تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب سول بيلو، وتم العمل على نشرها عام 1947م، وتناولت في مضمونها الحديث حول رجل طارده أحد معارفه القدامى والذي ادعى بأن سبب مطاردته له لأنه كان قد تسبب له بالعديد من المصائب في السابق وتسبب له بالحظ السيء.
الشخصيات
- السيد آسا ليفينال
- السيدة ماري زوجة آسا
- ماكس شقيق آسا
- زوجة ماكس
- كيربي ألبي صديق آسا
- دان هاركافي صديق آسا
- ابن شقيق آسا
- الممثلة عشيقة ألبي
رواية الضحية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة نيويورك كان يقيم رجل يدعى آسا ليفينال مع زوجته وتدعى ماري، وذات يوم غادرت السيدة المدينة لبضعة أسابيع لمساعدة والدتها المسنة على الانتقال من واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة بالتيمور إلى منزل عائلتها القديم الواقع في المناطق الجنوبية من البلاد، وأثناء غيابها كان يجب على السيد آسا القيام بالعديد من المهام المتعلقة برعاية نفسه والتي عادة ما تقوم بها زوجته نيابة عنه.
وفي تلك الفترة كان يعمل آسا في وظيفة محرر في واحدة من الصحف، وذات مرة بينما كان في عمله تلقى مكالمة هاتفية من شقيقة زوجته وهي ما كانت زوجة شقيقة كذلك أخبرته أن ابن شقيقه مريض بشدة وأنه بحاجة ماسة لمساعدته، وخلال محادثتهما علمنا أن شخص يدعى ماكس وهو شقيق آسا هو في الحقيقة زوج وأب مهمل تخلى عن زوجته وولديه للعمل المتجول في واحدة من الولايات والتي تعرف باسم ولاية تكساس، وأن أسرة ماكس تعيش على الأموال التي يرسلها السيد آسا لهم.
وهنا قرر آسا الذهاب على الفور لشقة شقيقه، وأثناء طريقه كان يقطن تفكير آسا مدى الانزعاج من عمله، بالإضافة إلى تلك المعاملة المخزية التي يعاملها ماكس لعائلته الصغيرة، ولكن هذه الأفكار سرعان ما رفعت نبرة صوت آسا وقام بتوبيخ نفسه، حيث اعترف لنفسه بإيجاز أنه سمح بانتهاء التزامه تجاه هذه العائلة الممتدة بلا مبرر، وطوال الطريق يشير آسا إلى أنه هناك إمكانية لتوسيع دائرة مسؤوليته لتشمل أقاربه فوق مسؤوليته عن زوجته، إذ عادة ما يبحث عن طريقة للحفاظ على صورته الإيجابية أمام نفسه ويتهرب من المسؤولية تجاه الآخرين.
وتم توسعة التفكير في هذا الموضوع في تلك اللحظات عندما التقى آسا بشكل مفاجئ أثناء جلوسه في حديقة كانت على الطريق ليستريح قليلاً رجل لم يقوم بإظهار وجهه لآسا على الفور، وإنما ببطء بعد محادثة آسا له والحيلة عليه، كشف الرجل الغريب عن نفسه على أنه أحد معارفه القدامى ويدعى كيربي ألبي، في البداية نظر آسا لألبي باستخفاف بمزيج بين القلق منه والشفقة على حاله، ولكن وضع نفسه على أهبة الاستعداد بسرعة للهروب من أمامه؛ وذلك لأن تيار ألبي من المجاملة الكاذبة والمزيفة يشوبه معاداة السامية، ومن خلال حديث ألبي اتضح أنه يحمل آسا مسؤولية فقدانه لوظيفته في وقت ما في الماضي.
وخلال وقوفهما في الحديقة تدافع آسا لتذكر تفاصيل معرفتهما القديمة، وخلال تذكره أوضح آسا أنه في إحدى المرات في واحدة من الحفلات المقامة كان يقوم ألبي بإشارات إلى أحد الأحزاب أثار فيها ألبي غضب آسا؛ وذلك بسبب تعليقاته المعادية للسامية آنذاك، وأنه ذات يوم أثناء بحثه عن وظيفة أجرى مقابلة كارثية مع رئيس القسم الذي يعمل به ألبي، وهنا شعر ألبي ببعض الإزعاج وأخذ يتناول الكحول، وفي تلك اللحظة وقد رفض آسا اتهام ألبي بأن مقابلة تلك كانت كارثية، مع أنه بسببها وظيفته السابقة.
ولكن ألبي أشار إلى أن آسا كان سلوكه يوحي بالغضب أثناء المقابلة، كما أنه كان يستفز مديره بشكل متعمد، وردًا على تصريحات ألبي المعادية للسامية في الحفلة، والتي كانت موجهة إلى صديق آسا المقرب ويدعى دان هاركافي، وهو الذي اتصل مع ألبي للمساعدة في تأمين المقابلة الكارثية لآسا.
وبعد أن غادر كلاهما الحديقة أكمل آسا مسيره إلى منزل شقيقه، بينما ألبي توجه إلى منزله، ولكن منذ ذلك اليوم التقيا عدة مرات خلال الأسابيع التالية، وقد تم الكشف عن أنه في السنوات الأخيرة عاش ألبي حياة من التبديد والفقر، وإن فقدان وظيفته، وقرار زوجته اللاحق بتركه، ووفاتها بعد فترة وجيزة بحادث سيارة، كل ذلك تركه بلا موارد، بينما آسا كان في كل مرة يرى ألبي بها كان يثار بداخله الغضب، إذ يتذكر ما تسببت به تلك المقابلة القديمة، والخسائر التي تكبدها بسببها.
وطوال الوقت كان يقوم ألبي بمطاردة آسا والتجسس عليه، وتذكر آسا أنه ذات يوم حينما كان يصعد على عتبة باب منزله في وقت متأخر من الليل كان يراقبه ألبي، وأول ما دخل إلى المنزل بدأت تتصارع بداخله المسؤوليات، ودخل بحالة من الاستبطان المؤلم بسبب موقفه من الآخرين وتفسيرات سلوكهم، وأخذ يتذكر أن والدته كيف أصيبت بمرض عقلي جراء تعقب ألبي له، حتى أن أعصاب آسا أتلفت من شدة التفكير، ولكن جراء سلوكيات وتصرفات ألبي المثيرة للقلق، استسلم آسا لذلك التفكير الهائل، كما أخذ آسا على عاتقه تقييمات دوافع الناس في القيام بمثل تلك التصرفات.
ومن هنا تشابكت صراعات ألبي مع تفاعلات آسا المضطربة والتي تمحورت حول عائلة شقيقه ماكس، إذ أن بعد زيارة آسا الأولية لشقة عائلة شقيقه المتواضعة، إذ حينها كان آسا مقتنعًا بأن ماكس قد أهمل زوجته الشابة وأطفاله دون وعي، وهو مصمم على إعطاء ماكس جزء من النصائح والتعليمات من خلال التواصل معه عبر الهاتف، ولكن عقل ماكس رفض استقبال أي نصيحة، وهنا توجه آسا وأقنع شقيقة زوجته بالسماح لابنها بالدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولكن بعد دخول الفتى المستشفى ازدادت حالته سوءً، وسرعان ما توفي في ذات اللحظة التي وصل بها والده ماكس إلى المدينة.
وفي تلك الأثناء كانت وفاة ابن شقيق آسا قد أثارت بداخله صراع شديد ودخل بحالة من الفحص الذاتي، وعلى الرغم من أن تشابكاته مع ألبي والتي انتهت بكارثة، إلا أنه غادر منزل شقيقه وعلاقته طيبة معه، وبعد مرور فترة من الوقت تم ترقية آسا بعمله، وفي تلك الفترة كان يبدو أصغر سنًا، على الرغم من أن الشيب كسى شعره من شدة التفكير، وفي ذلك الوقت عادت زوجته من منزل والدتها وأخبرته أنه على وشك أن يصبح أباً.
وبعد مرور فترة من الوقت عاد آسا والتقى مع معذبه القديم حسب وصف آسا لألبي، في واحد من مسارح المدينة، وفي ذلك الوقت لا زالا في منتصف العمر، وفي ذلك اللقاء لاحظ آسا انقلاب في ثروات ألبي وهذا ما ظهر جلياً على مظهره الخارجي، واكتشف آسا أن ألبي يواعد ممثلة هوليوود، وفي لحظة ما شعر آسا بالفزع بسبب إشادة ألبي به أمام الممثلة صديقته، وفي ذات اللحظة اقترب ألبي واعتذر من آسا على عدوانه السابق، وأوضح أنه تعلم أن العالم لم يُصنع من أجله، وبعدها بأيام قليلة انفصل آسا عن زوجته الحامل وهي في شهرها التاسع من الحمل.
العبرة من الرواية هي أن هناك أمور مقدرة ولا علاقة لها بالحظ السيء.
مؤلفات الكاتب سول بيلو
- رواية رافيلشتاين Ravelstein Novel