تُعتبر هذه الرواية من روائع الأدب الأمريكي للأديب توماس سفاج، وقد كان محور الحديث في الرواية حول شقيقان كانت تربطهما علاقة أخوية قوية، إلا أنّ شخصيّتهما مختلفة، وكان قد تعرض أحدهما إلى قوة حاولت السيطرة عليه، ولكنه تلك القوة كانت أقوى من تحمله الجسدي، مما أدت إلى وفاته.
رواية قوة الكلب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الربع الأول من القرن التاسع عشر، حيث أنه كان هناك شقيقان يقيمان في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة مونتانا، وقد كان الشقيق الأول يدعى فيل والثاني يدعى جورج، وقد كان لدى الشقيقان مزرعة في تلك المدينة وهما من أثرياء المنطقة، وفي يوم من الأيام التقيا أثناء تجوالهما مع قطعان الماشية بأرملة تدعى السيدة روز وهي تمتلك نزل في ذات المنطقة، وقد كان أي شخص يرى الشقيقان للوهلة الأولى يظهر ذلك الاختلاف الكبير في شخصية الشقيقين، وقد لاحظت الأرملة ذلك.
إذ أن جورج كان يبدو إنسان مهذب ولطيف، بينما فيل كان ذو شخصية عنيفة، وأول ما التقى جورج بالأرملة أعجب بها، بينما الشقيق الآخر فيل كان في كل مرة يرى بها نجل الأرملة والذي يدعى بيتر يسخر منه ويستهزئ به جراء أسلوبه اللطيف والمهذب في التعامل مع الآخرين، وقد كانت شخصية فيل تنعكس تماماً عن أحد المعلمين السابقين له والذي يدعى هنري، وفي يوم من الأيام قام بحرق باقة زهور ورقية كان قد صنعها بيتر من أجل تزيين الطاولات، كما كان باستمرار يسخر من طريقة استخدامه للمناشف من أجل حماية ملابسه، وذلك الأمر قد تسبب في حزن وبكاء بيتر باستمرار، كما تأثرت والدته بذلك الأمر وانزعجت منه.
إلا أن ذلك الأمر لم يؤثر على علاقة روز مع جورج، ولم يمكثا طويلاً في تلك العلاقة حتى أقدما على الزواج، ومنذ أن تزوجت الأرملة من جورج انتقلت للعيش معه في ذات المنزل في المزرعة، كما أنها استخدمت أمواله من أجل إرسال ابنها إلى إحدى أشهر الجامعات من أجل دراسة الطب والجراحة، ولكن لم يكن فيل راضياً عن ذلك الزواج ويبدأ في ضمر الكره والحقد لها، وبدأ كل تفكيره يركز على أنها تستغل ثروة شقيقه من أجل تلبية مصالحها الخاصة، كما كان أسلوب فيل في التعامل مع الآخرين يثير غضبها إلى حد كبير.
وفي أحد الأيام أقام جورج مأدبة عشاء دعا إليها والداه والمحافظ وشقيقه؛ وقد كان الهدف من تلك المأدبة هو مقابلة روز وسماعها وهي تعزف على آلة البيانو الذي قدمه لها كهدية، بالرغم من أنها أخبرته في الحقيقة لا تجيد سوى عزف جمل بسيطة فقط، وقد حضر الجميع المأدبة ما عدا فيل، وفي تلك الأثناء طلب جورج من روز عزف البيانو، في بداية الأمر كانت تبدو مترددة للغاية كما أخبرت الجميع أنها تفتقر المقدرة على العزف، لكن جورج لم يصغي لذلك الأمر وضغط عليها من أجل العزف.
وهنا عزفت بعض المقطوعات القصيرة جداً مما أظهر أنها غير قادرة على عزف أكثر من بضع نغمات وشعرت بالإحراج الشديد، ويزداد حرجها حينما دخل فيل في تلك اللحظة، والذي بدوره أخذ بالسخرية منها، وعلى الرغم من أن الضيوف أثنوا على تلك الأمسية ووصفوها بأنها رائعة، إلا أنها شعرت بالضجر وأخذت تتناول الكحول بعد مغادرتهم للعشاء وهي لم تفعل ذلك من قبل على الإطلاق.
ومع حلول فصل الصيف جاء بيتر في إجازة سنوية من أجل قضاء العطلة الصيفية معهم، وفي تلك الأثناء أصبحت روز مدمنة على تناول الكحوليات وتخفيه في كل مكان بالمنزل، ومن هنا أخذ فيل بعض من رجاله وبدأ بملاحقة بيتر، بينما بيتر كان منخرط في ذلك الوقت في اصطياد الحيوانات وتشريحها، وذات مرة اصطاد أرنب واعتقدت والدته أنه رغب في الاحتفاظ به وتربيته، إلا أنه قام بقتله وتشريحه، وحينما اعترضت على ما يقوم به أخبرها أنه لا يمكنه أن يصبح طبيب جراح دون أن يشرح الحيوانات، وقد أزعجها هذا الأمر إلى حد كبير.
وفي يوم من الأيام وبشكل مفاجئ وعلى غير العادة بدأ فيل في إظهار المحبة والود لبيتر وقد عرض عليه أن يضفر له بحبل من جلد خام، كما أخبره أنه سوف يقوم بتعليمه على ركوب الخيل واستخدامات كثيرة أخرى، كما تحدث لبيتر عن معلمه والقدوة له السيد هنري، وهو من أشهر رعاة البقر وأنه كيف تعلم منه أن ينظر للأمور بعين مختلفة.
وفي إحدى المرات بينما كانا جالسان يتبادلان الحديث أشار فيل بيديه إلى التلال وسأل بيتر ماذا يرى على أعلى ذلك التل، فأجابه بيتر أنه يرى كلب، وهنا أوضح فيل أنه في السابق لم يكن يدرك ماذا في أعلى ذلك التل، إلا أن أوضح له معلمه هنري أنه على أعلى التلة يوجد هناك كلب منذ زمن بعيد وأنه على الدوام يقوم بالنباح.
وفي إحدى جولات فيل مع بيتر أخبره أن والدته أصبحت من مدمني الكحول، وسأله عن والده، وقد أخبره بيتر أنه كذلك كان من المدمنين على الكحول حتى وفاته، وأنه هن من قام بالانتحار من خلال شنقه لنفسه وهو من عثر على جثته وفكه من حبل المشنقة، وفي ذلك الحين حينما علمت روز أن ابنها أصبح رفيق فيل يزداد إدمانها للكحول.
ومن خلال جولات فيل مع بيتر أصبح بحوزته كمية كبيرة من الجلود الطبيعية، ولكنه رفض بيع ولو واحد منها للسكان الأصليين في المزارع المجاورة، وفي يوم من الأيام علمت روز من الخادمة أنه في النهاية سوف يجمع الجلود في كومة كبيرة ويحرقها كلها، وهنا تعزم روز على سرقة تلك الجلود والذهاب للحديث حولها مع السكان الأصليين، وقد كانت حينها قد تناولت كمية كبيرة من الكحول وقدمت لهم كامل الجلود مقابل منحها زوج من القفازات الجلدية، وفجأة انهارت وسقطت على الأرض، وسرعان ما علم زوجها جورج بذلك الأمر ونقلها إلى المنزل وبدأ يهتم بها.
وفي تلك الأثناء حينما وصل خبر تقديم روز للجلود إلى الهنود ثار بداخله الغضب وأخذ بالصراخ في وجه أخيه في حضور بيتر، فأخبره بيتر أنه لديه كمية من الجلود الخام أخذها من حيوان وهو يسير في التل، وهنا أخذ فيل الجلود بيده المجروحة من عمل الحبل وتوجه نحو الحظيرة من أجل إكمال صنع الحبال، وفي تلك الليلة أخبر فيل بيتر قصة كيف أنقذ السيد هنري حياته في إحدى المرات.
وفي صباح اليوم التالي لم يحضر فيل كالعادة من أجل تناول وجبة الإفطار معاً، وحينما توجه جورج من أجل الاطمئنان عليه وجده في حالة تشنج غريبة وبقي على هذه الحال لحظات ومن ثم توفي، وقد أفاد طبيب التشريح أن فيل قد توفي جراء إصابته بحمى الماشية، إلا أن بيتر كان متيقن أن فيل توفي جراء متابعته لنباح الكلب الموجود على التلة، وأنه من كثرة التفكير في ذلك الكلب حاولت قوة الكلب أن تسيطر عليه، إلا أن جسد فيل لم يتحمل تلك القوة الكبيرة وتوفي.