تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب أنتوني ترولوب، وتم العمل على نشرها عام 1867م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب خاض بالعديد من التجارب في حياته، إلا أنه في النهاية من شدة إيمانه بمعتقداته ترك كل شيء خلفه.
الشخصيات
- الابن فينياس فين
- السيد ملاخي فين والد فينياس
- بارينجتون إيرل
- اللورد تولا
- النائب جيمس شقيق اللورد
- لورا ستانديش معلمة فين
- برينتفورد والد لورا
- روبرت زوج لورا
- فيوليت إفينجهام حبيبة فين
- شيلتيرن شقيق لورا
- ماكس غوسلر
- جوشوا مونك مساعد فين
- ماري فلود جونز زوجة فين
رواية فينياس فين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شاب يدعى فين، وهو الابن الوحيد لأحد الأطباء الأيرلنديين الناجحين ويدعى السيد ملاخي فين، وقد كان الطبيب ملاخي من إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة كيلالوي التابعة إلى مقاطعة كلير، وقد أرسل الطبيب ملاخي ابنه فين إلى مدينة لندن من أجل أن يصبح محامياً، ولكن بعد وصول فين إلى هناك أثبت أنه طالب ضعيف، ولكن كونه ذو شخصية رقيقة ولطيفة وشاب وسيم ولافت للنظر فإنه يصنع العديد من علاقات الصداقة، وقد كانت إحدى تلك العلاقات مع شخص يدعى بارينجتون إيرل، والذي بدوره أقنعه في ذلك الوقت بالتفكير في الترشح في البرلمان في الانتخابات القادمة.
في البداية كانت الفكرة تبدو سخيفة، إذ حينما تم عرضها على والده تلقى فين دعم بسيط ومتواضع فقط منه، ولكن ما حدث في تلك الأثناء هو أن ضربة حظ تمهد الطريق لفين، حيث أن أحد مرضى والده ويدعى اللورد تولا، وهو من كان من طبقة النبلاء ولديه السيطرة الكاملة على واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة لوغشان، وهي بلدة صغيرة يمكن التنازع عليها بثمن بخس، كان اللورد تولا على خلاف مع شقيقه ويدعى جيمس في ذلك الوقت، وهو نائب في البرلمان منذ فترة طويلة، وعلى إثر الخلاف بين اللورد وهو يشغل منصب المحافظ وشقيقه لم يقدم اللورد الدعم لفين، ولكن في ذات الوقت لم يعيق طريقة، وبعد إقناع والده بتوفير الأموال اللازمة، فاز فين بمقعده في البرلمان.
وخلال إقامة فين في مدينة لندن كان أقرب الأصدقاء لديه هي معلمته وتدعى السيدة لورا ستانديش، هي من كانت ابنة لورد يدعى برينتفورد، وبعد تطور علاقتهما، فكر فين في طلب يدها للزواج على الرغم من الهوة الاجتماعية والمالية الكبيرة بينهما، ولكن لورا رأت أن فين لا يتناسب معها، ورأت أنه من مصلحتها الزواج من شاب يدعى روبرت، وهو رجل ثري للغاية وصديق فين.
في البداية شعر فين بحزن شديد، ولكنه سرعان ما تعافى حينما التقى بفتاة تدعى فيوليت إفينجهام، وهي فتاة جميلة ووريثه لأحد المسؤولين الكبار، ولكم في ذلك الوقت كانا كل من السيدة لورا ووالدها اللورد برينتفورد يخططان من تزويج شقيقها ويدعى شيلتيرن، وهو من كان شخص عنفواني ومتوحش، وقد حاولا أن يعرفاه على فتاة جميلة، وقد وقع اختيارهم على فيوليت.
ولكن ما حدث هو أن تعرف شيلتيرن على فين وأصبحا صديقين مقربين، ولكن ما جعل علاقتهما تتوتر هو أن اكتشف شيلتيرن أن فين يقوم بمغازلة فيوليت، مما أغضب شيلتيرن وطلب من فين أن يخرج من المدينة، ولكن فين رفض ذلك، مما جعل شيلتيرن يصر على إقامة مبارزة بينهما، وحينما لم يتم التصريح بأي شيء حول تلك المبارزة لأي شخص، وتم الاتفاق على إقامتها في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة بلانكنبرج، وتلك المبارزة انتهت بإصابة فين بجروح طفيفة، وفي تلك الفترة تعين على فيوليت الاختيار بين الشابين، وقد كان قرارها لصالح حبيب طفولتها تشيلتيرن.
وفي غضون ذلك بدأت مسيرة فين البرلمانية، والتي كانت بداية صعبة بالنسبة له؛ وذلك بسبب محيطه المهيب، وأول ما استلم فين منصبه ألقى خطابًا كان غير متماسك إلى حد ما، ولكن بعد فترة وجيزة كان قد اعتاد على وضعه وأصبح ماهرًا في الإجراءات والخطابات البرلمانية، ومع ذلك، فإن كل شيء لم يكن سلسًا، وعندما تم إجراء انتخابات جديدة، أصبح فين وقتها في مأزق، إذ أصبح اللورد تولا متصالحًا مع شقيقه جيمس، ويبدو أن فين ليس لديه فرصة لإعادة انتخابه هذه المرة، ولكن في هذه المرحلة رافقه الحظ مرة أخرى ونجح في الانتخابات.
وذات ليلة في وقت متأخر غادر فين وصديقه روبرت، والذي أصبح في ذلك الوقت يشغل منصب مستشار دوقية لواحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة لانكستر المدينة، وعند الحدود الخارجية للمدينة ذهب كل منهما في طريق منفصل، وفي لحظة ما لاحظ فين أن هناك رجلين يتبعان روبرت، وهذا الأمر قد أشعره بالريبة بعض الشيء، ودفع به إلى أن يأخذ طريقًا مختصرًا ووصل في الوقت المناسب لإحباط محاولة لسرقة روبرت، وامتنانًا لإنقاذ حياة صهره، قدم له اللورد برينتفورد مقعدًا في أحد الأحياء والذي يعرف باسم حي الجيب في مدينة لوتون، وبدعم من النبلاء أصبحت الانتخابات نتيجة مفروضة لصالحه.
وفي تلك الأثناء كان العمل البطولي الذي قام به فين أدى إلى تفاقم الخلاف المتزايد بين السيدة لورا وزوجها، وهنا وجدت السيدة لورا أنها تواجه صعوبة كبيرة في قمع مشاعرها القوية تجاه فين، فعزمت على الهروب من منزل زوجها والتوجه نحو منزل والدها، ولم يتمكن زوجها من خلال اتخاذه للإجراءات القانونية من إجبارها على العودة إلى منزله.
وفي ذلك الوقت تعرف فين على فتاة أجنبية ساحرة في الجمال وذكية جداً وتدعى ماكس غوسلر، وبدآ بالعمل سوياً، وبعد وقت قصير تم تعيينه في منصب حكومي جيد الأجر تفوق وأبدع فيه، وبدأ أنه أصبح في مكانة مرموقة، وفي تلك الفترة تم إصدار قانون الإصلاح، وهذا القانون يلغي منصب فين الجديد، وهذا ما دفع به للعودة إلى الانتخابات البرلمانية، وحينما استعاد مقعده السابق.
وذات يوم زار فين إيرلندا مع سيد يدعى جوشوا مونك، وهو رجل راديكالي بارز ومؤيد لزيادة حقوق المزارعين المستأجرين الأيرلنديين، وتحت تأثير السيد مونك أصبح فين شخصية متطرفة، وفي أحد الاجتماعات في مدينة دبلن، جادل فين بأنه ينبغي تقديم مشروع قانون جديد لحقوق المستأجر إلى برلمان وستمنستر خلال الجلسة التالية، وحينما صرح بذلك قامت الحكومة التي ينتمي إليها بإلغاء دعمه، وهنا أصبح ينبغي على فين الاختيار بين ولائه للحكومة وقناعاته، ولكن اختار قناعاته واستقال من منصبه الحكومي، وفي النهاية عاد فين إلى إيرلندا وتزوج من حبيبته المخلصة منذ فترة طويلة وتدعى ماري فلود جونز.
العبرة من الرواية هي أن الإنسان مهما مر بتجارب وتولى مناصب، لا يمكنه في النهاية التخلي عن معتقداته التي يؤمن بها.