هي رواية من تأليف الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، والذي اعتبره الأدباء من عظماء الأدب، حظيت أعماله الأدبية على إعجاب مختلف فئات المجتمع؛ إذ أنها كانت تتميز بالحديث عن الحياة الاجتماعية التي تدور في المجتمعات الروسية، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية قرية ستيبانتشيكوفو، والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
تم العمل على إصدار الرواية للمرة الأولى في سنة 1959م، وقد أشار المؤلف إلى أن بناء الرواية شبيه إلى حد كبير بالمسرحية، حيث أنه كان ينوي في البداية أن يقوم بتأليف مسرحية بأسلوب كوميدي، وقد تبين ذلك من خلال البرقية التي أرسلها إلى شقيقه، كما أوضح المؤلف أنه بعد أن قطع في كتابتها باع طويل، لم تحظى الرواية بإعجابه، ولكنه اضطر أن يسعى إلى تكملتها؛ وذلك لأنه كان قد أنجز أجزاء متعددة منها.
وفي وقت لاحق حينما أعاد الكاتب النظر في أحداث الرواية تفاءل واقتنع تماماً أنها فيما بعد سوف تصبح من أفضل أعماله الأدبية، وأول ما أتم كتابة الرواية أرسلها على شكل مخطوطة إلى إحدى المجلات التي تعرف باسم مجلة الروسي ولكن رئيس التحرير رفض أن يقوم بنشر الرواية، ثم بعد ذلك أرسلها الكاتب إلى مجلة المعاصر، والتي بدورها سعت إلى نشر الرواية، ولكن لم يكن مردودها قد حصل على رضا الكاتب وقد وصفه بالمُهِين.
رواية قرية ستيبانتشكوفو
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وهو شخص يدعى سرجي ألكسندر، وقد كان هو ذاته الذي قام بسرد أحداث الرواية، حيث أنه في أحد الأيام قد طلب منه أن يحضر إلى مدينة سانت بطرسبورغ؛ وقد كان السبب خلف ذلك الاستدعاء هو الإقامة مع عمه الذي يدعى إيجور إيلي، وحينما وصل سرجي إلى سانت بطرسبورغ تفاجئ هناك بوجود أحد المشعوذين الدجالين، وقد كان الدجال شاب في مقتبل العمر ويدعى فوما فميتشل.
وفي تلك المدينة كان الدجال يركز احتياله ونصبه على طبقة النبلاء، حيث يتلاعب بشتى الأساليب والطرق؛ وذلك من أجل أن يدفع بهم إلى الانسياق خلفه وتصديقه بأنه شاب فاضل وحقيقي ويتميز بالفضائل الحميدة، ولكنه في الحقيقة كانت تشير جميع التصرفات والسلوكيات التي تصدر عنه بأنه صاحب شخصية عدوانية وأنانية وكل ما تكنه إلى الآخرين هو الكراهية والحقد، ومن أغرب سلوكياته أنه كان يشترط على الخدم التابع له تعلم اللغة الفرنسية، على الرغم من أنه روسي الأصل، كما كان يغضب إلى درجة كبيرة حينما يصادف أياً منهم يرقص رقصة شعبية روسية.
وبعد مرور بعض الوقت على إقامة سرجي في منزل عمه، طلب منه أن يتقدم للزواج من إحدى الفتيات التي تدعى ناستينا، حيث أن تلك الفتاة ما زالت في مقتبل العمر، ولكنها تعيش ضمن عائلة فقيرة جداً، وقد اتضح في وقت لاحق أن العم كان يحب تلك الفتاة من أعماق قلبه، ولكن رأي المشعوذ كان مختلف في أمر الزواج هذا، إذ دعا سرجي أن يتزوج من فتاة تدعى تاتيانا إيفانوفا، وقد كانت من الفتيات التي تتميز بالثراء الفاحش، ولكنها على الرغم من وجود عدد من المميزات الجيدة فيها، إلا أنها كانت مختلة عقلياً، وفي ذات الوقت كان هناك العديد من الشباب الذين يرغبون في التقدم للزواج منها، وقد كان من بينهم شخص يدعى ميزينتشي، والذي بدوره واجه العم وأخبره بخطته، والتي أشار من خلالها أنه سوف يأخذها معه ويهربا من المدينة بأكملها.
وفي صباح اليوم التالي اختفت تاتيانا من المدينة، ولكن لم يكن ميزينتشي الذي قام بأخذها، وإنما اكتشف أن شخص يدعى وبنسكين هو من قام بذلك؛ وقد كان تصرفه ذلك بسبب تحريض والدته له، وعلى إثر ذلك أصبح فوما يشعر بالغضب الشديد، وحينما عرف فوما أن العم كان يلتقي مع بناستينا في الحديقة ويقوم بمواعدتها بشكل سري، عزم فوما على مغادرة القرية وهو يعتريه الغضب، ولكن في تلك الأثناء توسل إليه جموع من الناس كي يبقى في القرية، وبعد أن هدأ فوما من غضبه تصالح مع العم، وتقبل علاقته بناستينا وبارك زواجهما، ولكن كما كانت عادته فقد كان يضمر نوايا خبيثة وحقوده خلف تصرفه الذي بدأ أنه إنسان ودود ونبيل.