تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادر عن الكاتبة جوليا ألفاريز، وتم العمل على نشرها عام 1991م، وتناولت في مضمونها الحديث حول أربعة فتيات اضطرت عائلتهن للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك بسبب مجموعة من الضغوطات التي تمت ممارستها من قِبل إحدى المجموعات على والدهن.
الشخصيات
- السيد كارلوس غارسيا
- السيدة لورا الأم
- الفتاة كارلا
- الفتاة ساندرا
- الفتاة يولاندا
- الفتاة صوفيا
- جون حبيب يولاندا
- ريتشارد الطبيب النفسي ليولاندا
- جيمس زوج صوفيا
رواية كيف فقدت فتيات غارسيا لهجاتهن
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى العائلات والتي تعرف باسم عائلة غارسيا، وقد تناولت الكاتبة الحديث عن تلك العائلة بتسلسل زمني معكوس، فبدأت بالمرحلة الحالية التي تعيشها تلك العائلة، ومن ثم انتقلت لفترة المراهقة، وبعدها إلى مرحلة الطفولة، وتلك العائلة هي واحدة من العائلات الثرية والبارزة في ما تعرف بجمهورية الدومينيكان، وتعود جذورها نسبة إلى الفاتحين، كان رب الأسرة يدعى السيد كارلوس غارسيا ويعمل كطبيب وهو الأصغر من بين خمسة وثلاثون طفل أنجبهم والده خلال حياته.
بينما السيدة تدعى لورا زوجته تنحدر أصولها من عائلة مهمة، إذ أن والدها صاحب مصنع ودبلوماسي في الأمم المتحدة، تعيش تلك العائلة بين العديد من أفراد الأسرة الممتدة كجيران في منازل كبيرة في مجمع واسع، وفي أوائل الخمسينيات من القرن التاسع عشر ولدت فتيات السيد غارسيا، وهما الأولى تدعى كارلا والثانية تدعى ساندرا والثالثة تدعى يولاندا والرابعة تدعى صوفيا، عشن الفتيات مرحلة طفولة سعيدة محمية من قبل والديهم وخالاتهم وأعمامهم المحافظين على تقاليد الأسرة، ويخدم الفتيات أبناء عمومتهم الذين لا حصر لهم.
وفي الجزء الأول من الرواية الحديث عن علاقة الفتيات العاطفية، وأول ما وقع عليها الاختيار للحديث عن علاقاتها هي الفتاة يولاندا، حيث ذات يوم تم وصف عودة يولاندا إلى جمهورية الدومينيكان كفتاة بالغة من أجل حضور حفلة عيد ميلاد عائلية، وخلال تلك الفترة كانت يولاندا مرتبطة بشاب يدعى جون، ولم تستمر علاقتها به لفترة طويلة، إذ سرعان ما انفصلت عنه وارتبطت بشخص آخر يدعى ريتشارد، وهو الطبيب النفسي الذي تترد عليه بين الحين والآخر؛ وذلك لأنه خلال تلك الفترة كانت يولاند تشير باستمرار إلى أنها تعاني من عدم وجود أي شخص يفهمها سواء كان من عائلتها أو من الأسرة الممتدة أو من الأشخاص الذين ترتبط معهم بعلاقات في المجتمع.
بينما كل من كارلا وساندرا فقد كانتا مرتبطات مع شابين اثنان، ويبدو أن علاقتهن بهما طويلة الأمد، أما عن صوفيا ففي يوم من الأيام حينما كانت العائلة تحتفل بعيد البطريرك واكتشف السيد كارلوس يومها وصول عد كبير من الرسائل الغرامية لابنته، وهذا الأمر تسبب في العديد من المشاكل بنه وبين صوفيا، مما دفع صوفيا للهروب إلى حبيبها والذي كان من أصول ألمانية والزواج منه، وبعد أن غابت صوفيا عن عائلتها لعدة سنوات عادت إلى البلاد وأول ما قامت به هو أن وضعت طفلها بين يدي والدها، مما ساعد على إصلاح علاقة الأب وابنته إلى حد ما، وحضر مع صوفيا زوجها ويدعى جيمس وهو عالم كيميائي من الطراز الأول.
وفي الجزء الثاني تم توضيح تفاصيل التجربة الجماعية للأسرة في العيش في الولايات المتحدة كمهاجرين، حيث أنه التحقن الفتيات أولاً بمدرسة كاثوليكية في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة نيويورك، ثم بعد ذلك التحقن بمدرسة داخلية، وفي تلك الفترة استوعبن جيدًا إلى حد ما بيئاتهن الجديدة، على الرغم من مواجهتهن لبعض الانتكاسات على مدار تلك الفترة، وكانت أول فترة من وصولهن يتخللها البحث عن بيوت من أجل أن يتم استئجارها في مدينة نيويورك، وباستمرار يدعن الله من أجل أن يتمكنوا قريبًا من العودة إلى وطنهم، وبعد العيش فترة بسيطة بدأت العائلة بتقدير مزايا العيش في بلد حر مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي يوم من الأيام اكتشفت السيدة لورا كيس من مادة ممنوعة بحوزة ابنتها صوفيا، وعاقبتها بإبعادها من مدرستها الداخلية وإجبارها على قضاء عام بأكمله في جمهورية الدومينيكان مع عائلة من المقربين، ونتيجة لاكتشاف السيدة لورا لتلك المادة بدأت تدقق جيداً في تصرفات بناتها، فلاحظت كيف أنهن تحولن إلى أمريكيات وابتعدن عن الثقافة الدومنيكية، كما أن علاقة لورا مع زوجها كارلوس بدأت تتضارب؛ وذلك لأن السيدة لورا كانت متمسكة بالعادات والتقاليد القديمة في تربية الفتيات، وفي أحد الأيام أكد السيد كارلوس لزوجته أنه ينبغي عليها أن تمارس بالحديث مع فتياتها اللغة الدومنيكية وتعليمهن العادات والتقاليد الدومنيكية؛ وذلك حتى لا ينسن اللغة الأصلية، ولكن هذا الأمر قد أحدث توتر بين الثقافات.
وخلال تلك الفترة أصبحت كارلا ضحية للعنصرية في الفصل، حيث أن زملائها في المدرسة أخذوا بالاعتداء على ممتلكاتها الخاصة، وطوال فترة الدوام يرددون على مسامعها: عودي إلى حيث أتيت، أيتها المتسخة القذرة، وأثناء توقف حافلة المدرسة عند الرصيف كان يتم التحدث معها بشكل غير لائق من خلال نافذة الحافلة، وانتهى الجزء الثاني من الرواية عندما تذهب عائلة غارسيا إلى أحد المطاعم الإسبانية، وفي ذلك المطعم شاهدت ساندرا أن زوجة صاحب المطعم تحاول إقامة علاقة مع والدها أثناء طريقه إلى التواليت، وبشكل عام عرض الجزء الثاني الجوانب غير المتوقعة للعيش في الولايات المتحدة والتحول إلى أمريكيين، واستكشفت التوترات التي تتطور مع تجربة الهجرة.
وفي الجزء الثالث من الرواية تم الحديث عن مرحلة الطفولة التي عشنها الفتيات والحياة التي عاشها والديهن خلال تلك الفترة، حيث أنه ذات يوم قدموا اثنين من العملاء إلى منزل العائلة بحثًا عن السيد كارلوس؛ وذلك بسبب سياسته الثورية وعمله ضد إحدى العائلات والتي تعرف باسم عائلة تشابيتاس، كما تم توضيح مدى الخطورة التي كانت تعيشها الأسرة خلال تغيب السيد كارلوس عن المنزل والتحقيق معه والصراعات التي عاشها آنذاك، ومن أجل حماية الأسرة من الاضطهاد، أجبرت على الهجرة على الفور، وهذا ما أثبت دافعها للانتقال إلى مدينة نيويورك.
كما تم الحديث عن خادمة الأسرة والتي تعود أصولها إلى دولة هاييتي، حيث أن تلك الخادمة كانت تمارس السحر الشعوذة، وهربت من إحدى المذابح والتي عرفت باسم مذبحة تروخيو بحق الهايتيين وجاءت للعمل لدى عائلة السيد غارسيا، وفي النهاية تروي كارلا ويولاندا وساندرا آرائهن حول مدينة نيويورك، وأكثر ما تحدثن عن أحلامهن التي تنطلق في فصل الشتاء، حيث أنهن لم يشهدن مثل تلك البروة في الطقس في بلادهن.
العبرة من الرواية هي أن الهجرة تنعكس على صاحبها بالعديد من التأثيرات منها الإيجابية ومنها السلبية، ولكن الإنسان الواعي هو من يتمسك بالتأثيرات الإيجابية ويبتعد عن التأثيرات السلبية.
مؤلفات الكاتبة جوليا ألفاريز
- رواية الآخرة Afterlife Novel
- رواية باسم سالومي In The Name of Salome Novel
- رواية إنقاذ العالم Saving the World Novel