تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتبة جورجيت هاير، وتم العمل على نشرها عام 1961م، وتناولت في مضمونها الحديث حول شاب عاد من بلاد الخارج بعد وفاة والده على أمل أن ينعم بالاستقرار المادي، إذ اعتقد أن والده ترك خلفه ورثة كبيرة، ولكن ما تفاجأ به الشاب هو أن والده ما ترك له سوى الديون، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية.
الشخصيات
- الشاب فيكونت
- محامي العائلة
- السيد تشاولي
- جيني لبنة تشاولي
- جوليا أوفرلي حبيبة فيكونت
رواية عقد مدني
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة بلجيكا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن كان هناك منزل عائلة السيد لينتون، وفي فترة من الفترات كان الابن الأكبر لتلك العائلة ويدعى فيكونت يقيم في واحدة من الدول في الخارج، وبعد أن سمع عن وفاة والدة ذات يوم رأى أنه أصبح ينبغي عليه أن يعود إلى موطنه من أجل أن يدير شؤون المنزل وبقية أفراد عائلته؛ وذلك لأنه في تلك الفترة كان تلك العائلة مكونة من والدته وشقيقين له، ولكن والدته كانت سيدة لا تخرج من المنزل كثيراً وليس لديها أدنى معرفة في تدبير شؤون المنزل أو حتى إدارة المنزل، كما أنه أشقائه كانا في سن مبكر وليس لديهم أي خبره في مجال الإدارة.
وحينما جاء ذلك اليوم الذي عاد به فيكونت إلى المنزل على أمل منه أن يجد كامل الراحة والاستقرار النفسي والمالي، ولكن ما تفاجأ به فيكونت أول ما وصل إلى المنزل، هو أنه بدل من أن يجد نفسه وريث لمنزل فخم وأموال هائلة وطائلة وجد نفسه أنه وريثًا للديون والتي كانت متراكمة على عاتق والده وأصبحت الآن تقع على عاتقه، وعلاوة على ذلك يقع على عاتقه إعالة والدته وشقيقيه، وفي تلك الأثناء جلس فيكونت لعدة أيام يفكر مع نفسه من أجل إيجاد حل أو طريقة يحاول بها استعادة ثروة عائلته، وبعد أن خرج دون التوصل إلى أي حل لجأ إلى محامي العائلة في محاولة إلى أن يجد له المحامي وسيلة قانونية يتمكن بها الخروج من تلك المصيبة التي وقع بها.
وأول ما التقى مع المحامي أشار فيكونت أنه لم يعد أمامه سوى التطرق إلى بيع منزل العائلة، ولكن المحامي اقترح أن هناك طريقة من الممكن بها استرداد ورثة العائلة أو على الأقل المحافظة على تلك الممتلكات المتبقية وهي زواج المصلحة، وفي تلك اللحظة سرعان ما ظهر على ملامح فيكونت التردد، ولكن بعد تفكيره للحظات لقى أنه ليس بوسعه فعل أي شيء سوى الموافقة، وبعد فترة وجيزة تم ترتيب لقاء من قِبل المحامي بين فيكونت وسيد يدعى تشاولي وهو مواطن محلي لطيف وثري وابنته وتدعى جيني، كانت جيني فتاة بسيطة إلى حد كبير وخجولة بشكل رائع وتطغو على ملامحها النعومة التي تجعل كل من يراها ينجب إليها على الفور.
وفي ذلك اللقاء اقترح المحامي زواج كل من فيكونت وجيني، لم تظهر أي معارضة من جيني، فكانت كان فيكونت شاب لطيف ومهذب وتحلم أي فتاة الارتباط به، وقد أوضح المحامي لكليهما أن الزواج هو عقد بسيط، ولكنه يكتسب جيني اللقب ويكسب فيكونت ما يكفي من المال من أجل توفير التزامات أسرته وإنقاذ ممتلكات عائلته من الضياع، ولكن في تلك الأثناء على الرغم من أن فيكونت نطق بالموافقة، إلا أنه لا زال يحتفظ بمشاعره تجاه فتاة أحلامه وحب حياته وهي فتاة تدعى جوليا أوفرلي، على الرغم من تلك الفروقات الظاهرة فيما بين الفتاتين.
إذ أن جوليا فتاة على قدر عالي من الجمال الفائق وتهتم بمظهرها الخارجي وترتدي من أفخم الثياب والماركات، بينما جيني فقد كانت تطغو عليها البساطة ولا تهتم على الاطلاق بالمظهر والملابس، وبعد مرور فترة قصيرة تم الزواج، ولكنه لم يكن الزوجان سعيدان بذلك الزواج، على الرغم من أن جيني كانت تكن حب كبير لفيكونت وحاولت في الكثير من الأوقات أن توفر له حياة مريحة قدر الإمكان، ولكن لم يبدر من جهة فيكونت أي مساعي من أجل تحسين حياتهما.
وذات يوم اشتكت له جيني من بروده تجاه زواجهما، حينها قرر فيكونت وهو رجل نبيل دفن مشاعره تجاه جوليا وحماية زوجته والتي بدأت تفكر في الانخراط في المجتمع، كان يتمتع والد زوجته فيكونت السيد تشاولي بحسن النية والطيبة، ولكنه يفتقر إلى النعم الاجتماعية التي يعرفها فيكونت، وبالتالي جعل من الصعب على فيكونت أن ينسى أنه مدين له، وفي أغلب الأوقات كان فيكونت يتمنى لو أنه يتناسى أمر ديونه ويهرب بعيداً عن تلك الالتزامات التي بات مجبراً بها.
وفي تلك الفترة كان ما هو معروف عن فيكونت أنه من قدامى المحاربين وشارك في حرب شبه الجزيرة والتي اشتعلت في بداية القرن الثامن عشر، وذات يوم قرأ فيكونت في الصحف المحلية عن أن هناك معركة قادمة سوف تحدث في بلجيكا، وعلى إثر ذلك قرر اللعب في أسهم في البورصة، حيث قادته مشاركته الشخصية في المعارك السابقة إلى الاقتناع بأنه لن يخسر، لذا بدلاً من أخذ نصيحة والد زوجته ببيع أسهمه في الشركات، فإنه راهن على النصر، وكما توقع تراجعت الأسهم، وفجأة ارتفعت مرة أخرى جراء الأخبار التي تضمنت فوز قائد يدعى ويلينجتون في تلك المعركة والتي أطلق عليها اسم معركة واترلو.
ثم بعد ذلك جمع فيكونت ثروته واستعاد ممتلكاته، ولم يعد بحاجة إلى الدعم المالي من والد زوجته، ولكن مع ذلك لم يترك جيني، إذ أنها كانت حامل وولدت له طفلين توأم، وذلك التوأم قاد كل من جيني وفيكونت إلى فهم مدى قوة ارتباطهما وزواجهما وبات كل واحد منهم يفهم الآخر بطريقة أفضل، وبدلاً من سداد السيد تشاولي أمواله فقد اقترح أن يتم نقل سندات الملكية التي يحتفظ بها تشاولي مباشرة إلى حفيده المولود حديثًا، وعلى إثر ذلك قام فيكونت بإطلاق على أحد الطفلين اسم السيد تشاولي، وهذه علامة على مدى احترام وتقدير فيكونت له، وهذا التصرف من فيكونت أسعد السيد تشاولي كثيراً.
وفي غضون ذلك تزوجت جوليا من رجل كبير السن وثري، وهنا أدرك فيكونت أنه أكثر سعادة وراحة مع جيني التي كرست حياتها له، من جوليا والتي على الرغم من جمالها، إلا أن تفكيرها متمركز حول الذات والمتطلبات، وأخيراً شعرت جيني بمدى حب فيكونت لها وصدق مشاعرة تجاهها، والتي ظهرت بمودة وأكثر هدوءً من العاطفة الشبابية التي ميزت مشاعره تجاه جوليا أوفرلي.
العبرة من الرواية هو أن هناك الكثير من حالات الحب التي تأتي بعد الزواج، والتي تُبنى على مدى التضحيات التي يقدمها الطرفين.