تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب توماس هاردي، وتم العمل على نشرها عام 1878م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول رجل وقع في حب فتاة ولم يستطع الزواج منها إلّا بعد أن تزوجت وانفصلت.
الشخصيات
- فين ريدلمان
- توماسين بوبرايت
- دامون ويلديف
- السيدة يوبرايت عمة توماسين
- إستاسيا فيا
- كليم ابن شقيق بوبرايت
رواية عودة السكان الأصليين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شاب يدعى فين، وقد كان معروف فين في البلدة التي يقيم بها بلقب الرجل الأحمر؛ وذلك لأنه يقوم بالسفر إلى البلاد لتزويد المزارعين بأحد المعادن ذو اللون الأحمر، ويطلق على ذلك المعدن اسم ريدل، والغاية من ذلك المعدن هو أنه يستخدمه المزارعون لتمييز أغنامهم، وعلى الرغم من أن تجارته لطخته باللون الأحمر من رأسه إلى قدمه، إلا أنه تحت لوينه هو شاب وسيم وداهية وحسن النية.
وفي يوم من الأيام خلال مسيره ركبت معه فتاة تدعى توماسين يوبرايت، وطلبت منه أن يوصلها إلى منزلها، وما كان حاصل مع توماسين في وقت سابق من ذلك اليوم هو أنها كانت قد خططت للزواج من شخص يدعى دامون ويلديف، وهو صاحب نزل محلي معروف بتقلباته المزاجية، ولكن أدى عدم الاتساق في رخصة الزواج إلى تأخير الزواج، مما دفع توماسين للدخول في محنة وتجري خلف شاحنة فين والطلب منه إيصالها إلى المنزل، كان في الأصل فين معجب بتوماسين منذ فترة طويلة، ولكنها كانت تحب دامون وباستمرار يشير فين أن دامون لا تستحق حبها، أما عن نفسه فهو مخلص لها لدرجة أنه على استعداد لمساعدتها في تأمين الرجل الذي تختاره.
وبعد وقت قصير وصل فين إلى مدينة بلومز إند حيث منزل عمة توماسين وتدعى السيدة يوبرايت، كانت العمة يوبرايت تريد الأفضل لتوماسين، حيث أن في الأشهر السابقة عارضت اختيار ابنة شقيقها لدامون، ولكن توماسين غادرت المدينة مع دامون وها هي قد عادت الآن غير المتزوجة، وفي الوقت الحالي لم يعد أمام العمة سوى أن تتوقع أن يتم الاحتفال بالزواج المؤجل في أقرب وقت ممكن، ومن هنا طلبت العمة مساعدة فين يالعمل على دامون للتأكد من أنه يفي بوعده لتوماسين.
وفي ذلك الوقت تبين أن دامون منشغل بفتاة تدعى إستاسيا فيا، وهي فتاة جميلة تعيش مع جدها في منزل وحيد في إحدى المدينة والتي تعرف باسم مدينة إدقونهيث، وما يميز إستاسيا أنها ذات شعر أسود، والدها جاء من مدينة كورفو الإيطالية، ونشأ في أحد المنتجعات الساحلية ويعرف باسم منتجع بودماوث، كما كانت إستاسيا تنأى بنفسها عن معظم الشباب في المدينة، والذين بعظهم يعتبرونها غريبة، والبعض الآخر يعتقد أنها ساحرة من شدة جمالها، ولكنها على الرغم من كل ما تتميز به إلا أنها ليست مثل توماسين ذات الطبيعة الحلوة.
فعلى الرغم من أن توماسين تكره الاهتمام بالصحة، لكنها تتمشى باستمرار وتمتلك قوام جميل، وعلى الدوام تحمل معها منظار وساعة رملية، وقبل عام بالتمام بدأت علاقة حبها مع دامون، ولكن حتى في ذروة شغفها به، كانت تعلم أنها تحبه فقط لأنه لم يكن هناك شيء أفضل متاح، وذات يوم حينما حدث انفصال بينهما عاد دامون ووجهه اهتمامه لإستاسيا لفترة وجيزة، وخلال تلك الفترة طلب منها دامون أن تهرب إلى أمريكا معه، ولكنها رفضت.
وفي يوم من الأيام عاد إلى المدينة شاب يدعى كليم وهو نجل السيدة يوبرايت، وهو ما يعرف بأنه تاجر ألماس ناجح قادم من مدينة باريس إلى موطنه إدقونهيث وأراد الاستقرار فيها، وأول ما وصل إلى المدينة بدأ يخطط حتى يصبح مدير مدرسة لفقراء الريف، إلا أن إستاسيا اعتبرته فرصة للهروب من البيئة المكروهة والبدء بحياة أعظم وأكثر ثراءً في بيئة ساحرة، وذات يوم رتبت للقاء كليم، وسرعان ما وقع الاثنان في الحب، وحينما اعترضت السيدة يوبرايت على تلك العلاقة تشاجر كليم معها.
وحينما رأى دامون أن إستاسيا قد ضاعت من بين يديه عزم على الزواج من توماسين، وبعد فترة قصيرة تزوج كليم وإستاسيا وانتقلا إلى كوخ صغير وعاشا حياة سعيدة، ولكن سرعان ما بدأت بذور الحقد في الظهور، إذ بدأ كليم بالدراسة ليلًا ونهارًا من أجل التحضير لمسيرته المهنية الجديدة كمدير مدرسة، بينما تتمسك إستاسيا بالأمل في أن يتخلى عن الفكرة ويأخذها إلى الخارج، ولكن بدلاً من ذلك كاد يعمى بصره بسبب القراءة الزائدة، ثم قتل مشاعر إستاسيا أكثر من خلال اتخاذ قرار بالبحث عن عمل بسيط من أجل كسب لقمة العيش، وهنا تحطمت أحلام إستاسيا، إذ وجدت نفسها تعيش في كوخ مع رجل يعمل بجهد متواضع.
وبعد فترة وجيزة ظهر دامون وقد كان وارث في ذلك الوقت مبلغًا كبيرًا من المال، وهو في الوقت الحالي أصبح بوضع أفضل لتحقيق آمال إستاسيا، وذات يوم جاء لزيارة السيدة يوبرايت وهناك التقى مع إستاسيا وكليم، حينها كان كليم غاط في النوم والسيدة يوبرايت خرجت لإجراء مكالمة مع ابنها، وهنا دار حديث بين إستاسيا ودامون، وبعدها سارت معه إلى الباب الخلفي للمنزل، وبعد أن خرج واستيقظ كليم وعلم بزيارة دامون واهتمام إستاسيا به اتهمها بالخيانة، ولكنها رفضت الدفاع عن نفسها وقامت بتوبيخه وعادت إلى منزل جدها، وهناك بدأت تكافح يأسها وتنتظر أي تصرف من كليم في محاولة مصالحتها.
وبعد مرور عدة أيام زارها دامون وعرض عليها مساعدتها للوصول إلى مدينة باريس، وهنا أدركت إستاسيا أنها إذا سمحت لدامون مساعدتها، فسوف تكون مضطرة لأن تصبح عشيقته، فردت عليه بأنها سوف ترسل له إشارة في الليل إذا وافقت على عرضه، وخلال تلك الفترة خمد غضب كليم وأرسل إلى إستاسيا رسالة عرض فيها عليها المصالحة، ولكن وصلت الرسالة متأخرة بضع دقائق، إذ حينما حاول فيه جدها إعطائها لها، كانت قد أرسلت إشارة إلى دامون وانطلقت في تلك الليلة العاصفة لمقابلته، وخلال مسيرها نحو دامون كانت تذرف لدموع؛ فهي تعلم أنها على وشك أن تنقض عهود زواجها من رجل لا يستحقها.
ولكن ما حدث هو أن كل من توماسين وكليم علموا بذلك المخطط بين إستاسيا ودامون، وسرعان ما هبوا لإيقاف تلك المخططات، ولكن ما حدث هي أن إستاسيا رمت نفسها في النهر ولحق بها دامون لإنقاذها، ولكنه فشل في ذلك فغرقا كلاهما وتوفيا، وحينما حاول كليم النزول خلفهم سرعان ما قدم فين وأنقذه من الغرق، وسار بعدها كليم بعيداً عن المدينة وعاش حياة حزينة منعزلة، إلا أن فين وتوماسين تزوجا وعاشا حياة سعيدة، وتخلى فين عن كونه رجل أحمر ليصبح مزارع ألبان.
العبرة من الرواية هي أن الأمر المقدر للإنسان مهما طال الوقت في الحصول عليه، سوف يأتي اليوم الذي يصبح واقع.
مؤلفات الكاتب توماس هاردي
- رواية أهل الغابات The Woodlanders