تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب الفرنسي أونوريه دي بلزاك، وتم العمل على نشرها عام 1830م، وتناولت في مضمونها الحديث حول فنان وقع بحب فتاة وبعد زواجه منها صمم لها لوحة فنية إبداعية، ولكن بعد مرور عدة سنوات اكتشف الفنان أن زوجته لم تدرك القيمة للإبداع في تلك اللوحة الفنية، وانفصل عنها.
الشخصيات
- الشاب ثيودور دي سومرفيكس
- الفتاة أوغسطين جويليوم
- السيد جويليوم والد أوغسطين
- السيدة جويليوم والدة أوغسطين
- مدام روجوين ابنة عم السيدة جويليوم
- السيد جوزيف ليباس كاتب لدى السيد جويليوم
- فيرجيني شقيقة أوغسطين الكبرى
- السيدة دي كاريغليانو
رواية عند علامة القط والمضرب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة فرنسا، حيث أنه في يوم من الأيام في مدينة باريس كان يقيم شاب يدعى ثيودور دي سومرفيكس ويعمل كفنان في مجال الفن التشكيلي، وذات يوم وقع ثيودور في عشق فتاة تدعى أوغسطين جويليوم وهي ابنة أحد أكبر تجار الأقمشة في المدينة، ولديه دار لبيع الملابس توجد في واحد من الشوارع الشهيرة في المدينة ويعرف باسم شارع سانت دينيس، وهناك علامة تميز تلك الدار وهي شعار القط والمضرب.
في تلك الفترة اشتهر ثيودور على مستوى المدينة بأكملها، إذ حاز على واحدة من أهم الجوائز ويطلق عليها اسم جائزة بركس دي روم وفارس جوقة الشرف جراء تقديمه لمجموعة هائلة من التصميمات الداخلية الفنية، بالإضافة إلى العديد من التأثيرات الإبداعية والتي تحمل اسم شير أوسكيرو والتي تخص تقليد المدارس الهولندية، وفي إحدى المرات عند نظر ثيودور لشعار دار الملابس قام باستنساخ بشكل ممتاز للجزء الداخلي من القط والمضرب، والذي تم عرضه ذات يوم جنبًا إلى جنب مع صورة حديثة لأوغسطين، وقد تم هذا الدمج بشكل رائع وبديع.
ويوما بعد يوم بدأت تتطور العلاقة بين ثيودور وأوغسطين بمساعدة ابنة عم والدة أوغسطين وتدعى مدام روجوين، التي تعرف بالفعل تيودور منذ فترة طويلة، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى أصبح العاشقان مخطوبين، وتلك الخطوبة كانت إلى حد ما ضد أفضل تمنيات والدي أوغسطين، واللذان كانا يعتزمان في الأصل أن تتزوج من سيد يدعى جوزيف ليباس والذي يعمل ككاتب لدى السيد جويليوم، وبعد مرور عدة أشهر تزوجت أوغسطين من ثيودور في واحدة من الكنائس المحلية والتي تعرف باسم كنيسة سان ليو، وفي ذات اليوم تزوجت شقيقة أوغسطين الكبرى وتدعى فيرجيني من الكاتب جوزيف ليباس.
وبعد مرور بضعة أشهر تبين أن الزوجين غير سعداء في حياتهما الزوجية، إذ أن أوغسطين كانت تعشق ثيودور كثيراً، ولكنها غير قادرة على فهمه كفنان، وعلى الرغم من أنها أكثر نباهه من والديها، إلا أن تعليمها ومكانتها الاجتماعية تجعلها أقل بكثير من مستوى زوجها، وهذا ما أحدث فجوة بينهما، ومع ذلك شُغف تيودور بهدوئها وتعاملها اللطيف معه، ولكن هذا لم يمنع من معاملتها بازدراء من قبل زملائه الفنانين، إذ كانوا في الكثير من الأحيان يتنمرون ويسخرون منها.
وبدلاً من محاولة كل طرف منهما في إصلاح نفسه بما يتوافق مع عقل الآخر، سار كل منهما بتفكيره للبحث عما يتناسب معه، وفي تلك الأثناء وجد ثيودور روحًا تشبه روحه إلى حد كبير في واحدة من المدن والتي تعرف ابسم مدينة دشيز وهي سيدة تدعى دي كاريغليانو، والتي قدم لها ثيودور الصورة الشهيرة لأوغسطين وشعار القط والمضرب من أول لقاء بينهما، ويوماً بعد يوم كان يرتبط أكثر فأكثر بالسيدة كاريغليانو، وفي الكثير من الأحيان كان من كثرة لقاءاته من تلك السيدة يتناسى أمور عمله.
وبعد مرور ما يقارب على الثلاث سنوات على تلك الحياة التعيسة التي تعيشها أوغسطين، وذات يوم أدركت أوغسطين أن زواجها على وشك الانهيار، وعلى وجه الخصوص بعد أن تم إخبارها من قِبل إحدى صديقاتها المقربات بنميمة خبيثة عن ارتباط ثيودور بالسيدة كاريغليانو، قامت بعمل زيارة للسيدة دي كاريغليانو، ولكن لم تكن تلك الزيارة من أجل أن تطلب منها أن تعيد لها قلب زوجها، بل حتى تعلم منها الفنون التي من خلالها تمكن من الفوز بإعجاب زوجها.
وحينما سمعت منها الدوقة ذلك الكلام حذرتها من محاولة التغلب على قلب ثيودور من خلال استضعافه بالحب، والذي لم يتسبب لأوغسطين سوى بالسماح لثيودور بالاستبداد عليها، كما اندهشت أوغسطين حينما أوضحت الدوقة أن ساحة الحب بالنسبة إليها هي تماماً كساحة الحرب، وأنه باستخدام فنون الحرب تضع المرأة الطبيعة تحت تصرفها، وفي تلك الأثناء أعادت الدوقة إلى أوغسطين صورتها الخاصة، وأوضحت لها أنها إذا لم تستطع التغلب على زوجها بهذا السلاح، فهي ليست امرأة.
ولكن على الرغم من كل ذلك التوضيح من الدوقة، لا تفهم أوغسطين كيفية توجيه مثل هذا السلاح ضد زوجها، وكل ما تمكنت من القيام به هي أنها قامت بتعليق الصورة في غرفة نومها وقامت بارتداء الملابس نفسها التي ترتديها في الصورة، وظهرت تمامًا كما تظهر فيها، إذ اعتقدت أن ثيودور بذلك سوف يراها مرة أخرى على أنها الشابة التي وقع في حبها عند علامة القط والمضرب، ولكن عندما رأى الفنان ثيودور الصورة معلقة في غرفة نومه سأل أوغسطين كيف وصلك الصورة إلى هنا، وهنا دون أي تفكير كشفت أوغسطين أن دوقة كاريغليانو أعادتها إليها، فسألها ثيودور: وهل سألتها عن ماهية الصورة؟ فردت أوغسطين: نعم أجبتها أن أنا المقصودة بالصورة.
وحينما سمع ثيودور جواب أوغسطين ثار الغضب بداخله بشكل جنوني، إذ أدرك ثيودور أن زوجته على الرغم من تلك الفترة التي مرت على رسم تلك اللوحة، إلا أنها لحد هذا الوقت غير قادرة على رؤية اللوحة كما يراها من وجهة نظرة والتي تدل على أنه عمل فني بارع جسد العديد من الصور وتمكن من دمجهما بإبداع، وبدلاً من توضيح ماهية الصورة لأوغسطين توجه نحو منزل الدوقة، وقد اعتبر عودته للدوقة بمثابة صفعة على وجه عشيقته، إذ جُرح غروره، وقبل مغادرته لمنزل الدوقة من شدة نوبة الغضب التي أصابته قام بتدمير الصورة، ومع ذلك لم تدرك كذلك أوغسطين أن عودة ثيودور للدوقة بسبب قطع عهد على نفسه بالانتقام من الدوقة.
وفي صباح اليوم التالي استسلمت أوغسطين لقدرها ومصيرها، وانتهى زواجها بلا حب، وبعد مرور فترة وجيزة ماتت أوغسطين بسبب تعرضها لنوبة قلبية في ذلك القلب المكسور وحينها لا زالت في سن السابعة والعشرين.