشيع مرة أخرى حول الملكة بأنها تعاملت مع الناس بسلوك فظيع للغاية.
وفي تلك الفترة استلم لويس العقد وأخذه واتجه نحو حديقة القصر، وهناك سلمه إلى رجل ادعى أنه رسول من الملكة، وقد كان فيليت المساعد الشخصي لجين، وبعد ذلك بفترة وجيزة سلمت جين العقد إلى زوجها، والذي بدوره سافر إلى مدينة لندن من أجل أن يقوم ببيع عقد الألماس هناك.
وعند حلول فصل الصيف بدأت المؤامرة تنكشف شيئاً فشيئاً، وفي تلك الأثناء كان هناك الكثير من الصائغين يرسلون برسائل إلى الملكة، إلا أن الملكة استغرقت بعض الوقت قبل أن تعير اهتمام لتلك لرسائل، وفي النهاية انكشف الأمر برمته، إذ تم معرفة أن لويس قد اشترى العقد باسم الملكة، ولكن لم تتم معرفة أين هو العقد، وفي يوم من الأيام تم إلقاء القبض على لويس، ومن ثم تم معرفة كل شيء، وتم كذلك إلقاء القبض على كل من جين ونيكول وفيليت وكاليسرون، أما زوج جين فقد بقي في مكان آمن في دولة إنجلترا.
وفي النهاية كان من الممكن أن يتم التعامل مع الأمر في الخفاء دون الإشهار في العلن، وأن يقوم الملك بإصدار حكمه في الأمر بشكل عاجل، ولكن الملكة اعترضت على ذلك؛ وذلك لأنها أرادت أن يتم تبرئتها في العلن كما حدث عند صدور الشائعات حولها، إلا أن ذلك الأمر كان خطأ فادح انتهى بنتيجة عكسية، فطوال المحاكمة تم تلطيخ اسم الملكة في الطين.
وأخيراً تم حصول لويس على البراءة من تهمة الازدراء؛ وذلك لاعتقاده أن الملكة من الممكن أن تقابله في منتصف الليل في حديقة القصر، وأشارت المحكمة أن من المبرر أن يعتقد لويس ذلك، مما مثل إهانة كبيرة للملكة، كما تم إدانة جين وتم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة، لكنها تمكنت من الهروب من السجن واللحاق بزوجها إلى إنجلترا.