رواية على التل الأسود - On The Black Hill Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والمؤلف بروس تشاتوين وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الأدباء الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه اشتهر بالعديد من الأعمال الأدبية، فبعد تركه التدريس في علم الآثار وجد نفسه على معرفة كاملة بالفن ومطلع على أمور كثيرة تخص الأدب، ومن هنا توجّه للكتابة والتأليف، ومن أكثر الروايات التي حقّقت له شهرة حول العالم هي على التل الأسود، والتي تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على نشرها سنة 1982م.

نبذة عن الرواية

لاقت الرواية انتشار واسع حول العالم وقد حققت نسبة مبيعات عالية، وهذا ما جعلها تفوز بجائزة جيمس تيت بلاك التذكارية في ذات السنة التي تم نشرها بها، كما تم تجسيدها إلى أحد الأفلام السينمائية العالمية  في سنة 1987م، تناولت الرواية في مضمونها الحديث عن الحب بدون مقابل، والقيم الاجتماعية التي كان يتصف بها سكان تلك المنطقة، بالإضافة إلى حالة الاضطراب والقمع الثقافي والاجتماعي والتعصب الديني.

رواية على التل الأسود

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى المناطق التي تقع على الحدود بين مدينة هيرفوردشاير الواقعة في دولة بريطانيا ومدينة ورادنورشاير في مدينة ويلز والتي تقع على الحدود بين إنجلترا والبحر الإيرلندي، وفي الفصل الأول من الرواية يسرد الراوي أن تلك الحدود بين البلدين كان يتم عبورها عن طريق أحد البيوت، وعلى وجهة الخصوص كان من يمر بها يعبر من خلال استخدام أحد السلالم.

استخدم الكاتب في الرواية الشخصيات من منطقة الويلز، وبالتحديد من إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة جونز، كما اعتمد الكاتب في طريقة السرد على أسلوب استعادة الذكريات، حيث أنه قام بتصوير الحياة التي يعيشها أخوين توأمين، وهما يدعيان لويس وبنجامين في إحدى المزارع في تلك المنطقة، وقد كانت تلك المزرعة منعزلة ويعرفها كل من يمر بجانبها بمزرعة الرؤية.

كان هؤلاء الشقيقين تربطهما علاقة قوية جداً، وأراد المؤلف أن يتطرق إلى تلك العلاقة بالإضافة إلى علاقتهم بوالدهم وتصرفات والدهم معهم ومع والدتهم من خلال الرواية، إذ يجسد صورة لويس بأنه الأخ الأقوى والذي يمتلك السيطرة من بين الشقيقين، بينما الشقيق الآخر بنجامين إذ يبدو أنه يمتلك عقلية حدسية، والتي كانت تظهر عليه بشكل واضح، وذلك من خلال المهام التي كان يقوم بها في البيت، وهذا الشيء كان يظهر أنه كان قريب من والدته في كثير من الأحيان.

وفي أحد الأيام يجبر بنجامين على الالتحاق إلى أحد المراكز العسكرية؛ وذلك حتى يقوم بالمشاركة في الحرب الكبرى، بينما لويس كان كل ما يشغل تفكيره أنه يريد أن يحصل على حريته، لكن يدخل في حالة من الإحباط واليأس بسبب الروابط العائلية القوية في الأرض.

يسعى الكاتب من خلال الرواية على تصوير حياة الأشقاء في كنف والدهم والذي يدعى أموس، حيث أنه كان يعاملهم بطريقة عنيفة ووحشية للغاية، كما كان يجبرهم على العمل في مجال الزارعة، إذ أنه في ذلك الوقت كان هذا الأمر شاق ومتعب كثيراً في تلك المنطقة، كما يصور المؤلف كيف أن والدهم كان قاسي جداً في التعامل معهم، إلى أن طغت قسوته على عطفه وحنانه.

كما يشير الكاتب إلى الطريقة التي كان والدهم يقوم بضرب والدتهم بها والتي تدعى ماري، حيث أن ماري كانت من السيدات المشغوفات بالقراءة والمطالعة، لكن أموس كان كلما شاهدها تقرأ في كتابة يقوم بأخذه وضربها به، وفي أحد الأيام كانت تقرأ في كتاب يحمل عنوان مرتفعات ويذرنغ، وهنا سرعان ما يهاجمها ويعنفها؛ وذلك لأن أموس كان يلاحظ أن زوجته امرأة ذكية جداً، وأن تناولها لمثل هذا النوع من الكتب يزيد من حدتها وشدة ذكائها.

ومن هنا تثور بداخله الغيرة والحقد والكراهية عليها، فقد كان يرى من وجهة نظره أن ذكاء زوجته يسبب تهديد له ويشعر بالخوف من أن تسيطر زوجته على تولي مسؤولية العائلة وتصبح هي قائدة العائلة، وهذا ما كان يرفضه بشكل قاطع، فقد كان يشير إلى أن الرجل هو فقط من ينبغي أن يكون قائد الأسرة في جميع الأمور، كما كان يشعر بالغضب بسبب تعلميه المحدود.

كما تناول الكاتب في الرواية الحديث عن حادثة ابنة أموس والتي تدعى ريبيكا، إذ أشار إلى أنها في أحد الأيام كانت حامل من رجل من أصول إيرلندية، وبسبب التعصب الديني والضغط الاجتماعي والاقتصادي للسيد أموس والتي انعكست كل تلك الأمور على عدم قدرته على إظهار حبه لأبنائه، قام برميها خارج بيت المزرعة، ولا تظهر تلك الفتاة في الرواية إلى في الجزء الأخير.


شارك المقالة: