تُعتبر الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب والتر سكوت، وتم نشرها عام 1829م، وتناولت في مضمونها الحديث حول إخفاء طفل لمنع حصوله على تركة والده، ومحاولة الاستيلاء عليها، ولكن في النهاية عاد الوريث وحصل على كامل أملاكه الشرعية.
الشخصيات
- غي مانرينغ
- جوليا ابنة غاي
- السيد بيرترام
- لوسي ابنة بيرترام
- هاري أو براون الابن المفقود
- السيدة ميغ ميريليس الغجرية
- السيدة دوميني سامبسون
- غلوسين
- السيد داندي
- المهرب هاتريك
- غابرييل
رواية غي مانرينغ
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في حول شاب يدعى غي مانرينغ، حيث أنه في يوم من الأيام بعد أن غادر مدينة أكسفورد، متوجها بمفرده إلى المناطق الجنوبية الغربية من دولة اسكتلندا، وعلى أحد السواحل والذي يشتهر باسم ساحل سولواي فيرث ضل طريقه وحينها كان الظلام قد حل، فتم توجيهه إلى مدينة إيلانغوان وعلى وجه التحديد إلى منزل سيد يدعى بيرترام، وأول ما وصل إلى هناك رحب به السيد بيرترام والذي كان يعيش مع زوجته وطفله الأول، وفي تلك الأثناء جاء إلى منزل السيد بيرترام سيدة تدعى دوميني سامبسون، وهي معلمة مثقفة ولكن غير اجتماعية، وسيدة أخرى تدعى ميج ميريليس، وهي امرأة غجرية ومريبة المظهر.
جاءت السيدتان للتبصير في طالع طفل السيد بيرترام ويدعى هاري، وهنا عرض غي وعلى الرغم من صغر سنه في ذلك الوقت أن يقوم هو بذلك، وبعد أن سمح له السيد بيرترام أشار إلى أن حياة الطفل محفوفة بالمخاطر، ولم يتحدث بأكثر من ذلك، إذ لا يرغب في إثارة قلق الوالدين، وبعد فترة وجيزة التقي مانرينغ أيضًا بأحد أكبر المهربين ويدعى ديرك هاتريك، وهو قائد السفن النشطة قبالة الساحل البري بواسطة إيلانقوان.
ومع مرور الوقت وقبل أن يأتي عيد ميلاد ابن بيرترام الخامس اختفى مانرينغ، كما اختفى الطفل فجأة، بينما كان في تلك الفترة تحت رعاية رجل يدعى كينيدي، ولا يمكن العثور على أي أثر للطفل، على الرغم من أنه تم العثور على جثة كينيدي عند سفح منحدر، وعلى إثر ذلك دخلت والدته في حالة من الاكتئاب.
ومنذ تلك الحادثة انقضت سبعة عشر عامًا حتى عاد مانرينغ مرة أخرى إلى اسكتلندا، وحينها كان قد أصبح كولونيل، وأول ما وصل إلى المدينة إيلانقوان توفي السيد بيرترام وتم عرض كامل ممتلكاته للبيع، يحاول مانرينغ شرائها، ولكن يتم استدعاؤه مرة أخرى إلى إنجلترا لرعاية ابنته، لذا فقد فاته البيع، وتم شراء الملكيات بسعر مخفض من قبل سيد يدعى غلوسين، وهو ما كان قد تسبب في سقوط عائلة بيرترام، وحينما تم الاتفاق معه على البيع اشترط عليها أنه في حال ظهر هاري ابن بيرترام، فإن التركة ستعود إلى عائلة بيرترام.
وحينما وصل مانرينغ إلى إنجلترا رأى أن حالة ابنته وتدعى جوليا بسبب وقوعها في حالة حب مع شاب يدعى براون، وهو ما كان ضابط سلاح الفرسان الشاب، ولكنها لا تعترف بذلك لوالدها؛ وذلك لأن براون لا يعرف من هي عائلته، حيث نشأ في دولة هولندا، على الرغم من أن ولادته كانت في اسكتلندا، وكل ما يعرفه هو أنه تم إنقاذه في سن مبكرة من المهربين، وهنا أحضر مانرينغ ابنته معه إلى اسكتلندا، واستأجر منزلًا في مدينة وودبورن، وهي ليست بعيدة عن مدينة إلانغوان، دعا ابنة بيرترام وتدعى لوسي لتكون رفيقة لابنته.
وحينما سمع براون بذلك تبع جوليا إلى اسكتلندا، متخذًا طريقًا ملتويًا لاستكشاف بعض الأجزاء البرية في مسقط رأسه، تناول العشاء في نزل يُدعى قاعة ممز، حيث التقى بأحد المزارعين ويدعى داندي، كما التقى أيضًا بالسيدة الغجرية، والتي تبدو أنها تعرفت عليه، وفي ذات الليلة أرسلت مالكة القاعة مجموعة من البلطجية لسرقة داندي في طريق عودته، ولكن وصل براون في الوقت المناسب وتمكن من صدهم، حينها دعا داندي براون للبقاء في مزرعته مع عائلته الكبيرة لبضعة أيام، وذات يوم أثناء رحلة صيد قام بها براون مع السيد داندي التقى براون بحارس طرائد يُدعى غابرييل، والذي يبدو أنه تعرف عليه أيضًا.
وفي ذلك الوقت في مدينة وودبورن سعت مجموعة من الرجال للحصول على الحماية من عصابة من المهربين الذين يفوقونهم عددًا، ولكن جراء تكتيكات مانرينغ الفائقة تم طرد المهربين، وقتل العديد من زعماء العصابة. وأول ما حل فصل الشتاء كان براون في كل ليلة بعد حلول الظلام يتردد على كوخ مدمر في قرية صغيرة مدمرة في مدينة ديرن كلوج، وهناك كانت تقوم السيدة الغجرية برعاية رجل يحتضر وهو ما كان أحد المهربين، وعند بزوغ في الصباح ظهرت ميج لبراون في الطريق وأعطته حقيبتها المحشوة جيدًا بالنقود، وطلبت منه وعداً بأنه سيأتي إليها فورًا كلما اتصلت به للقيام بذلك، وافق على ذلك الوعد وواصل طريقه.
وفي أحد الأيام في ذلك المكان الجديد الذي أصبحت تقيم به جوليا رأت أنه من الأفضل لها أن تقوم بالكتابة حتى تشغل نفسها، فتطرقت للحديث عن المعاناة التي كانت تعيشها لوسي بسبب خطبتها من شاب يدعى هازلوود؛ وسبب معاناتها كانت بأنها لا تملك ثروة وهو ثري، وفجأة بينما كانت تسير جوليا مع والدها في الغابة ظهر أمامهما براون، والذي كان يقوم بمهمة تتبع هازلوود؛ وذلك لأنه كان من المهربين، وفي تلك اللحظة نزع براون سلاحه وأطلق النار على هازلوود فأصابه في الكتف، يصبح براون بذلك رجل مطلوب وهارب، على الرغم من أن هازلوود أشار بأن إطلاق النار كان عرضيًا.
ولكن غلوسين بدأ يسعى لمعرفة مهاجم هازلوود، على أمل في الحصول على التكريم من عائلة هازلوود، يسمع بسرور أن أحد الحراس لديه رجل رهن الاعتقال، ولم يكن ذلك الرجل براون، ولكن كان ديرك هاتيرايك، وهو المهرب من أصول هولندية معروف جيدًا لدى غلوسين وهو من تسبب في قتل كنيدي، وهنا حذر غلوسين من أن هاري بيرترام شوهد في اسكتلندا، وبذلك تم الكشف عن تورط غلوسين مع المهربين الذين ارتكبوا جريمة القتل، وأنه هو من أعطاهم الطفل للتخلص منه، وهنا صمم غلوسين على قتل الوريث الشاب.
وفي تلك الأثناء توجه براون إلى مدينة كمبرلاند ومن هناك تمكن من الحصول على وثائق جديدة، كما تمكن من التواصل مع جوليا، وحينما وصل إلى مسقط رأسه، شاهد قلعة مدمرة ووجدها مألوفة بشكل غريب، وهناك صادف غلوسين، الذي قام على الفور باعتقاله بتهمة إطلاق النار على هازوولد، ووضعه في سجن صغير مجاور لدائرة الجمارك وهناك زاره داندي، إذ سمع من غابرييل أنه في خطر، تمكن داندي من إقناع مدير المركز بالسماح له بالبقاء ليلاً في زنزانة براون.
في غضون ذلك أرسلت السيدة الغجرية رسالة عاجلة إلى مانرينغ، وعند حلول الظلام تم السطو على دائرة الجمارك من قبل عصابة، ولكن من الغريب في الأمر أن براون وداندي تمت مساعدتهما على الفرار، واتضح فيما بعد أنه حصل ذلك بمساعدة السيدة ميخ وغابرييل، وحينما خرجوا من دائرة الجمارك كان الجميع بانتظارهم من مانرينغ وابنته جوليا ولوسي والسيدة الغجرية، وحينما شاهدوا أن براون وهو هاري على قيد الحياة أحاطت بهم السعادة من كل مكان واستعاد أملاكه كاملة، وأخيراً تم توفر الأدلة الكافية للقبض على غلوسين ومجموعة من المهربين، ولكن على الفور قام هاتريك بقتل غلوسين وشنق نفسه بعد ذلك.
العبرة من الرواية أنهما مهما مرّ من الوقت على إخفاء حقيقة، فسوف تظهر في النهاية، فالحقائق لا يمكن إخفائها للأبد.