تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتبة جين أوستن، وتم العمل على نشرها عام 1792م، وقد تناولت في مضمونها حول فتاة يتيمة انتقلت للعيش مع عمتها القاسية، وبعد أن تعرفت على فتاتين يناسبن تفكيرها شاءت الظروف بأن يبتعدن عنها وبقيت بمفردها.
الشخصيات
- الفتاة كاثرين (بيترسون، كيتي)
- السيدة بيرسيفال عمة كاثرين
- سيسيليا وين صديقة كيتي
- ماري شقيقة كيتي
- السيدة هاليفاكس
- عائلة السيد دودلي
- عائلة السيد ستانلي
- إدوارد ابن السيد ستانلي
- كاميلا ابنة السيد ستانلي
رواية كاثرين
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام في واحدة من القرى الريفية في إحدى المدن البريطانية تقيم فتاة تدعى كاثرين بيرسيفال، في بعض الأحيان كانت تتم مناداتها باسم كيتي، وفي أحيان أخرى كان يطلق عليها اسم بيترسون، كانت كيتي في بداية طفولتها تعيش مع والداها في منزل صغير في تلك القرية الريفية، إلا أنه ما حدث في يوم من الأيام هو أن تعرضت عائلتها إلى حادث سير مروع أدى إلى وفاة والداها، وكانت هي الناجية الوحيدة من تلك العائلة في ذلك الحادث، وبعد أن أصبحت فتاة يتيمة الأبوين، قررت عمتها وتدعى السيدة بيرسيفال أن تأخذها للعيش معها، حيث أن السيدة بيرسيفال كانت تمتلك عنبر تقيم فيه العديد من الأطفال ممن فقدوا أهاليهم في حوادث.
ولم تمضي فترة قصيرة حتى انتقلت كيتي مع عمتها إلى ذلك العنبر، كانت السيدة بيرسيفال شديدة جداً في التعامل وعلى وجه الخصوص مع فئة الفتيات في ذلك العنبر، إذ كانت لا تسمح لهن بالاختلاط مع الفتية، ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد كانت كذلك متشددة في الكثير من التصرفات والسلوكيات لتلك الفتيات، وفي ذلك العنبر أول ما وصلت كيتي تعرفت على فتاتين شقيقتان الأولى تدعى سيسيليا والثانية تدعى ماري وين، وهن فتاتان فقدن والديهن أيضاً في حادث سير وتشتت عائلتهن بعد بعد ذلك الحادث، وبعد أن مرت فترة من الوقت على نشأة كل من سيسيليا وماري في ذلك العنبر تم إرسال سيسيليا إلى دولة الهند؛ وذلك حتى يتم عقد قرانها على رجل هندي.
لم تكن سيسيليا موافقة على ذلك الزواج على الإطلاق، ولكن كل شيء كان رغماً عنها، فعلاوةً على أنه أكبر منها بكثير في السن، فهي كذلك لا تكن له أي مشاعر، وبعد مرور أيام قليلة تم إرسال ماري لتعمل في أحد المنازل القريبة من العنبر لدى عائلة تعرف باسم عائلة السيدة هاليفاكس، كانت تلك السيدة شديدة جداً وقد أوكلت إلى ماري مهمة الاهتمام والاعتناء بملابسها، وفي وقت سابق خلال تواجد كل من كيتي وسيسيليا وماري سوياً في العنبر قمن في يوم من الأيام بزراعة أحد أنواع الأشجار والتي تعرف باسم نبات التعريشة في حديقة العنبر، وقد نمت تلك الشجرة حتى أصبحت شاهقة ومظللة على أطرافها، كانت تلك التعريشة هي الملاذ الآمن لكيتي وبها تلقى راحتها النفسية.
وبعد أن غادرت كل من سيسيليا وماري كانت السيدة بيرسيفال تبذل جهودًا كبيرة من أجل منع كيتي من مقابلة شبان غير مناسبين، حتى أنها كانت لا تسمح لها بمقابلة أو الاختلاط مع أي أشخاص لم تكن للسيدة بيرسيفال معرفة كاملة بهم، وكل ما كان يتم السماح لها بالاختلاط بهم هم عائلة السيد دودلي، وتلك العائلة مكونة من كل من السيد والسيدة دودلي وابنتهما، كانت كيتي لا ترغب في الاختلاط بتلك العائلة وباستمرار تصفها بأنها عائلة متعجرفة ومشاكسة.
وفي يوم من الأيام كانت هناك إحدى العائلات والتي تعرف باسم عائلة السيد ستانلي طلبوا أن يأتوا لزيارة السيدة بيرسيفال وكيتي، وهم من كانوا ممن تربطهم صلة قرابة معها ومع عائلة كيتي، ولكن في كل مرة كانت السيدة بيرسيفال ترفض الزيارة من تلك العائلة، وعائلة السيد ستانلي كانت تمتلك الكثير من الثراء والأموال، وذات تأثير سياسي واجتماعي كبير في المدينة، وفي كل مرة كانت تبرر السيدة بيرسيفال رفضها لتلك الزيارة هو أن لديهم ابنًا في سن الزواج ويدعى إدوارد، ولم ترغب في أن تختلط كيتي به.
وبعد مرور فترة من الوقت انتقل إدوارد إلى دولة فرنسا؛ وذلك من أجل القيام ببعض الأمور التجارية الخاصة بعمل والدة، وبعد أن غادر إدوارد وافقت السيد بيرسيفال على زيارة السيد ستانلي وزوجته، وفي تلك الأثناء كانت كيتي تنتظر وصولهم بحماس وشغف لتتعرف عليهم، وأول ما وصلت العائلة إلى العنبر شعرت كيتي بخيبة أمل؛ وذلك لأنها وجدت ابنتهما وتدعى كاميلا لا تشترك معها في الكثير من الأمور، ولم تتطابق أفكار كل منهما مع الأخرى، إذ أن أفكار كاميلا كانت تتجه نحو الإصرار على إبراز المظهر الخارجي والاهتمام بإظهاره للآخرين، وعلى إثر ذلك كانت تشعر كيتي وكأنها خالية من الذوق أو الحكم، كما أن كاميلا اعترفت أنها تحب الكتب، ولكنها لا تحب تجلس وتقوم قراءة كتاب ولو واحد.
ومن خلال تصرفات وسلوكيات كاميلا بدت وكأنها فتاة مفعمة بالحيوية والنشاط، ولكن ما تبين بعد لحظات أن كاميلا تتصرف دون أي وعي أو إدراك لما تقوم به، وهذا ما أظهر لكيتي أن كاميلا لا تتميز بالذكاء ولا حتى الفطنة، كما تبين أنها ليست لبقة أبداً في الحديث والتعامل مع الآخرين، وما ظهر على وجه العموم بها هو شغفها بالدعابة بلا استحقاق، وفي ذلك الوقت كانت كيتي يملأها الأمل في أن تقوم بمناقشة بعض مواضيع الكتب التي قامت بقراءتها في وقت سابق مع كامبلا، والحديث معها في أمور ذات أهمية بالغة بالنسبة لها.
ولكن في كل مرة كانت كيتي تقوم بفتح أحد تلك المواضيع بعد لحظات قليلة تقوم كاميلا بقيادة الحديث وتوجيهه إلى الموضوعات مختلفة تماماً وتخرج عن السياقات، وكانت تلك المواضيع التي تقود كاميلا إليها من وجهة نظر كيتي هي مواضيع تافهة، مثل الموضة والعلاقات والحياة الاجتماعية المترفة، وفي تلك القرية تعرفت كاميلا على عائلة السيدة هاليفاكس، وهي ما كانت من العائلات التي تناسب تفكير بناتها مع تفكير كاميلا ويختلف تماماً مع تفكير كيتي، فما يتناسب مع تفكير كيتي كان فقط سيسيليا وماري، وحينما أشارت كيتي بهذا إلى كاميلا شعرت أن الأخوات محظوظات بحب كيتي لهن، ولكن أوضحت كيتي لكاميلا أن وضعهم أصبح الآن مأساوي؛ وذلك لأنها تعتقد أنهن قد يتعرضن لسوء المعاملة من قبل من أصبحن في رعايتهن.
وفي النهاية استنتجت كيتي أنها وكاميلا لن يتوصلا إلى اتفاق أبداً، مما دفع بها للهروب إلى التعريشة التي أنبتتها مع صديقاتها، وفي وقت لاحق جاءت كاميلا إلى التعريشة وكلها حماس لتخبر كيتي أنه تمت دعوتهم جميعًا من أجل حضور حفلة في المساء التالي، ولكن لم تشعر كيتي بحماس لحضور تلك الحفلة، وفي صباح اليوم التالي استيقظت كيتي من نومها ووجدت نفسها تعاني من ألم شديد في الأسنان، وهذا ما منعها من حضور الحفل، فقرر كل من كاميلا ووالداها والسيدة بيرسيفال حضور الحفل بدونها.
العبرة من الرواية هي أن هناك الكثير من الأشخاص التي نقابلهم في حياتنا لا يتطابق تفكيرنا مع تفكيرهم.
