رواية فانتاستيك مستر فوكس - Fantastic Mr Fox Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والروائي رولد دال وهو من مواليد المملكة المتحدة من أهم وأبرز الأدباء الذين برزوا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه عدد كبير من المؤلفات الأدبية مثل النصوص المسرحية والقصص القصيرة والروايات، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية فانتاستيك مستر فوكس، أو السيد فوكس المدهش، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1970م، وقد تم تجسيد الرواية إلى العديد من الأفلام الكرتونية الخاصة بالأطفال.

رواية فانتاستيك مستر فوكس

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد أنواع الحيوانات ألا وهو ثعلب، وقد كان ذلك الثعلب يطلق عليه وصف بأنه ثعلب داهية في طريقة تفكيره ويطلق عليه اسم السيد فوكس، وقد كان يقيم الثعلب في أحد البيوت التي قام بترتيبها بنفسه تحت الأرض إلى جانب إحدى الشجرات الكبيرة والضخمة، وقد كان يقيم معه في ذلك البيت زوجته وأبناءه الذين كان عددهم أربعة، كما أنهم كانوا ما زالوا في مرحلة الطفولة، كان بيت الثعلب يقع في مكان بجانب ثلاث مزارع تعود ملكيتها إلى ثلاثة من المزارعين، وقد كانوا هؤلاء المزارعين من الأشخاص الأشرار إلى حد ما، وهم الأول يدعى بغس والثاني يدعى بنص والثالث يدعى بين.

وحتى يتمكن الثعلب من تأمين الطعام إلى زوجته وأطفاله، فقد كان قد اعتاد عند حلول الليل القيام بغارة على تلك المزارع الثلاث وسرقة ما يطيب له منها، إذ كان يوجد بها أنواع حيوانات مختلفة ومتنوعة مثل المواشي والدواجن، وبعد أن ضاق المزارعون ذرعاً وثاروا غضباً من الثعلب حيث كان باستمرار ينال منهم يوماً بعد يوم، قرروا ثلاثتهم أخيراً أن يقوموا بالتعاون سوياً ونصب كمين له عند حلول المساء، وبعد التفكير في طريقة محكمة وتطبيقها جاؤوا في الصباح وهم مستبشرين أنهم من المؤكد أن الثعلب قد وقع بالفخ، إلا أنهم لم ينالوا من الثعلب سوى منطقة الذيل.

وبعد شعور الثلاثة مزارعين بخيبة من الأمل، عزموا ثلاثتهم بالعمل على قلب الأرض التي تحيط بالشجرة التي يسكن بجانبها الثعلب وعائلته رأساً على عقب، حيث أنهم لجأوا إلى استخدام آليات كبيرة وضخمة مثل الجرافات من أجل تدمير المكان، وهنا كان خطتهم بتدمير المكان قد نجحت، حيث أنه أدى ذلك الأمر إلى تدمير بيت الثعلب فعلاً من أعلاه إلى أسفله، إلا أن الثعلب وزوجته وأبناءه تمكنوا في الحقيقة من تأمين أنفسهم من خلال الحفر التي كانت موجودة في الأرض والتي بدورها تؤدي إلى باطنها.

وهنا كانوا المزارعين الثلاثة قد تلقوا من السخرية والضحك من رفاقهم وجيرانهم بما فيه الكفاية، إلا أنهم في ذلك الوقت لم يتوقفوا عن عزمهم على النيل من الثعلب، كما أنهم تعاهدوا على ألا يعودوا إلى مزارعهم إلا بعد أن ينالوا منه بالفعل، وفي تلك الأثناء فرضوا حصاراً خانقاً على باب الجحر الذي يؤدي إلى منزل الثعلب؛ من أجل القبض عليه حينما يجبره الجوع والعطش على الخروج والبحث عن الطعام، إن لم يكن من أجله فمن أجل أطفاله، وبالفعل لم تمضي أوقات قليلة إلا أن بدأ الثعلب وزوجته وأطفاله ومجموعة من الحيوانات المرافقة لهم التي تعيش تحت الأرض بالتضور جوعاً.

وبعد مرور ما يقارب على الثلاثة أيام قدم الثعلب اقتراح حول خطة محكمة من أجل الحصول على الطعام بطريقة أخرى، حيث كان ذلك الأمر يتمثل من خلال استذكار الطريقة التي كان يسير بها فوق سطح الأرض، من أجل السطو على مزارع جيرانه، وعلى هذا الأساس يقوم بقيادة عملية حفر هو وأطفاله الأربعة تسير في ذات الاتجاه التي كان يسير به فوق سطح الأرض، وبالفعل تتكلل تلك الطريقة بالنجاح، حيث أفضت بهم إلى أحد الأقنية الأربعة التي تعود إلى الدجاج الذي يمتلكه بغس، وفي تلك الأثناء يقوم بقتل عدة دجاجات ويقوم بإرسالها مع ابنه الأكبر إلى زوجته.

وبينما كان الثعلب في طريقه نحو هدفه التالي يلتقي بأحد أصدقائه الأعزاء وهو ما يدعى القندس بادجر، ومن هنا يحثه الثعلب على الانضمام إليه في عمليته، كما يقدم دعوة إلى كافة الحيوانات التي تعيش تحت الأرض وهم كانوا بادجر وأسرته بالإضافة إلى مجموعة حيوانات مثل الخلد والأرانب وبنات عرس إلى وليمة كبيرة؛ وذلك في اعتقاد منه أنه من خلال ذلك يمكنه التكفير عن ذنبه بتهييج المزارعين عليهم، وبعد تناول الوليمة يوافق بادجر وبقية الحيوانات على الانضمام إلى العمليات التي يقوم بها الثعلب، وبالفعل تنجح الحيوانات في حفر خندق يوصل بهم إلى أحد المخازن التي تعود ملكيتها إلى السيد بنص الذي كان يوصف بأنه رجل عملاق، وقد كان ذلك المخزن مخصص إلى تخزين لحوم كل من البط والإوز والبقر والخنزير والبيكن بالإضافة إلى الجزر.

حيث أن الخضروات كانت من الضروريات إلى الأرانب، وبعد تمكنهم من ذلك المخزن يأخذون من جميع أصناف الطعام ثم بعد ذلك ينتقلون بها نحو قبو، كانوا في السابق قد عزموا على تجهيزه من أجل وضع الطعام والاحتفاظ به فيه، وفي تلك الأثناء كبست عليهم غارة من قِبل بين ومعاونيه حتى كانوا على وشك أن يمسك بهم، إلا أنهم نجوا من تلك الغارة، وحينما كانوا قد وصلوا إلى القبو يضطرون بعد ذلك إلى مواجهة أحد الخصوم القدامى من الحيوانات والذي اتضح أنه يعيش في القبو منذ فترة ويدعى رات، وهو من أحد أنواع الجرذ، ومن هنا يتوجهون نحو أحد الجحور العميقة التي كانوا قد حفروها في السابق، وأخيراً يوصلون بسلام بغنيمتهم الثقيلة بعد نجاحهم في اجتياز كل تلك العقبات والصعاب التي واجهتهم، وهنا قرروا أن يقيموا وليمة كبيرة؛ وذلك من أجل إطعام الرفاق الجائعين.

وفي النهاية وبينما كانوا على مائدة العشاء دعا الثعلب جميع رفاقه إلى الانضمام إليه في بيته الجديد، حيث وصفه أنه عميق تحت الأرض، وأنه لا يمكن لأحد الوصول إليهم وأذيتهم، وهنا قد تكفل أمام الجميع أن يقوم بنفسه بتأمين الطعام لهم وبذلك يكفيهم شرّ المزارعين الثلاثة على سطح الأرض، يبهرون الرفاق من اقتراح الثعلب ويصفقون له بكل حماس، بينما المزارعين الثلاثة كانوا لابثين في الأعلى ينتظرون الثعلب يخرج من وكره، وهنا يختتم الكاتب الرواية القصة بمقولته الشهيرة: حسب معلوماتي ما زالوا ينتظرون خروجه حتى يومنا هذا.


شارك المقالة: