رواية كلاريسا Clarissa Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الإنجليزي صمويل ريتشاردسون، وقد تناولت في مضمونها حول شابة تدافع عن الفضائل وتسعى للحفاظ عليها، وتم نشرها عام 1748م.

الشخصيات

  • البطلة كلاريسا
  •  جيمس شقيق كلاريسا
  • روبرت لوفيلس
  • روجر سوليمز
  • الخادم جوزيف ليمان
  • جون بيلفورد صديق كلاريسا

رواية كلاريسا

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مملكة بريطانيا العظمى، حيث أنه في يوم من الأيام كانت هناك تعيش إحدى الأسر، هدفها هو الحصول على الثروة والمال والاستعلاء في الطبقات المجتمعية، حيث أنه في تلك المدينة كان يُنظر إلى كل شخص حسب الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها، ومن بين تلك الأسرة كانت هناك فتاة تدعى كلاريسا وهي محبوبة جداً لدى عائلتها، ولكن مع مرور الأيام وسعي عائلتها لجمع الأموال والحصول على طبقة اجتماعية أعلى تسببت في العديد من المآسي لها.

إذ أنها كانت على قدر عالي من الحسن والجمال، ولم يكن جمالها فقط في المظهر الخارجي، وإنما كانت تتميز بالرقي واللطافة في التعامل مع الآخرين، وعلاوة على ذلك كانت تتميز بالذكاء والفطنة، وباستمرار كانت من الفتيات المحافظات فترفض الانسياق خلف الرذائل وتنادي بالفضيلة، وفي يوم من الأيام بعد أن كانت عائلتها قد حققت حلمها في أن تكون من العائلات الثرية في المدينة، رغبت الأسرة بعد ذلك إلى أن تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، ومن أجل ذلك قامت بحبك خطة يسير به إلى تلك الطبقة.

وقد كانت تلك الخطة تتجسد في أن أخذ كافة الأملاك والثروة والأراضي التي حصلت عليها العائلة على مدار تلك الفترة وتحولها من أسماء كافة أفراد الأسرة إلى اسم الابن الأكبر ويدعى جيمس، وبالفعل نجحت تلك الخطة، إذ أنه بسبب امتلاكه للثروة الطائلة والممتلكات العديدة وسلطته السياسية في ذلك الوقت تم الاعتراف بجيمس بين أفراد المجتمع بأنه من الطبقة الأرستقراطية، كما تم منحه لقب نبيل، وأصبح يقود ثروة العائلة ويديرها بنفسه دون السماح إلى أحد من أشقاه من تولي أي مهام معه.

وفي يوم من الأيام كان جد جيمس يمتلك الكثير من الثروة والممتلكات وقبل وفاته قرر أن يقوم بترك جزء كبير من تلك الممتلكات والثروة لشقيقته كلاريسا، وهذا الأمر قد فتح الأنظار على كلاريسا في الطبقة الارستقراطية، وبين العديد الذين تقدموا لخطبتها كان هناك رجل نبيل يدعى روبرت لوفيلس، وهذا الأمر سيقود كلاريسا للحصول على لقب نبيلة، إلا أن شقيقها جيمس كان يشير إلى أن روبرت ما هو إلا شخص طامع في الحصول على ثروة شقيقته ليس أكثر، وأنه لا يكن لها أي محبة وهو عدو للعائلة يريد تخليصها من ثروتها، وهذا الأمر قد جعل جيمس يدخل في مبارزة مع روبرت بأن لا يجعل كلاريسا توافق على الزواج منه.

وفي تلك الأثناء أول ما قام به جيمس هو أنه قام باستدعاء أحد الأشخاص ويدعى روجر سوليمز، وهو ما كان يربطه مع جيمس علاقة قوية، وحينها اتفق معه على أن يقوم بالزواج من شقيقته؛ وذلك حتى يتمكن من اقناعها في تحويل ممتلكاتها من جدها إليه، وفي ذلك الوقت وافق روجر، وكل ما كان يسعى إلى روجر فقط هو أن يصبح من طبقة النبلاء وينتمي إليهم، وبعد أن حصل الاتفاق بينهما قام جيمس بإخبار العائلة حول ذلك الرجل وأنه أمين على ممتلكات العائلة.

وافقت العائلة عليه بينما كلاريسا كانت قد رفضت الزواج منه على الإطلاق، وفي كل يوم كانت العائلة تحاول إجبار كلاريسا في الموافقة عليه والزواج منه، ويشيرون إلى أنها زواجها من روجر يصب في مصلحة عائلتها، إلا أن كلاريسا رفضت الأمر تماماً وصرحت في إحدى المرات أنها تراه مثير للاشمئزاز بالنسبة لها.

وبعد عدت محاولات فاشلة للعائلة في إقناع كلاريسا في الزواج من روجر كفت العائلة عن ذلك الأمر، إذ لم تتوصل به إلى نتيجة معها، ومنذ ذلك الوقت وقد مرت فترة لا بأس بها وكلاريسا تشعر أنها أصبحت في وحدة وعزلة عن الجميع، فلم تجد أي شخص تتطابق أفكاره مع أفكارها ويؤمن بمعتقداتها، وعلى الرغم من أنها كانت تطمح إلى أن تكون حرة، إلا أنها في يوم من الأيام جراء حالة اليأس التي كانت تمر بها قامت بمراسلة روبرت، ولم تكن تعلم ما سوف يحدث معها، إذ اعتقدت أنه من المحتمل أن يكون الشخص الأنسب لها، وما دفعها لذلك هو عودة العائلة للضغط عليها من أجل الزواج من روجر.

وحينما وصلت محاولات العائلة معها ذروتها في إجبارها على الزواج اقترح عليها روبرت أن تقوم بالفرار معه، وبالفعل وافقت كلاريسا على ذلك للهروب من بين أيدي عائلتها خوفاً من إجبارها على الزواج من روجر، وفي الليلة التي اتفق عليها كل من روبرت وكلاريسا للهروب استيقظ خادم في المنزل ويدعى جوزيف ليمان وشعر أن هناك ضجيج في المنزل، وبعد لحظات أيقظ العائلة بأكملها ليكتشفوا أن ابنتهم على وشك الهروب مع روبرت، وقد حاولا الإمساك بها، إلا أنها تمكنت من الإفلات منهم والسير مع روبرت.

ولكن ما حدث بعد ذلك وكان بمثابة صدمة لكلاريسا هي أن روبرت أخذها كأسيره لديه، وبقيت أسيرته لعدة أشهر، وفي كل مرة كان ينتقل بها من مكان إلى آخر، إلا أن استقر بها في النهاية في أحد المنازل والذي كان مشبوه آنذاك، وفي كل مرة كان يعرض عليها الزواج منه، إلا أنها رفضت ذلك، وباستمرار تشير إلى أن رغبتها في الحياة هي أن تعيش بسلام وحرية، ولا تريد الارتباط بأي شخص مهما كان، وبعد عدة ضغوطات مارسها عليها روبرت في الزواج منه لجأت إلى الهروب، لكن لم يمضي الكثير من الوقت حتى تمكن من العثور عليها، وحينها طمأنها واحتال عليها من أجل العودة معه إلى ذلك المنزل المشبوه،

وحينما تمكنت من إقناعها وعادت معه إلى المنزل أصر في هذه المرة على الانتقام منها ومن عائلتها بسبب معاملتهم له، وهذا الأمر جعله يعزم على الاعتداء عليها، ولكن كلاريسا كانت شديدة التمسك بفضيلتها وشرفها، وهذا الأمر جعله يعجب بها ويحبها كل يوم أكثر من ذي قبل، إذ كان في ذلك الوقت يجد صعوبة في التصديق بوجود نساء فاضلات.

ولكن ذلك لم يكن ينأ به عن الكف في التفكير بالاعتداء عليها، كما أن عاطفته نحوها كانت تزداد يوماً عن يوم، وذات يوم قامت بتخديرها والاعتداء عليها، كان يعتقد أنه بفعلته تلك سوف توافق كلاريسا على الزواج منه، إلا أن تلك الحادثة ما زادتها سوى إصرار على رفضها للزواج من شخص فاسد مثل روبرت، وفي أحد الأيام تمكنت كلاريسا من الفرار من ذلك المنزل المشبوه، لكنه سرعان ما عثر عليها وأعادها إليه، ولم تحبط كلاريسا من محاولتها الفاشلة في الهرب، وذات مرة تمكن صاحب المنزل من وضع روبرت في السجن؛ وذلك لعدم دفعه إلى أجار المنزل.

وفي تلك الأثناء على الفور لجأت كلاريسا إلى أحد أصحاب المتاجر والذي كان يعمل به مع زوجته، فعزموا عليها في البقاء معهم في المنزل، وافقت كلاريسا على ذلك، ولكن منذ ذلك الوقت دخلت كلاريسا في وعكة صحية شديدة وفي كل يوم كانت حالتها تزداد سوءًا، بسبب الإكراه والضغط النفسي الذي تعرضت له، وخلال فترة مرضها تعرفت على شاب يدعى جون بيلفورد ومع الوقت أصبحا صديقين مقربين.

وفي النهاية لجأت إليه من أجل أن أن تحمله مسؤولية تنفيذ وصيّتها، إذ شارفت على الموت، ورغبت في أن تعيد كل شيء لنظامه، وهنا دهش جون بطريقة تعاملها مع موتها القريب ويرثى لها ولما فعله روبرت بها، وأخيراً توفيت كلاريسا وهي واعية تماماً بأنها فتاة فاضلة وأنها سوف تحظى بحياة أفضل بعد وفاتها، وبعد وفاتها وتنفيذ وصيتها أدرك حينها أقاربها بالبؤس الذي تسببوا به لها، لكن كان الوقت متأخر جداً.

العبرة من القصة هو أنه لا يمكن لأحد أن يسلب حق الآخر رغماً عنه، وفي حال انتزع منه حقه، فإنه يبقى مدى حياته في محاولة لاسترداد حقه.

المصدر: Clarissa Novel - صمويل ريتشاردسون - 1748م


شارك المقالة: