تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب نيفيل شوت، وتم العمل على نشرها عام 1958م، وتناولت في مضمونها الحديث حول طيار سمع نداء استغاثة يخص معلمه السابق في الطيران، وعلى الفور تحدى الصعاب من الحالة الجوية السائدة في ذلك الوقت وهب لإنقاذه، وعند استراحته أثناء رحلته في منزل معلمه تحدث لابنتيه عن حياة والدهن.
الشخصيات
- الطيار جوني باسكو
- الطيار روني كلارك
- الطبيب جاك
- زوجة باسكو الأولى
- ابنتي باسكو
- الممثلة زوجة باسكو الثانية
- السيدة بريندا مارشال زوجة باسكو الثالثة
- الطيار فيري كوماند
- الفتاة داوسون ابنة بريندا (ماراجاريت)
- جدة داوسون
رواية قوس قزح والورد
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة كندا، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من المدن الكندية كان يقيم شخص يدعى السيد جوني باسكو، كان يعمل جوني في مجال الطيران التجاري والعسكري، ولم يمضي الكثير من الوقت حتى أحيل السيد جوني للتقاعد، وذات يوم من أيام فصل الشتاء أوكلت إليه مهمة للقيام برحلة طيران مهمة للغاية؛ إذ كانت من أجل تقديم مساعدة ومساندة طبية لواحدة من المناطق التي تسودها ظروف جوية سيئة وتقطعت بسكانها السبل، وفي تلك الليلة التي سوف تقلع بها الطائرة كانت الظروف الجوية من أسوأ الظروف، ولكن اضطر السيد جوني للقيام بالرحلة.
وبعد أن حلق برحلته لمسافة تعرضت الطائرة لحادثة تحطم وسقط في مهبط طائرات صغير في واحدة من المناطق الجبلية التابعة إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة تسمانيا، وحين سقط السيد جوني هناك كان فاقدًا للوعي ويعاني من إصابة خطيرة في منطقة الرأس، وفي لحظة من اللحظات عثر عليه فتى وأخذه إلى منزله من أجل تقديم الرعاية والمساعدة له، ومنزل ذلك الفتى كان لا يمكن الوصول إليه عن طريق البر على الاطلاق بسبب الظروف السائدة، ولا يمكنه التواصل مع العالم الخارجي سوى عن طريق عن طريق الراديو.
وبعد أن قام الفتى ذات يوم بطلب المساعدة من خلال الراديو سمع طلبه شخص يدعى روني كلارك، وهو ما يعمل كذلك في مجال الطيران، وبعد سماعه لنداء الاستغاثة على الفور عرض المساعدة وقام باختيار أحد الأطباء ويدعى جاك، وهو من الأطباء الذين يعملون في مدينة أخرى بعيدة بعض الشيء؛ ولكن سمع عن درجة إبداع ومهارة ذلك الطبيب في مجاله وانطلق بالرحلة إلى تسمانيا.
وبعد رحلتي طيران فاشلتين في إحدى أنواع الطائرات والذي يعرف بنوع تايلور كرافت أوستر التابعة لإحدى شركات الطيران والتي تعرف باسم شركة باسكو للطيران الصغير وتعود ملكيتها إلى الطيار باسكو ذاته استقر كلارك طوال الليل في منزل الطبيب باسكو، وفي ذلك المنزل التقى كلارك بابنتي باسكو من زوجته الأولى التي تزوجها في سن مبكر وتوفيت، وسرد لهن قصة حياة معلمه السابق وهو من كان والدهن من خلال ثلاث حلقات أحلام.
وفي الحلقة الأولى تحدث عن الطبيب باسكو حينما كان في مرحلة الشباب، وأوضح أنه كان طيار مقاتل في سلاح الطيران الملكي، وخلال الحرب العظمى تعرف على ممثلة صاعدة وتزوج منها بعد علاقة غرامية، ولم يمضي على زواجه الكثير من الوقت حتى انفصل عنها وكان ذلك مع نهاية الحرب، وقد كان السبب في انفصالهما بسبب قبولها لتأدية دور تمثيلي في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة هوليوود التابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا انتقلت الممثلة للعيش في مدينة هوليوود، وطلبت منه الطلاق من تلك المدينة هناك وحضانة ابنتهما الوحيدة.
وفي الحلقة الثانية من الحلم هي أنه بعد مرور بضع سنوات في عشرينيات القرن الماضي أصبح الطبيب باسكو طيارًا رئيسيًا في واحدة من مدارس الطيران والتي تعرف باسم مدرسة الطيران الصغيرة حيث تعلم كلارك الطيران، وفي تلك المدرسة انخرط السيد باسكو بعلاقة عاطفية مع سيدة تعمل في مجال الطيران وتدعى بريندا مارشال، والتي كانت آنذاك متزوجة، ولكن زوجها يرقد في مصحة عقلية بعد قيامه بالعديد من الاعتداءات على الآخرين بسبب وبدون سبب.
وقد ساءت أحوال السيد باسكو بعد ولادة ابنه له من السيدة مارشال، وعندما علمت مارشال أن زوجها رفض منحها الطلاق، أقدمت على الانتحار بشكل متعمد وفجرت نفسها، وبعد تلك الحادثة غادر باسكو البلاد، وقبل مغادرته ترك الطفلة في رعاية والدة مارشال، وبعد ذلك بوقت قصير علم أن الطفلة قد ماتت.
وفي الحلقة الأخيرة من الحلم بعد أن خدم السيد باسكو مع طيار يدعى فيري كوماند أثناء الحرب العالمية الثانية إلى جانب كلارك، كان باسكو طيار برز وأثبت جدارته بعمله مع إحدى شركات الطيران والتي تعرف باسم شركة أوسكان للخطوط الجوية في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان يطير على الخطوط الجوية بين كل من دولة كندا ودولة أستراليا، وحينما اقترب من التقاعد الإلزامي في سن الستين تعرف على مضيفة طيران وممرضة سابقة تدعى داوسون كانت في أواخر العشرينات من عمرها، ومن أول ما شاهدها طلب من المسؤولين ضمها إلى طاقم مقصورته.
وفي كل يوم كانت تثير إعجابه أكثر فأكثر، ومنذ ذلك الوقت وهما يقضيان الكثير من الوقت معًا أثناء فترات التوقف، وذات يوم اعترف لها بمشاعره تجاهها، ولكنها لم تصرح بأي مشاعر من جهتها، ومع اقتراب موعد تقاعد باسكو، أراد إيجاد طريقة لإبقاء الممرضة داوسون في حياته، لذلك تقدم بطلب الزواج منها، على الرغم من أنه لم يكن متأكد من مشاعرها تجاهه، وذات يوم صرحت دارسون لباسكو أن دارسون ليس اسمها الحقيقي، وإنما تدعى ماراجاريت باسكو وهي ابنة باسكو من بريندا مارشال، والتي اعتقد باسكو أنها ماتت في طفولتها، إذ تركت جدتها وانضمت للعمل في مجال الخطوط الجوية الأسترالية لمراقبة والدها وربما في محاولة منها للتواصل معه.
وبعد أن انتهى كلارك من سرد قصة السيد باسكو على ابنتيه أقلع مع الطبيب جاك إلى مكان الفتى الذي طلب النجدة، وبعد أن نجح كلارك وجاك في الهبوط وقاما بإسعاف السيد باسكو وعادا به إلى المدينة توفي في صباح اليوم التالي، وفي النهاية أخذتا ابنتيه إلى جانب الممرضة دارسون في الترتيب لمراسم الجنازة والدفن، ومن ثم بدأت تخطط دارسون من أجل الحصول على ميراثها من والدها السيد باسكو، كما أن دارسون دخلت بعلاقة مع الطبيب جاك وبعد فترة وجيزة بدآ بترتيب أمور الزواج.
وأخيراً عاد كلارك إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة ملبورن، بعد مرور ما يقارب على الستة والثلاثون ساعة على مغادرته، وبعد وصوله إلى منزله لاحظ أن حياته مليئة بالبركات بوجود زوجته وأطفاله من حوله، في حين أن باسكو الذي كان في نظره أنه الرجل الأفضل على الاطلاق، فهو لم يكن لديه سوى القليل من الفرح في الحياة.
العبرة من الرواية هي أنه هناك الكثير من الأشخاص ممن يبدون في ظاهرهم أنهم يعيشون حياة سعيدة، ولكن بالنظر إلى حياتهم تجدهم يعانون كثيراً.